استحق اتحادنا الكروي الاشادة في تنظيم هذه المباراة
< والحق يقال ان المنتخب الجزائري الذي خاض الجولة الحاسمة والتأهل عبر ثلاث عواصم عربية بدأت بالجزائر عندما فاز علي مصر 3/1 ثم بالقاهرة والخسارة ايابا صفر/2 ثم الفوز بالخرطوم في الفاصلة او الحاسمة اكدت جدارته وتأهله.< والحق يقال ان المنتخب الجزائري وبرغم عدم اختياره للسودان موقعا للمعركة الفاصلة الا انه عرف كيف يستفيد من ارض السودان وهو يفتح جسرا جويا ما بين الجزائر والخرطوم ويكثف من حضوره ووجوده ويوزع اعلامه وشعاراته بكثافة ويحتل المدرجات مبكرا ويعرف كيف يلهب حماس لاعبيه اثناء المباراة كلها عوامل ساعدته في التألق والفوز.< والحق يقال ان المنتخب الجزائري لعب بتكتيك فني عالٍ وعرف كيف يخطف هدف الفوز اليتيم ثم يحافظ عليه حتي صافرة النهاية.< هكذا اعاد الجزائريون امجاد من سبقوهم قبل 24 عاما امثال رابح مادجير والاخضر بلومي وعصاد وغيرهم من لاعبين افذاذ .< المنتخب الجزائري وبرغم نجاحه في النفاذ للشباك المصرية الا انه عرف كيف يحافظ علي شباكه نظيفة ويحمي منطقته والتي تألق فيها الحارس الاحتياطي البديل والذي ظهر بمستوي مذهل واستطاع من اول الهجمات الخطرة للمنتخب المصري ان يثبت اقدامه ويعطي الثقة الكبري لخط الدفاع من امامه ليتألق اكثر واكثر في العديد من الكرات الخطرة الاخري خاصة تسديدة عماد متعب من داخل الصندوق وكان يمكن ان تكون هدفا للتعادل يقلب ويغير مجريات المباراة باكملها.< الي حد كبير فان المنتخب المصري وبتواضع معظم لاعبيه سواء في الدفاع او الوسط والهجوم ساعد المنتخب الجزائري وسهل له المهمة.< غامر حسن شحاتة بعمرو زكي المصاب وفشل في احداث التبديلات المفيدة رغم تواضع الكثير من اللاعبين خاصة السقا في الدفاع والذي انكشف المرمي المصري عن طريقه اكثر من مرة اذا كانت شباك الحضري قد سلمت في المرة الاولي نتيجة لاستبساله والطريقة التي سدد بها المهاجم الجزائري الكرة فانها في المرة الثانية فقد مزقت الشباك.< والحق يقال ان الحضري لا يسأل عن الهدف وكان قد انقذ عدة كرات خطرة وحول بعضها للكورنر باعجوبة لكن المنتخب المصري في النهاية افتقد للروح القتالية وافتقد للحماس وكثرت اخطاء لاعبيه وتعرضوا للعديد من الانذارات خاصة وائل جمعة وحسني عبده حيث تأثر اداؤهم بذلك كثيرا خوفا من الانذار الثاني والطرد كذلك انعدمت فعالية خط الهجوم والذي تواضع افراده جميعا ابو تريكة ومتعب وعمرو زكي وحتي زيدان بعد دخوله في الشوط الثاني رغم قيادته لاخطر الهجمات الشرسة وصناعته لاضمن الفرص لزملائه تم اهدارها نتيجة لاستبسال الحارس الجزائري.< هكذا نجحت الجزائر لتكون المنتخب الافريقي السادس في المونديال الجنوب افريقي بجانب جنوب افريقيا البلد المنظم ومنتخبات غانا وساحل العاج والكاميرون ونيجيريا.< في النهاية نقول استحق المنتخب الجزائري التاهل فقد قدر لاعبوه المسئولية واستماتوا في هذه الفرصة التاريخية النادرة جدا ولم يضيعوها وتفوق عكس المنتخب المصري الذي تهاون ثلاث مرات امام الجزائري يخسر بثلاثية ثم يتواضع ويفوز بثنائية لم تؤهله علي ارضه وفي الفاصلة كان اكثر من متواضع وخذل العديد من التوقعات واحبط القاعدة الجماهيرية الكبري من افراد الجالية بالخرطوم وكذلك الشعوب المصرية المنتشرة في كل الارجاء وايضا احبط الرسميين والفنانين والممثلين الذين رافقوه في رحلة الخرطوم دون ان يحقق المطلوب منه وبرغم ذلك نقول استحق التقدير علي ما قدمه وبذله من جهد طيلة المشوار الافريقي الحافل في الكثير من المباريات الصعبة وانه في النهاية حال الكرة يوم لك ويوم عليك ونقول لهم هاردلك ونتمني ان يعوض في المرات القادمة.لحن الختام< حق لنا ان نشيد باتحاد الكرة السوداني واللجنة العليا التي كونت لهذا اللقاء وبرغم الاخفاقات البسيطة المتعلقة بالتذاكر وتوزيعها وعدم حصول البعض علي التذاكر وعدم تمكنهم من الدخول الا انهم نجحوا بدرجة امتياز في تنظيم هذه المباراة الحساسة جدا واستطاعوا ان يقودوها الي بر الامان رغم الكثير من المشاحنات والتفلتات التي سبقتها او اعقبتها وانصار المنتخبين المصري والجزائري في طريقهما الي المطار للمغادرة الي بلادهما والتنظيم داخل الاستاد كان رائعا وبديعا والتشجيع من الجمهور السوداني كان مثاليا برغم تحيز الكثيرين منهم للمنتخب المصري بدليل انه ومن خلال الاستفتاء الذي قامت به شركة كومن قد اعطت الافضلية للمنتخب المصري بنسبة ليست بالكبيرة ولقد كان التناول الاعلامي الذي عكس الوضع الرياضي في السودان والتنظيم كان له دوره في عكس الوجه المشرف للاتحاد السوداني وبقي ان نتعلم ونستفيد من مثل هذه الروح والوفاء والحب لمنتخبات بلادها وتشجيعها بقوة والسفر معها حتي والمباراة خارج ارضها لتشد من ازرها ويكون لها دورها الكبير والمؤثر جدا في الانتصار علي نحو ما فعل جمهور المنتخبين الجزائري والمصري حيث امتلأ استاد المريخ عن سعته وعجز الكثيرون في الخارج من الدخول في وقت كنا نبحث فيه عن جمهورنا الذي يملأ الاستادات ويشجع منتخبنا في الكثير من المباريات المهمة التي لعبناها علي ارضنا.< ندرك جيدا ان هناك الكثير من المشاكل والاسباب والخلافات التي تؤدي للاحباطات ولكن كل ذلك لا يمنع وقفاتنا الوطنية وحسنا القومي وتعاملنا بولاء تجاه منتخب البلاد الذي يمثل السودان.< هذه المباراة الفاصلة كانت بمثابة الدرس والاختبار لنا لنتعلم من خلالها الكثير والكثير جدا كيف اصبحت كرة القدم في ظل هذا التنافس والصراع الكروي الكبير محل اهتمام كل الحكومات والمسئولين والاداريين والجماهير والشعبيين والفنانين وفصائل المجتمع الاخري والاعلام المقروء والمسموع والمشاهد وفضائيا على مستوي الوكالات العالمية.لقاء كل يوم - قوون - عدد رقم 6536 ramadan9910@yahoo.com