الطاهر ساتي
وااا أسفاااااه …!!
** « فجأة عُبئ أقوام بوطنية زائفة ، وأُشربوا قضية «مصيرية»: من يكسب المباراة للتأهل لكأس العالم، مصر أم الجزائر..؟؟.. ألا ما أتفه الشعوب المستعبدة ..؟؟ وما أحط وأحقر معاركها الوهمية ..!! ..وما أرخص دمائها التي تراق إعلاء لراية عمية هي من بقايا الجاهلية المقيتة ..!!
** أقوام يعيشون بلا قضية ولا هم ..وحكام يسوقونهم إلى مهاوي السقوط الأخلاقي، ويقنعونهم أنه حتى بين المقموعين والمضطهدين، يوجد منتصرون وخاسرون ، أو هكذا أًريد لهم ..إجراءات «صارمة» وتدابير استثنائية في الجزائر ومصر والسودان لا تُتخذ إلا في حالات طوارئ حرب .. من أجل من ولماذا ..؟؟
**جماهير بلا قيادة مؤثرة موجهة بصيرة وبلا قضية ولا هدف ، تائهة ، يعبث بعقولها وقلوبها صناع الخراب والفساد ومهندسو الحرب والفقر والهجرة والنزوح ..صدمت كما صُدم غيري ، على ماذا نتشاحن ونتباغض ونثير الأحقاد ونمعن في تحطيم الماضي والحاضر والمستقبل..كل منا يتربص بالآخر ويعمل على الإطاحة به ، بل وإهانته وإذلاله ، لنصنع أمجادا تافهة على أشلاء المضطهدين ..!!
** نهتف لمن ولماذا..؟؟.. أظن أن شعوبنا منفية داخل أوطانها، وظيفتها الهتاف والصراخ العبثي، وهو آخر ما تبقى لها من «حق إنساني» .. والنفي واحد من المصائر الأكثر حزنا وأسى، والنفي هنا يعني الإبعاد القسري من قضاياها..
جماهير تموج وتتمايل على إيقاع رغبات وأهواء حكامها، فشلوا في إدارة الأزمات على جبهاتهم الداخلية الملتهبة، فنقلوا المعارك إلى الملاعب ، علهم يظفرون بهدنة داخلية.. !!
** يحجرون على شعوبهم في أوطانهم، ويسجنونهم في مربعات مغلقة ، ثم يشعلون لهم حروبا «دونكشوتيه»، ليمكنونهم من التنفيس بها عن مشاعر الإحباط والكبت النفسي التي تطاردهم في كل مراحل حياتهم، وفي لحظة خاطفة، يتحول مركب النقص إلى عقدة تفوق ..!!
** وهكذا تهب الجماهير المصرية والجزائرية وتزحف نحو السودان ، ليتم التلاعب بمشاعرها وخداعها.. وينسب لها الدور الأسطوري الذي ألصقه أشد متعصبي الجنس السلافي بالسلاف ، فهم «حرروا» البلقان من هيمنة العبوديين، وأنقذوا بيزنطة من الانحطاط بمنحها قادة ذوي عزيمة وجنودا لا يهزمون..والجماهير مدعوة لتعبر عن «إرادتها الحرة» في الملاعب والطرقات، و»تدافع» عن سيادتها المنتهكة، في مشهد مثير للحسرة والأسى..!!
** أي اعتبار يبقى للوطنية والسيادة والجماهير حين يُتلاعب بها وكأنها دمى لا حياة فيها..؟؟.. لم يبق ثمة شيء في بلداننا لم يُخضعه الحاكم لأهوائه ..!!»
** من إليكم ..شكرا خالد ، وليس بعيدا عن قضية العرب ، اتحادنا العام لكرة القدم يعلن بأنه لم يتلق أي دعم من الفيفا لتنظيم مباراة البارحة ..وطبعا لن يتلقى ، لأنه لم ولن يطالب به ، ربما ليعكس للفيفا بأننا شعب كريم ..وإيه يعني دعم ؟ ما كلها شوية ملايين وصرفناها في التنظيم و ما خسارة على الإخوة !.. وفعلا ، نحن لانصلح لغير إهدار حقوقنا تحت بند الكرم ..الكرم ، أو هكذا نسمي ما يسمى عند الآخر بال « سذاجة » ..!!
إليكم – الصحافة الخميس 19/11/2009 العدد 5892
tahersati@hotmail.com