الطاهر ساتي
انتبه .. أمامك وعي شعب..!!

** المهم .. تلك الكلمات الثلاث التي رد بها القرضاوي على ذاك البيان ، كانت شعارا من شعارات المسيرة الثانية ، حيث كتبها أحد المواطنين بحروف بارزة على لافتة ظلت مرفوعة يومئذ ، ولفتت انتباه المصورين ، ووثقتها إحدى صحف البارحة .. وبغض النظر عن المسيرة وماصاحبها من شد وجذب بين السلطة والمعارضة ، في تقديري أن تلك اللافتة التي حملت فتوى القرضاوي هي أصدق وأذكى ما في ( كل المسيرة ) ..ولوذهب بها صاحبها بعيدا عن مسيرة قوى التحالف، لصارت – وحدها – مسيرة أخرى ، ولكانت أعمق تعبيرا وأقوى طرحا وأفضل مضمونا من مسيرة التحالف و أحزابها المخدوعة من قبل شريك الحكم الإستراتيجي ، وهذا ما يوصف بأن الفرد أحيانا يمثل جماعة أو أمة ، وصاحب تلك اللافتة نجح يومئذ في تمثيل ..( وعي شعب ) ..!!
** نعم ، لم يعد سهلا للسياسة – وساستها وأحزابها – أن تخدع هذا الشعب كما كانت تفعل في الخمسين سنة الفائتة ..قد تقهره السياسات غير الراشدة حينا من الدهر ويصبر ، ولكن صبره لن يعني بأية حال من الأحوال بأنه مخدوع ببريق شعارات وهتافات وفتاوي تلك السياسات غير الراشدة .. نعم ، لم يعد مخدوعا ولا سهلا خداعه ،لا بالأناشيدالوطنية ولا بالفتاوي الدينية ولا بالشعارات الهلامية ، وهذا ما لم يستوعبه ساسة بلادي بعد ، لا الحاكمين منهم ولا المعارضين ، ولذلك يتمادون في خداع أنفسهم بمظان أنهم يخدعون الشعب ..تلك الفتاوي تصب في بحر التمادي الخاطئ من قبل المؤتمر الوطني، وكذلك الشعارات الهلامية غير المعمول بها في القوى المسماة بالديمقراطية ..بل خداع الشعب يتجلى حتى في أسماء قواهم السياسية ، حاكمة كانت أو معارضة ، حيث لاعلاقة بين الاسم والمسمى في أي حزب ..جماعة تختزل الوطن في ذاتها وتنسب كل الوطن إلي ذاتها اسما حزبيا ، وأخرى تنسب الشعب إلي ذاتها ثم تنسب كل الشعب الي ذاته اسما حزبيا ، ثم هناك من تختزل الأمة السودانية في ذاتها وتنسب كل الأمة إلي ذاتها اسما حزبيا ، و( زول واحد ) يسمى حزبه ب( الاتحادي ) ..و..و..و..هكذا يتجلى الخداع الذي يجب أن يدخل موسوعة غينيس ..!!
** كل هذا الخداع وغيره لم يعد مجديا في زمن الوعى هذا .. ومن له فائض فتوى فليحتفظ به لنفسه وآل بيته ، وكذلك من له فائض شعار هلامي فليعد به على من لاشعار له في آل بيته .. أما هذا الشعب الطيب الأعراق فإنه يجب أن يرى قيم الإسلام وفتاويها سلوكا في المتحدث بها – حاكما كان أو معارضا ، حتى يصدقه ثم يتبعه ، وكذلك يجب أن يرى الديمقراطية وأخواتها ممارسة في أجهزة الحزب ، حتى يصدق ذاك الحزب ثم يتبعه .. هكذا تيار الوعي العام في بلادي ، تيار لن يحكم على ساسة السياسة وشيوخ الفتاوي إلا بما يراه فيهم وليس بما يسمعه منهم .. وعليه ، فليجتهد المجتهدون في إظهار الأفعال الحميدة .. بالبلدي الفصيح : كفاية خم …!!
إليكم – الصحافة الخميس 17/12/2009 العدد 5920
tahersati@hotmail.com