أقفلوها وريحونا
* أثار زميلنا عطاف مختار مدير تحرير (السودانى) هذا الأمر فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الأخ والى ولاية الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر أمسية الاثنين الماضى للتنوير بالأحداث، فرد الوالى بأنه تجاوز فردي ووعد بالتحقيق فيه، ولكنني أشك في حدوث هذا التحقيق، كما أن الأمر ليس مجرد تجاوز فردي فلقد ظل يتكرر كثيرا بدون أن يجد أي نوع من المساءلة والحساب مما يؤكد أن الحكومة راضية عنه إن لم تكن سعيدة به أو محرضة عليه .. وآمل ألا يكون كذلك !!
* قبل أقل من شهرين تعرضت مجموعة من الصحفيين والصحفيات الى المضايقة والمنع من أداء عملهم فى المجلس الوطني من طاقم الحراسة ووعد رئيس المجلس الموقر بالتحقيق والمساءلة ولكن لم يحدث شيء من هذا ويبدو ان سيادة رئيس البرلمان قد اكتفى بالاعتذار الذي تقدم به لمجموعة الصحفيين وهو يشكر عليه في دولة تضع كل أخطائها على الصحافة والصحافيين وتعاملهم كأنهم مجرمون، كما تعرضت إحدى الزميلات بصحيفة (الميدان) في واقعة منفصلة لإساءة بالغة من أحد نواب المجلس الوطني ولم يكن نصيبها افضل من الذين سبقوها .. ولكن إذا وجدنا العذر لطاقم الحراسة باعتبار أن طبيعة عمله قد تستدعي المعاملة الفظة أحيانا فما عذر نائب برلماني يمثل المواطنين في الاعتداء على صحفية مهمتها توصيل صوته وعمله الى الجماهير؟!
* الصحافة مهنة مثلها مثل الطب والشرطة .. كفل لها الدستور والقانون السوداني الشرعية كما كفل لممارسها حق العمل بحرية في اطار ممارسته لمهنته سواء أكانت اجراء حوار مع وزير في مكتبه المكيف أو تغطية مظاهرة أو معركة حربية، ومن حق الصحفي ان يجد الحماية من كافة أجهزة الدولة خاصة التي تتولى مهمة تطبيق القانون مهما كان نوع العمل الصحفي الذي يقوم به، فإلى متى تتعامل معه أجهزة الدولة على أنه عدو في حالة حرب معها وتعتدي عليه وتكسر يده وتزج به في المعتقلات والسجون!!
* إذا لم تكونوا راغبين في وجود صحف وأجهزة اعلام .. أغلقوها وأريحونا وأريحوا أنفسكم .. ولكن كفاية اساءات واعتداءات على الصحفيين والصحفيات .. !!
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
9 ديسمبر ، 2009