السياحة في المغرب
تلعب السياحة دورا هاما في اقتصاد المغرب، حيث تعد النواة الأساسية لقطاع الخدمات بالمغرب الذي يتوفر على شبكة طرقية وسككية يصل طولها إلى 59474 كلم و1813 كلم، وتوجد أهم المطارات الدولية بكل من الدارالبيضاء، الرباط، فاس، أكادير، مراكش، طنجة، وجدة والعيون. كما تتمركز أهم الموانئ بكل من الدارالبيضاء، المحمدية، القنيطرة، طنجة، الداخلة والناظور وأكادير.
توجد بالمغرب العديد من مواقع التراث العالمي: الموقع الأثري لوليلي، قصر آيت بن حدو، مازاكان (الجديدة)، المدينة العتيقة للصويرة، المدينة القديمة في فاس، المدينة العتيقة لمراكش، المدينة العتيقة لتطوان، المدينة التاريخية لمكناس، الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا، مدينة طنجة ومدينة طانطان.
سياحة المدن العتيقة:
تركز النشاط السياحي الرسمي في المغرب، خلال عقود، على الموروث الثقافي الذي تعرضه المدن العتيقة الغنية بمآثرها التاريخية وصناعاتها التقليدية وثقافتها الشعبية فهذه فاس، أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب، تعتبر متحفا مفتوحا ينبض بالتاريخ. يضم جامعة القرويين العريقة وسلسلة من الأسواق التقليدية والفنادق التاريخية.وهذه مراكش الحمراء تتوسطها صومعة الكتبية، ويثير اهتمام زوارها قصر البديع واستراحة المنارة وحدائق أكدال، علاوة على عالم الصناعة التقليدية المتنوع. لكن قلبها النابض يبقى ممثلا في ساحة “جامع الفنا” التي صنفتها هيئة “اليونيسكو” تراثا إنسانيا عالميا للآداب والفنون الشفوية، والتي تعتبر فضاء مفتوحا للفرجة الشعبية الأصيلة بمختلف أشكالها وألوانها. وليس صدفة أن يتم اختيار مراكش لاحتضان المهرجان الوطني للفنون الشعبية وهذه مكناس والرباط وسلا، وهده مدينة طنجة التي الرائعة الملقبة بعروس الشمال والمطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الاطلنتي وقبلها تارودانت، قطع من التاريخ العريق تفتح أبوابها ومكتباتها ومتاحفها وقلاعها للسائح المتعطش للمعرفة..
السياحة الجبلية:
منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ شكله المعاصر، اكتشف الرواد فضاءات متميزة لممارسة السياحة الجبلية. وتعتبر مدينة أزيلال الصغيرة (شرق مراكش) حاضرة النشاط. ففي الشتاء تشكل جبال الأطلس قطب الجذب السياحي بفضل الثلوج التي تعمم هاماتها. ويتوفر المغرب على مساحات هامة للتزلج على الثلج بمختلف أصنافه، سواء في “أوكيمدن” بضواحي مراكش، أو في “ميشليفن” مدن ازرو إيفران وضواحيها، وتتوفر المنطقتان على تجهيزات رياضية وسياحية
وفي الصيف يأتي دور هواة رياضات تسلق الجبال التي تنشط بصفة خاصة في ضواحي مراكش، أو قوافل عبور الأطلس الكبير من أزيلال بالسفح الشمالي إلى سكورة أو مكونة أو تنغير بالسفح الجنوبي. كما يصل المولعون بزيارات المغارات العميقة وخاصة منها تلك الواقعة في ضواحي مدينتي أغادير جنوبا وتازة في الشمال الشرقي. كما يتدفق على هذه الجبال هواة المحميات الطبيعية، حيث تتوفر جبال الأطلس وجبال الريف على أهم المحميات في البلاد، وخصوصا محميات سوس ماسة وتوبقال.
السياحة الصحراوية:
تعتبر السياحة الصحراوية المنافس الأول لسياحة المدن العتيقة. وقد اتخذت هذه السياحة عاصمتها في ورزازات التي أثارت اهتمام كبار المنتجين السينمائيين العالميين، حتى أصبحت “هوليوود أفريقيا”.ومنذ عقود كانت هناك رحلات منظمة تنقل زبناءها من فرانكفورت إلى ورزازات مباشرة ثم تعود رأسا من حيث أتت. وخلال هذه الرحلات يغوص السائح بين قصبات الجنوب وواحات النخيل وكثبان الرمال والوديان الجافة، يكتشف عالم الرحل، ويزور حقول بعض الزراعات الخاصة كالحناء والزعفران والورد البلدي.
السياحة الرياضية:
بذلت السلطات المغربية جهودا خاصة لجعل النشاط الرياضي في خدمة السياحة. واعتمدت بصفة خاصة على لعبة الغولف باعتبارها رياضة كبار رجال المال والأعمال، فبنت قرى سياحية حول سلسلة من ملاعب الغولف عبر أرجاء البلاد
لكن السياحة الرياضية في المغرب لم تولد بهذا القرار الإداري، فقبل ذلك كانت الجبال توفر فضاء ملائما للطيران الشراعي، كما أن البحيرات الطبيعية، الواقعة في مختلف جهات البلاد، كانت وما زالت تثير اهتمام هواة ألعاب المياه الهادئة. وفي الوقت نفسه تشكل البلاد، في مختلف مناطقها، فضاء رحبا لممارسة رياضتي القنص والصيد.
السياحة الدينية:
الزاوية التيجانية:
ارتبط مصطلح الزوايا كثيراً بالطرق الدينية الصوفية التي عرفتها بعض الدول العربية والإسلامية ومن بينها الطريقة التيجانية, التي اشتهرت بكثرة زواياها في العديد من البلدان العربية والإفريقية الإسلامية. للزوايا عدة مهام تتمثل في إيواء الغرباء والمساكين والضيوف وإطعامهم, إقامة الصلوات الخمس, تلاوة القرآن الكريم وتحفيظه, ذكر الأوراد التيجانية وأخيراً تعليم النشء اللغة العربية وعلوم الدين المختلفة. في بلدة بوسمغون توجد واحدة من بين أهم الزوايا التيجانية لأن بها نشأت وتبلورت الطريقة التيجانية بعد تأسيس العلامة الشيخ سيدي أحمد التيجاني (1737 – 1815) لها سنة 1782 وهذا بعد أن اختار الإقامة في بوسمغون ما بين 1781 و1798.
توجد الزاوية داخل القصر القديم ويقع بابها بالقرب من الباب الغربي للقصر المعروف باسم لْبابْ نَتْناسي, وأهم معلم فيها هي الغرفة التي كان يتعبد فيها سيدي أحمد التيجاني الواقعة على اليمين بعد الدخول إلى الزاوية وكذلك تَزَقَّه تَمَلالْتْ أو الغرفة البيضاء بالعربية.تملك الزاوية التيجانية واجهة من الناحية الجنوبية للقصر القديم تطل على ما يعرف بساحة تَقْويرتْ
الزاوية التجانية بفاس كان أول إنشائها و بنائها عام 1210 للهجرة بإذن من الشيخ سيدي أحمد التجاني ثم زيد فيها و لا زالت الإضافات فيها إلى يوم الناس هذا للمزيد أنظر http://www.tidjaniya.com/ar/tidjaniya-protocole-visite-fes.php
نسبة إلى مؤسسها الشيخ أبي العباس أحمد التيجاني وهي من أهم الزوايا ذات الصيت العالمي حيث تعتبر ذات نفوذ في بلاد كثيرة من بلاد المسلمين، فقد وصل نفوذها إلى بلاد السودان جنوب الصحراء ولها امتداد قوي في شمال أفريقيا من المغرب والسنغال حتى مصر، وأتباع هذه الطريق يسمون بالتيجانيين.
السياحة الشاطئية:
يتوفر المغرب على 3500 كيلومتر من الشواطئ، ثلثها على البحر الأبيض المتوسط، والبقية على المحيط والأطلسي. وهو ما يجعل منه وجهة مفضلة من وجهات هواة السياحة، مغاربة وأجانب.وقد كانت الشواطئ دوما مقصدا مفضلا لدى السياح خلال فصل الصيف بصفة خاصة.
فالبحر الأبيض المتوسط يقترح على زوار الضفة الجنوبية، شواطئ هادئة بمياه صافية ورمال ذهبية، من السعدية إلى طنجة، مرورا بالجبهة والحسيمة وريستينكا والقصر الصغير، فيما يعرض المحيط الأطلسي شواطئ متنوعة الطبائع، من طنجة إلى الكويرة، مرورا بأصيلة ومولاي بوسلهام ومهدية وتمارة والصخيرات والدار البيضاء والوليدية والصويرة وأسفي وسيدي إيفني والعيون، علاوة على طنجة التي تعتبر عاصمة لهذا النوع من السياحة.
إحصاءات:
أعلنت وزارة السياحة المغربية يوم الأربعاء 5 يوليو أن عدد السياح في المغرب في الخمسة شهور الماضية من السنة الحالية ارتفع بنسبة 16 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية. وقد زار حوالي 2.09 مليون سائح البلاد في الفترة المذكورة بما فيها 696 ألف مهاجر مغربي في الخارج. وقالت الوزارة إن أعلى النسب سُجلت في طنجة بنسبة 31 في المائة. وفي مراكش بلغت النسبة 27 في المائة و14 في المائة في أكادير و11 في المائة في الدار البيضاء و9 في المائة في مكناس و8 في المائة في الرباط و6 في المائة في الصويرة.
سجلت السياحة في المغرب انخفاضا في الايرادات بلغ 43% في مطلع عام 2002 بسبب آثار أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وبلغت ايرادات السياحة في الشهر الأول من ذلك العام 102 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 حيث بلغت الايرادات نحو 179 مليون دولار.
ويعمل في صناعة السياحة المغربية نحو 620 الف شخص وكانت هذه الصناعة قد شهدت تطورا ملموسا في العامين الذين سبقا 11 سبتمبر ففي عام 2000 زادت إيرادات السياحة 28% ووصلت إلى 8،26 مليار درهم (38.2 مليار دولار) إلا أن المغرب يهدف إلى استقبال عشرة ملايين سائح سنويا بحلول عام 2010 من حوالي 2.4 مليون سائح في العام الماضي. ويحاول المغرب تقليل الآثار السلبية التي تركتها أحداث سبتمبر بالاستمرار في المزيد من المشروعات، فقد بدأ العمل منذ أكتوبر 2002 لتطوير مواقع لبناء 36 فندقا بها نحو 7 آلاف غرفة في مراكش وهو استثمار يتكلف 44،6 مليار درهم إلى جانب بعض المشاريع للعديد من المستثمرين.
وقد يكون المغرب اقل ضررا من الوضع السيئ للسياحة في العالم نظرا للاعتدال الذي يميزه.
وقد شرع المكتب المغربي للسياحة في تحديد أبرز ملامح خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية، فالمغرب يمكنه ان يجتذب ما بين 5 و 6 ملايين سائح من دون الأخذ في الاعتبار السياحة الحدودية، والتي يمكنها أن تغير إلى حد ما تشكيلة السياحة واستقطاب منها ما يقدر بحوالي مليوني سائح زيادة على سياحة المغاربة الموجودين في الخارج والقيام بحملات اشهارية مدروسة مع إعطاء الأولوية لجميع اصناف
قصبة الوداية صومعة حسان ar.wikipedia.org