زهير السراج
عصفور النار
* كان نجم في خلاف دائم مع أولئك .. كما كان الضحية في الوقت نفسه لاعتقادهم الخاطئ، فلقد كان قليل الاهتمام بصحته في خضم معركته الكبرى من أجل تصحيح مفاهيمهم الخاطئة وتحقيق حرية وكرامة الانسان السوداني، وبرغم اعتلال صحته بشكل كبير في السنة الاخيرة إلا انه لم يتقاعس عن الدفاع بكل السبل المشروعة عن حرية الرأى وحق الانسان السوداني في العيش بحرية وكرامة، وكانت له اسهامات كبيرة لا تخطؤها العين في هذا المجال في السودان والولايات المتحدة والقاهرة واثيوبيا وغيرها من المجتمعات التى يقيم بها السودانيون حيث كان بيته ومكتبه والجمعيات التى يساهم في ادارتها قبلة لجميع السودانيين، بل والافارقة والعرب الباحثين عن يد العون أو الصداقة الحقيقية والكلمة الطيبة والضحكة الصافية التى تشرح القلب، وكان نجم دائما في الموعد وعند حسن الظن به حتى لحظة وفاته.
* تفتح وفاة المرحوم ملف الاخطاء الطبية في بلادنا التي ظلت تتكرر بدون ان تجد الاهتمام المناسب من الدولة والجهات المختصة، ولا اقصد بذلك المحاسبة فقط، وانما سبر غور هذه المشكلة الكبيرة وايجاد الحلول الناجعة لها بمشاركة كل الاطراف والجهات المعنية بهذا الأمر !!
* لا أريد هنا أن أقع ضحية لنظرية (الصدمة) واتهم جهة او جهات معينة بارتكاب اخطاء ادت لوفاة المرحوم، خاصة ونحن شعب يؤمن بالقضاء والقدر، ولكن الملابسات التى سبقت وفاته والعملية الجراحية لزرع الكلى التي خضع لها في ظروف لم تكن مثالية في رأى بعض المتخصصين تدعوني للمطالبة باجراء تحقيق طبي حول تلك الملابسات كمدخل لفتح ملف الاخطاء الطبية ليس من أجل الطعن او القدح في مؤسساتنا الطبية أو أطبائنا، ولكن للتخلص من غول خطير اسمه الاخطاء الطبية كاد يدمر الثقة في نظامنا الطبي بأكمله، ان لم يكن قد فعل!!
* رحم الله نجم الدين محمد نصرالدين وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأسرته الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله .
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
4 ديسمبر ، 2009