تحقيقات وتقارير

السودان وحقيقة الدور الفرنسي بدارفور


[ALIGN=JUSTIFY]يبدو أن الحكومة السودانية فطنت أخيرا للدور الفرنسي الذي يصفه محللون وخبراء سياسيون بالسالب في إقليم دارفور، بما يشير إلى أن الخرطوم تسعى إلى مراجعة الموقف المتأزم فيه بمواجهة من يدعمون استمرار القتال فيه.
ففي حين وعدت فرنسا عبر مندوبها بالأمم المتحدة بدعم موقف الجنائية الدولية إذا ما صادقت على مذكرة أوكامبو، اتهمها الرئيس عمر البشير صراحة بإيواء ودعم المتمردين في دارفور مما ساهم بشكل كبير في نزوعهم عن الرغبة في تحقيق السلام وبالتالي معالجة الأوضاع المتأزمة بالإقليم.
لكن رغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، يعتقد المحللون السياسيون أن السياسة الدولية تحكمها بعض المصالح التي لا تبقي على العداوة كما لا تبقي على التوافق والتصالح في كافة الأحوال.
فقد اعتبر الخبير السياسي حسن مكي أن البشير -بحسب اتصالاته الدبلوماسية- يعرف طبيعة الدور الفرنسي بالمنطقة، مشيرا إلى وجود دبلوماسية سرية تمكن الرئيس من الاطلاع على الدور الفرنسي وبالتالي توجيه الاتهام لباريس.

جغرافيا فرنسية
وقال مكي للجزيرة نت إن فرنسا تنظر إلى دارفور باعتبارها جزءا من الجغرافيا الفرنسية الممتدة في إفريقيا، وفي تشاد على وجه التحديد.
وأكد أن هناك رسائل فرنسية سلبية بتصريح مندوبها الأممي بقطع علاقات بلده مع السودان في حال تأييد قضاة لاهاي لأمر توقيف البشير، معتبرا ذلك من الإشارات القوية التي وجهتها فرنسا للخرطوم.
وأشار مكي في الوقت ذاته إلى عدم قدرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على طرد رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لعدم وجود صلاحية كافية له لفعل ذلك، رغم وعده السابق للبشير.
أما الخبير الدبلوماسي بشير البكري فاعتبر أن اعتقاد الفرنسيين بوجود إمبراطورية ممتدة إلى دارفور غرب السودان بجانب محاولة حماية مصالحهم في تشاد من التمدد الأميركي بالمنطقة، هو المحرك الأساسي للسياسات الفرنسية بدارفور.

الدين والاقتصاد
وأكد البكري الذي كان يتحدث للجزيرة نت أن عاملي الدين والمصالح الاقتصادية يلعبان دورا مهما في العلاقة بين فرنسا وحركات دارفور التي بدأ بعضها ينادي بالعلمانية والعلاقات مع إسرائيل، الأمر الذي يرفضه نظام الحكم القائم بالخرطوم.
واستبعد الخبير الدبلوماسي أن توقف فرنسا دعمها للتمرد في دارفور، أو تتوقف عن حماية النظام القائم بتشاد مهما كانت اتهامات الرئيس السوداني لها.
ومن جهته اعتبر المحلل السياسي محمد علي سعيد أن إحساس الفرنسيين بتهديد السودان لحليفتهم تشاد ودعم المعارضة التشادية، دفعهم لاتخاذ مواقف معادية.
وقال سعيد للجزيرة نت إن فرنسا بدأت تؤدي دور الممول للحركات المسلحة بدارفور نيابة عن الحكومة التشادية “لكن لا أعتقد أن يكون الدعم عبارة عن إيواء فقط بل ربما يشمل دعما ماديا لمجابهة النظام السوداني المعادي لحكومة الرئيس (التشادي إدريس) دبي”.
وأضاف أنه في سبيل وقف أي تهديد لتشاد ومصالحها الإستراتيجية، لن تتردد فرنسا في اتخاذ أي موقف من شأنه إسقاط النظام في الخرطوم.
عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت [/ALIGN]