وثيقة سلام بشأن دارفور بمنبر الدوحة
كشف رئيس حركة التحرير والعدالة السودانية التيجاني سيسي عن وثيقة سلام يجري التفاوض حولها بشأن دارفور وذلك لإعلانها عبر منبر الدوحة, قبل الاستفتاء المقرر بشأن مصير جنوب السودان في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأشار سيسي إلى أن الهدف هو العمل على تحقيق السلام والاستقرار قبل استفتاء الجنوب “لتجنيب البلاد مزيدا من التفتت”.
جاء ذلك في ندوة عقدت بالدوحة نظمتها رابطة أبناء دارفور, تحت عنوان “مسار مفاوضات دارفور بالدوحة.. المسار والرؤى”.
وألقى سيسي الضوء على ملفات التفاوض الرئيسية التي يجري التباحث بشأنها حاليا, مشيرا إلى أنها تشمل خمسة محاور رئيسية, هي توزيع الثروة، واقتسام السلطة, والتعويضات مع العودة الآمنة للاجئين, ثم العدالة والمصالحات, وأخيرا الترتيبات الأمنية.
وتحدث سيسي عن منهج المباحثات, موضحا أنه تأسس على قيام فرق التفاوض بتحديد مواقفها من هذه الملفات الخمسة, ثم رفعها إلى فريق الوساطة. وركز سيسي على ملف توزيع الثروة, قائلا إنه من أكثر الملفات تعقيدا, لكنه قال إن مفاوضات الدوحة غطت الكثير من جوانبه.
وفيما يتعلق باقتسام السلطة, قال إن حركته التي نجحت في توحيد 16 فصيلا لم تطلب لنفسها المشاركة في السلطة, مشددا على ضرورة مشاركة وتمثيل جميع أبناء إقليم دارفور “الذي تعرض للتهميش فترات طويلة”.
وفي ملف اللاجئين, أشار سيسي إلى نجاح منبر الدوحة في توفير تمثيل لهؤلاء النازحين, وتحدث عن معاناة نحو ثلاثة ملايين مشرد في دارفور, إضافة إلى خمسمائة ألف آخرين في تشاد وأفريقيا الوسطى, ووصف اللاجئين بأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية في السلام, وقال إن مشاركة ممثلين عنهم في منبر الدوحة, ساهمت في توضيح المواقف التفاوضية للأطراف المشاركة.
وفي سياق التعويضات أيضا تطرق سيسي إلى الدعم القطري الذي شمل إعادة الإعمار من خلال بنك التنمية. كما شدد سيسي على أهمية ملف العدالة والمصالحات, قائلا إنه “لا مصالحة بدون عدالة””.
وربط رئيس حركة التحرير والعدالة الملفات السابقة بالترتيبات الأمنية, مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على أجزاء كثيرة منها في مقدمتها وقف إطلاق النار, وقال إنه يجري حاليا التفاوض على باقي القضايا.
التيجاني سيسي تحدث عن مسار
التفاوض وملفاته (الجزيرة نت)
سلطة انتقالية
واقترح سيسي تأسيس سلطة انتقالية في دارفور تكون قادرة على تطبيق اتفاق السلام المنتظر وتحويله إلى حقيقة على الأرض, منتقدا في هذا الصدد السلطة التي تمخضت عن اتفاق أبوجا.
وشدد على أن تلك السلطة المقترحة يجب أن تتمتع بصلاحيات حقيقية, لكنها لا يفترض أن تنتقص من السلطة الاتحادية ولا تتجاوز سلطة الولايات.
وقد شدد المشاركون في الندوة على قضية الإقليم الواحد, وحذروا من مخاطر التقسيم. كما حذر مشاركون من مخاطر حرب أهلية بسبب الاستفتاء المرتقب بشأن جنوب السودان, وأشاروا إلى ضرورة إجراء هذا الاستفتاء في أجواء شفافة.
ودعا رئيس حركة التحرير والعدالة أبناء الشعب السوداني للمشاركة في الاستفتاء, بهدف “تجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية”, مشيرا إلى أن عدم ترسيم الحدود يفتح الباب لمزيد من الاضطرابات والمواجهات.
كما حذر مما سماه التدخل الدولي السافر في قضايا السودان, مشيرا إلى أن تعدد المنابر والمبادرات يضر بالوضع الراهن, وقال إن منبر الدوحة المدعوم إقليميا ودوليا يمهد الطريق لتحقيق السلام في دارفور.
الجزيرة نت