المسيرية تبلغ الأمم المتحدة برفض قرار (لاهاي) وتتمسك بالتصويت
أبْلغت قبيلة المسيرية بالمجلد أمس، الأمم المتحدة، رفض قرار محكمة العدل الدولية (لاهاي) بشأن منطقة أبيي، وأكّدت التمسك بحق التصويت في استفتاء المنطقة حسب نص قانون جمهورية السودان في المواطنة وشهدت المجلد مسيرة هادرة للمسيرية اتجهت لمقر الأمم المتحدة وسلمت مسؤول المنظمة مذكرة أكدت فيها رفض قرار لاهاي بشأن أبيي.
وأكد مختار بابو نمر ناظر المسيرية، لـ «الرأي العام» أمس، تمسك القبيلة بحق التصويت على تقرير مصير أبيي، وأوضح نمر أن القانون السوداني ينص على أحقية الفرد في الأرض بالإقامة لمدة ثلاثة أشهر فقط، وقال: (التصويت من حقنا ولن نتنازل عنه)، وأبْدى التزام قبيلته بحدود 1956م. من ناحيتها توقعت وزارة الخارجية الأمريكية، أن تتوصل الخرطوم الى اتفاق مع حكومة الجنوب بشأن منطقة أبيي خلال اجتماع سيعقد في أديس أبابا الشهر المقبل.
وقال بي جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن فريقي التفاوض من الجانبين اجتمعا مطلع الأسبوع الحالي في نيويورك بوساطة الولايات المتحدة وحققا بعض التقدم نحو حل القضية. وقال كراولي في مؤتمر صحفي «نعتقد أنها كانت اجتماعات مفيدة ووضعت أساساً لحل مشكلة أبيي» .
من جهةٍ أخرى، رفض عبد الرسول النور القيادي البارز بالمسيرية، تصريحات رئيس حكومة الجنوب الخاصة بحق المسيرية في التصويت، وقال إن سلفاكير مجرد شريك في الحكم، وإن قراراته من المفترض أن تصدر عن حكومة الشراكة، مُشيراً إلى أن هذه التصريحات تُعبِّر عن أفكار أبناء دينكا نقوك بالحركة الشعبية.
إلى ذلك طالب لوكا بيونق القيادي بالحركة الشعبية، المؤتمر الوطني باحترام نتيجة الاستفتاء والالتزام بإجرائه في موعده المحدد، وقال إن احترام خيار الجنوبيين يخدم مصلحة البلاد ويحفظ أمنها واستقرارها، وزاد: «هذا التزامنا باعتبارنا الحكومة»، وأشار إلى أهمية تهيئة الأجواء المناسبة للناخبين الجنوبيين في الولايات ليدلوا بأصواتهم بسلاسة.
وناشد لوكا، حكومة ولاية الجزيرة لدى لقائه بها في حاضرتها ود مدني أمس، بضرورة العمل على توفير المعلومات الكافية للناخب الجنوبي لاتخاذ القرار المناسب، وزاد: «إذا كان قرار المواطن الجنوبي هو الانفصال سنعمل في إطار مسؤولياتنا على المواصلة في نفس المشوار لضمان العلاقة بين الشمال والجنوب».
وفي السياق كشف دبلوماسيون بمجلس الأمن، أن المجلس سيتوجّه إلى السودان الأسبوع المقبل لمطالبة المسؤولين في الشمال والجنوب بتعجيل الاستعدادات الخاصة بالاستفتاء. ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي في المجلس قوله: «نريد أن نشجع الشمال والجنوب على بذل قصارى جهدهما لإجراء الاستفتاء في موعده ولضمان الانتقال السلمي بعد ذلك إذا اختار الجنوب الانفصال». وأضاف الدبلوماسي «نريد أيضاً تفقد الوضع في دارفور». ومن بين الشخصيات المتوقع حضورها إلى السودان سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة والسفير الفرنسي جيرار أرو والسفير البريطاني مارك ليال جرانت. وتبدأ رحلة المجلس في كمبالا بيوغندا وسيتحرك إلى جوبا. ثم دارفور والخرطوم.
إلى ذلك حذّر د. وليد السيد رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطني بالقاهرة من أي تدخل خارجي في الاستفتاء. وأكّد السيد في تصريح صحفي أمس، أن الحزب الحاكم لن يعترف بنتائج الاستفتاء إذا لم يتم وفقاً للضوابط والإجراءات التي نص عليها القانون. وقال السيد: (سنحترم أية نتيجة يتمخض عنها الاستفتاء سواء باستمرار الوحدة أو الانفصال إذا جرى في أجواءٍ ديمقراطيةٍ ودون أيِّ تدخل أجنبي لفرض نتيجة بعينها). وأوضح أن إجراء الاستفتاء لا يعني بالضرورة حتمية انفصال الجنوب، مستنكراً مواقف بعض القيادات الجنوبية التي تتحدث عن تاريخ إجراء الاستفتاء وكأنه الموعد المحدد للانفصال.
الراي العام