سياسية

محادثات أبيي: أنباء عن تقدم ملف حقوق المواطنة

تواصلت المفاوضات غير المباشرة بين وفدي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بشأن قضية استفتاء أبيي بأديس أبابا أمس، حيث تمّت مناقشة رد الجانب الرسمي الذي يمثله وفدا الحكومة والحركة الشعبية من جهة، وطرفا الإدارة الأهلية لقبيلتي المسيرية ودينكا نقوك من جهة أخرى، حول المقترحات التي قدمت خلال جلسات التباحث حول أبيي.
ويسود تفاؤل كبير بإمكانية توصل الجانبين لاتفاق يحل الأزمة بعد أن رشحت معلومات حول حدوث اختراقٍ كبيرٍ فيما يخص حقوق المواطنة وتقارب في المقترحات التي طُرحت حول شروط التأهل للاستفتاء.
وكان الوفدان الأهليان لقبيلتي المسيرية ودينكا نقوك قدّما رؤية مكتوبة كلاً على حدة للوسيط الأمريكي سكوت غرايشون، رد عليهما برؤية جديدة جمعت بين الرؤيتين تركز مضمونها في مرجعية بروتوكول أبيي وقرارات لاهاي، وأكدت على حقوق المواطنة واقتسام السلطات المحلية وبرامج التنمية التي سيلتزم بها المجتمع الدولي وكذلك تخصيص جُزءٍ من عائدات النفط المحلي للتنمية بالمنطقة. وأكّد رحمة عبد الرحمن النور رئيس وفد المسيرية خلال لقاء جمع الوفد الأهلي بالمبعوث الأمريكي، أنّ المسيرية ليست دعاة حرب رغم تعرُّض حقوقهم للانتقاص خلال مُعظم الحلول السياسية السابقة، وطالب الوفد الأهلي، الإدارة الأمريكية للعب دور محايد بين الطرفين، وحذّر من أن كل الحلول حول أبيي مُعرّضة للفشل وكذلك الاستفتاء المقبل في أبيي ما لم يتم التراضي بين الطرفين بعيداً عن الأجندة السياسية. من جانبه تبني الوفد الأهلي لدينكا نقوك بقيادة كوال دينق مجوك، فكرة رفض مشاركة المسيرية الرحل في الاستفتاء، مؤكدا في ذات الوقت إمكانية التعايش بين القبيلتين مع ضمان حقوق الرعي والحركة للمسيرية دون التأثر بالحدود أو خياري الوحدة والانفصال. من جانبه أكد غرايشون على حيادية الدور الأمريكي، وقال إنه جاء لإيجاد حل عادل وشفّاف يحقق الاستقرار ويبشر بمستقبل جيد للمنطقة، وأبان أن هَمُّه الأساسي ينصب في إجراء استفتاء يؤدي إلى سلام وليس إلى حرب، مع ضرورة اعتبار بروتوكول أبيي وقرار محكمة لاهاي حول أبيي مرجعيات أساسية تم الاعتراف بها محلياً ودولياً.

الراي العام