زهير السراج

ديمقراطية حسب المزاج

[ALIGN=CENTER]ديمقراطية حسب المزاج !! [/ALIGN] * مرة أخرى تتعرض المسيرة السلمية للمطالبين بحقوقهم الدستورية للمنع والغاز المسيل للدموع والهراوات والاعتقال .. الخ !!
* ولا أدري ماذا يضير الحكومة أن تسمح بتجمهر سلمي يمارس حقه الدستوري حسب نص المادة 40 (1) من الدستور الانتقالي التي تبيح حق التجمع السلمي والتنظيم لكافة المواطنين بدون تمييز أم أن ما يبيحه البعض لأنفسهم يحرمونه على الآخرين؟ وبالطبع فلا أحد تخيل عليه نادرة اعتذار السلطات للمؤتمر الوطني وحلفائه عن السماح لهم بتنظيم مسيرة يوم الخميس القادم لحث البرلمان على تسريع اجازة القوانين والاعداد لانتخابات نزيهة دعما لعملية التحول الديمقراطي !!
* كم كان المنظر سيكون مفرحا ومترعا بنفحات الديمقراطية ومعبرا عن اشواق السودانيين اليها لو سمحت السلطات لهؤلاء وأولئك بالتعبير السلمي عن آرائهم وانتقاداتهم .. هكذا هي الديمقراطية كما يعرفها الناس أم ماذا تظنها الحكومة؟! مجرد طلاء خارجي براق تحاول الحكومة بكل سذاجة أن تخدع به نفسها ومواطنيها والعالم الخارجي .. بينما الواقع دكتاتورية مغلفة ممعنة فى القسوة والتسلط لا تخفى على أحد؟!
* تقول الحكومة ان هدف المسيرة ليس المطالبة بتسريع اجازة القوانين تمهيدا للانتخابات القادمة التى لا يمكن ان يشارك فيها الناس وحقوقهم الدستورية منتهكة، وانما الهدف هو التخريب والفوضى لمنع قيام الانتخابات واعاقة عملية التحول الديمقراطي في البلاد لهذا كان لا بد من منع المسيرة واصدار الأمر بالتصدى لها لحماية البلاد من التخريب والفوضى !!
* وأقولها على رؤوس الأشهاد بأنني لن أتردد في مساندة الحكومة في منع المسيرة.. إذا صح زعمها واقنعتنا بالادلة والبراهين ان هدف المسيرة هو التخريب وليس المطالبة بالحقوق الدستورية، ولكن أن تطلق الحكومة الاتهامات والتصريحات بدون دليل واحد، فهو لن يقنع أحدا مهما كان ساذجا وغبيا، كما أن المسيرتين اللتين نظمتهما المعارضة حتى الآن كانتا سلميتين ونظيفتين تماما ولم يرتفع حجر واحد ضد قوات الشرطة، بل على العكس فإن المشاركين كانوا حريصين جدا على ألا يندس بين صفوفهم من يحاول أن يأتي بتصرف غير سليم يعطي السلطات الفرصة لتبرير اتهاماتها واجراءاتها !!
* الديمقراطية ليست مجرد زخرف خارجي او سجل انتخابي أو حرية تعبير مقيدة بخطوط حمراء لا حصر لها ولا عد، وانما فكر وممارسة وسلوك يومي عنوانه الابرز احترام رأي الآخرين وحريتهم في التعبير السلمي بكافة الوسائل السلمية المتاحة .. وقبل كل ذلك عدالة الفرصة .. أما بالطريقة التي يريدها المؤتمر الوطني فهي مجرد نكتة سخيفة لا تضحك أحدا سوى صاحبها قبل ان تعود وتبكيه عندما يرويها له شخص آخر!!

صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
15 ديسمبر ،9 200