الإمارات تواجه سرطان الثدي بالتوعية
تتكاتف الجهود بدولة الإمارات العربية المتحدة من أجل مقاومة سرطان الثدي الذي يعتبر من أكثر الأورام المسببة للوفاة بالبلاد, وذلك عبر الحملات التوعوية التي تهدف لإقناع النساء بضرورة الكشف المبكر عن هذا الداء.
ففي دبي أنشأت مجموعة من المتعافيات من مرض السرطان فريقا للعمل التطوعي للتوعية بهذا المرض, حيث تقوم عضوات الفريق بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي بسرد تجاربهن للمرضى الجدد والتوعية بهذا الداء في الأماكن العامة والهيئات والدوائر الحكومية.
كما تشارك عضوات الفريق في توزيع كتيبات عن المرض في المراكز التجارية الكبرى، وإلقاء المحاضرات التوعوية بالدوائر الحكومية والخاصة، وتنظيم زيارات للمدارس وأندية الفتيات.
وقالت المتطوعة سهيلة -التي شفيت من المرض في العام 2006- إنها حرصت على الانضمام لفريق المتطوعات لإيمانها بأن التوعية بالمرض والكشف المبكر عنه “هو نصف العلاج”.
وترى المشرفة على الفريق موزة الحتاوي -وهي اختصاصية الجراحة العامة وعضوة وحدة سرطان الثدي بهيئة صحة دبي- أن حملات التوعية حققت بعض النجاح من خلال تزايد أعداد المترددات على وحدة سرطان الثدي, وارتفاع معدل الاستفسارات عن المرض.
معوقات
ويؤكد مسؤول عيادة أمراض الثدي بهيئة صحة دبي زيد المازم وجود معوقات تواجه عمل فريق المتطوعات، على غرار رفض كثير من المريضات لقاءهن, ونقص الدعم المادي الذي يساعد على وضع البرامج التثقيفية وغيرها من أنشطة التوعية.
ويرى المازم أن مشكلة الإمارات ليست في حجم الإصابات بسرطان الثدي -التي يقل معدلها بالبلاد بشكل كبير عن المعدل العالمي- بل في كون الإصابة بهذا الداء داخل الدولة تكون في سن مبكرة حددها بما بين 38 و42 عاما، في حين تكون الإصابة عادة على المستوى العالمي خلال الفترة المتراوحة بين 50 و55 عاما.
جلاء طاهر أكدت ضرورة الكشف المبكر (الجزيرة نت)
ويدعو المازم لضرورة زيادة الأبحاث لمعرفة أسباب انتشار المرض بالإمارات، متوقعا في الوقت نفسه أن يكون عدد المصابات أكبر مما يعلن عنه المسؤولون.
ولا توجد إحصاءات موحدة حول المرض على مستوى دولة الإمارات، بل فقط أرقام خاصة بكل هيئة صحية، وتشير الأرقام إلى أن عيادة أمراض الثدي بدبي تستقبل أسبوعيا نحو 60 حالة منها ثلاث أو أربع حالات سرطان الثدي.
أبو ظبي
وبدورها أطلقت هيئة الصحة بأبو ظبي حملاتها التوعوية التي ركزت على ضرورة الكشف المبكر عن المرض، فأنتجت فيلما وثائقيا لقصص نساء ناجيات من المرض، بالإضافة إلى الإعلانات التلفزيونية والملصقات التوعوية وإنشاء مركز للاتصال.
وقالت مديرة برنامج سرطان الثدي بهيئة الصحة بأبو ظبي جلاء طاهر إن الإصابة عادة ما تكون مرتفعة بين النساء اللاتي يتقدمن في العمر، مضيفة أن تغير نمط الحياة في الدولة بشكل خاص وفي دول آسيا والعالم العربي بشكل عام زاد من معدل الإصابة بالمرض.
وأوضحت أن السمنة التي انتشرت خاصة بين الإناث بالبلاد تؤدي تباعا إلى البلوغ المبكر مما يزيد من إمكانية الإصابة بالمرض في سن مبكرة، بالإضافة إلى إمكانية حدوث طفرة جينية تسبب حدوث الإصابة بالسرطان باكرا.
وأشارت دراسة لهيئة الصحة بأبو ظبي إلى أن أهم معوقات الخضوع للكشف والعلاج المبكر هو الخوف من اكتشاف المرض والرهبة من العلاج وكذلك الخوف من استئصال ملامح الأنوثة وفقدان الشعر نتيجة للعلاج.
ويذكر التقرير السنوي للهيئة للعام 2009 أن الأورام تتسبب في 13% من مجموع الوفيات، وأن هناك ما بين 150 و170 حالة يتم تشخصيها سنويا بسرطان الثدي في إمارة أبو ظبي تتعرض 44% منهن للوفاة.
المصدر: الجزيرة