الطاهر ساتي

سوق العصر … ( الشئ بالشئ ) ..!!

[ALIGN=CENTER] سوق العصر … ( الشئ بالشئ ) ..!! [/ALIGN] ** حال سوق السياسة منذ ليلة السبت حتى فجر اليوم ، هل أعرضه كما هو أو كما تهوى يا عزيزي الديمقراطي ..؟..إن كنت تريده كما تهوى ، فلن أزيد عن التهريج المعروف والتكرار الممل للهتاف الآتي : الوطني شمولي جدا والحركة ديمقراطية خالص وأحزاب المعارضة ( مية مية ).. هكذا الحال كما تهوى ..وعذرا صديقي القارئ ، هذا النوع من التخدير – والتهريج – يجد في نفوس بعض الديمقراطيين كل الهوى ، ولذلك نقلت لهم الوضع الراهن لسوق السياسة كما يهوون .. يلا إنبسطوا ..!!
** أما إذا تريد واقع السوق الراهن كما هو ، فهو يختلف عن ذاك التخدير وكذلك عرضه سيكون مختلفا عن ذاك التهريج ، حيث الواقع كالآتي .. قانون الأمن مقابل قانون الإستفتاء ، قانون المشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الأزرق مقابل قانون النقابات ، قانون إستفتاء أبيي مقابل قانون الإجراءات الجنائية ..هكذا تبادلا السلع ، المؤتمر والحركة ..ثم أعلنا عن شهر عسل فحواه : إكتمال مقاعد مجلس الوزراء ، إكتمال مقاعد البرلمان ، ثم إكتمال مقاعد اللجان المشتركة وبداية مرحلة قديمة – متجددة – من حكومة الشركين و( خلاص ) ..هكذا ، سلع مقابل سلع ، أو بالبلدي كدة : الشئ بالشئ .. !!
** حسنا ، من الخاسر ومن الرابح في ذاك التبادل ؟ ثم أين موقع الديمقراطية التي تطالب بها قوى المعارضة المتحالفة مع الحركة الشعبية ؟ بل ماذا استفادت القوى المعارضة ذاتها من هذه ( الصفقة ) ..؟..قبل البحث عن الإجابات المهمة ،أعلم صديقي القارئ معالم ذاك السوق، حيث فيها نجحت الحركة الشعبية في ترجيح كفة فصل الجنوب ب (50 % + 1 ) ، وهي نسبة تحقيقها ليس بمستحيل ، بل هي نسبة تعكس مدى قوة ونجاح التيار الإنفصالي بالحركة الشعبية ، وبالمناسبة : هو التيار المتصالح تماما مع المؤتمر الوطني منذ بداية الشراكة ، بحيث كان – ولايزال – كل همه أن يعود من نيفاشا بغنيمة الجنوب فقط لاغير ..وبتلك النسبة التي تسهل تقرير الإنفصال ، يرجع الفريق سلفاكير – اليوم أو غدا – إلي جوبا مطمئنا ومتأبطا غنيمة الجنوب ، وهذا ..( مكسب للحركة ) ..!!
** بالمقابل ، نجح المؤتمر الوطني في تمرير أهم القوانين ذات الصلة المباشرة بالديمقراطية كما هي ، نعم كما هي ، وعودة نواب الحركة الي البرلمان لإجازة تلك القوانين دليل على أن القوانين ستجاز كما هي . قد يعترض بعض نواب الحركة على بعض المواد – كنوع من خداع القوى المعارضة – ولكن إعتراضهم لن يؤثر في بحر الأغلبية الميكانيكية ، وهذا ما حدث في قانون الأحزاب وكذلك الإنتخابات ، هل تذكرون ماحدث يا زعماء التحالف ؟.. ما أظن ، أشك في ذاكرتكم .. المهم ، ماحدث لقانوني الأحزاب والإنتخابات سيحدث لقوانين الأمن والنقابات والإجراءات الجنائية ..( ستجاز كما هي ، يعني ستجاز كما هي )..إن لم تكن بالصفقة ، فبابنتي خالتها ( ميكانيكية نواب المؤتمر وشوفونية نواب الحركة ) ..وإجازة تلك القوانين ذات الصلة المباشرة بالديمقراطية – خاصة الأمن والنقابات – بمثابة ..( مكسب للمؤتمر ) ..!!
** أها ..هكذا حال الواقع بسوق أم دفسو كما هو ، وليس كما تهوى أو نهوى .. تبادل منافع بين الشريكين جهارا نهارا تحت سمع وبصر الناس والحياة ، ومع ذلك أحزاب المعارضة آخر من تعلم من البائع ومن المشتري ..؟؟ .. رغم انها «جزء من السلع»..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 15/12/2009 العدد 5918
tahersati@hotmail.com