قطر

تاريخ قطر


قَطَر هي شبه جزيرة تقع على الشاطئ الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي.
وقد أعتمد سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج على رزقهم في تجارة اللؤلؤ، ولما تدهورت تجارته أدى ذلك إلى انكماش أقتصاد قطر ومرورها بسنين عجاف حتي أكتشاف النفط الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطر.

أقوال الشعراء القدماء في قطر:
بالنسبة لأقوال الشعراء القدماء في قطر : قال البكراوي : البرود القطرية حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة.

وقال خالد بن جنبه : هي حلل تعمل في مكان لا أدري أين هو ؟ وهي جياد وقد رأيتها وهي حمر تأتي من قبل البحرين.

قال أبو منصور : في أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والعقير، قرية يقال لها قطر، وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها، وقالوا : قطري فكسروا القاف وخففوا، كما قالوا دهرى، وقال [[جرير]] : لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد غاولن الحزوم الفيافيا

وقال المثقب العبدي :
كل يوم كان عنا جللا غير يوم الحنو في جنبى قطر ضربت دوسر فينا ضربة أثبتت أوتاد ملك فاستقر

وكانت قطر مزدهرة وتصدر منها البرود والثياب إلى جميع البلاد العربية. وكانت في قديم الدهر تعنى بتربية الإبل وكانت النجائب الجيدة في جميع البلدان تنتسب إلى قطر وذلك لشهرة نجائبها. كما اشتهرت بنخيلها وأثمارها المتخذ منه سكراَ ورزقا حسنا، وكان للنعام بها سوق رائجة، هذه إلمامة سريعة عن تاريخها في القديم.

الحضارة القديمة:
دلت الحفريات والنقوش ورؤوس الرماح ومجموعة الفخاريات المتقنة الصنع التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد بواسطة البعثات الأوروبية المختلفة ومنها (البعثة الدنماركية عام 1965م، والبعثة الإنجليزية عام 1973م والبعثة الفرنسية عام 1976م) على أن أرض قطر كانت مأهولة بالسكان منذ الألف الرابع قبل الميلاد، كما دلت الحفريات على امتداد الحضارة العبيدية، التي قامت جنوبي العراق وشمالي الخليج العربي، إلى شبة جزيرة قطر، هذا فضلاَ عن إن القبائل الكنعانية هي أول من سكن قطر في مطلع تاريخها وذلك في الفترة 825-484 ق.م، مما يشير إلى التجذر التاريخي لهذه الدولة القطرية.

وتظهر كتابات قدماء الإغريق ذكر قطر فيشير مؤرخهم هيرودتس (في القرن الخامس قبل الميلاد) إن أول من سكن قطر هم القبائل الكنعانية التي اشتهرت بفنون الملاحة والتجارة البحرية، كما ذكر الجغرافي الإغريقي بطليموس في خريطته المسماه بلاد العرب _ اسم قطراَ _ حيث يعتقد أنها إشارة لشهرة مدينة الزبارة القطرية التي كانت قديماَ بين أهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج.

العصر الإسلامي:
أما في التاريخ الإسلامي خلال القرن السابع للميلاد، كانت أرض قطر والمناطق المجاورة لها، تابعة لحكم المناذرة العرب، حيث استجاب ملكهم المنذر بن ساوي للدعوة الإسلامية، ولبى نداء النبي، بعد أن أوفد إليه عندما كان في يثرب العلاء بن الحضرمي، وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة، وأعلن إسلامه وأسلم معه العرب، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت قطر في موكب الحضارة الإسلامية بمراحلها وعهودها المتعاقبة، وتروي مصادر التاريخ العربي الإسلامي شواهد متعددة على حضور أهل قطر وبراعتهم في ركوب البحر ومشاركتهم في تجهيز أول أسطول بحري لنقل الجيش الإسلامي بغرض الجهاد تحت قيادة أبي العلاء الحضرمي، ويقول صاحب (معجم ما استعجم)، إن المسلمين أصبح لهم معسكر آخر في قطر للانقضاض على الفرس فضلاَ عن معسكراتهم في جنوب العراق.

ظلت قطر تابعة للخلفاء الراشدين ثم انتلقت من بعدهم إلى بني أمية سنة 45 هـ حيث ظلت خاضعه لعمال أمويين في زمن عبد الملك بن مروان، وفي العهد العباسي أبان القرن الثاني الهجري شهدت قطر مرحلة من الرخاء الأقتصادي هيأتها لها دار الخلافة في بغداد بقدر لايستهان به من الثروة.

وفي عام 922 هـ استولي البرتغاليون على قطر ثم تمكن السلطان سليمان القانوني من تخليص قطر من هذا الأستعمار في عام 963 هـ ـ – 1555 م، وذلك بقيادة محمد باشا فروخ.

وعندما بدأت الامبراطورية العثمانية في الانهيار قام ال حميد من قبيلة بني خالد بثورة ضد العثمانيين واعلنوا انفسهم ملوكاَ على الأحساء سنة 1669م.

قطر في مطلع القرن الثامن عشر:
يبدأ التاريخ الحديث لقطر في بداية القرن الثامن عشر، وذلك بنزوح قبائل عربية إلى هذه البلاد. ومن ضمن هذه القبائل العتوب الذين استقروا في الزبارة على الساحل الغربي لقطر، وقد ذكر انه حين استقر العتوب في قطر سنه 1766 م كانت (الحويلة) هي أكبر مدينة على الساحل وكان يقيم بها (آل مسلم) من بني خالد. وكانت هناك مدينة (فويرط) والتي يسكنها (المعاضيد) وسواهم من آل بن علي، و(الدوحة) والتي يسكنها (السودان) وآل سلطه (الدوحه) والبوكواره الغاريه وفويرط وكان يوجد بعض من القبائل العربيه مثل : الكعبان ولكبسه والخليفات والقبيسات في العديد والنعيم في غرب شمال قطر والمنانعه في الرويس والساده في بوظلوف والكثير من القبائل القطريه وكان نزول (آل ثاني) الدوحة في ظروف غاية في الشدة والاضطراب برزت فيها شخصية الشيخ محمد بن ثاني الذي وجد في ابنه الشيخ قاسم بن محمد خير عون له، إذا يعتبر الأخير _ طبقاَ لاقوال المؤرخين _ المؤسس الفعلي لامارة قطر. ولقد أستطاع الشيخ محمد بن ثاني ان يوحد القبائل القطرية ليستطيع بها مواجهة خصومه من آل خليفة في البحرين، حتى انه تمكن من رد غاراتهم على قطر والحق بهم هزيمة نكراء في مدينة الوكرة. ثم توفي عام 1878 تاركاَ الولاية من بعده لابنه الشيخ قاسم بن الذي يشار إليه بأنه مؤسس قطر.

وفي عام 1871م أصبحت قطر محمية عثمانية واستطاع أن يوحد القبائل القطرية بفضل ما أوتي من نعمة الثراء نتيجة كونه من أكبر وأشهر تجار اللؤلؤ، فضلا عن صفاته الشخصية حيث جعلت منه أعظم قطري ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، واستطاع أن يحظى من القطريين بالسمع والطاعة، وعرف بحكمته ودهائه، فلقد حارب الأنجليز والعثمانيين وتغلب عليهم وكذلك حارب خصومه من الشيوخ والامراء الذين هاجموه وإليه يعود الفضل في القضاء على تبعية اجزاء من قطر للبحرين واستقلالها استقلالا تاما.

فترة الوجود العثماني وضعفه في قطر:
في أواخر القرن السادس عشر استطاع العثمانيين غزو الأحساء والاستيلاء عليها، لكن حكمهم لها خلال الفترة (1580-1660) كان ضعيفا، مالبث أن أنهار بعد نحو ثمانين عاما على يد قبيلة بني خالد التي استولت على الأحساء وخضع الخليج لحكمها، وإن اعترف حكامهم فيما بعد بالسيادة العثمانية، واستمر هذا الوضع حتى أواخر القرن الثامن عشر، عندما نجحت الدولة السعودية الأولى التي أسسها محمد بن سعود مستنداَ إلى المذهب السلفي (الوهابي) في ضم الأحساء والقضاء على بني خالد، بينما كانت الدولة العثمانية متصرفة في مشاكلها في أوروبا والبلقان. ويلاحظ أن وجود العثمانيين على الساحل الشرقي للجزيرة العربية تواصل بشكل أو بآخر من البصرة إلى قطر، ومع ذلك لانجد إدارة عثمانية حقيقية خارج نطاق ولاية البصرة، حتى جاء بنو خالد ومارسوا سلطة حقيقية على هذه المناطق غير أن أسرتهم منيت بصراع داخلي على السطة مما أودي بها في النهاية. ومن المذكور أن بني خالد لم يحكموا قطر حكما مباشرا وإنما كانوا يعتمدون في ممارسة سلطتهم نيابة عنهم إلى أسره (آل مسلم) وكان مركزهم (الحويلة) غير أنه مع قيام الدولة السعودية الأولى، وتوسعها في الأحساء، بعد أن عينت (إبراهيم بن عفيصان) والياً على الأحساء عام 1795، حيث بسط سلطة الدولة على بقية الجزيرة العربية، ففي عام 1798 بدأ هجومه على الزبارة وعهد إلى رجاله بمهمة عزل المدينة عن البر ومحاصرتها والأستيلاء عليها، ولكن الحصار فشل، فبدأ بالهجوم على قلعتها التي سقطت في يده بعد خسائر فادحة بالأرواح، ثم شرع في الاستيلاء على بقية شبة جزيرة قطر، وهكذا امتدت سلطة الدولة السعودية الأولى إلى شرقي الجزيرة العربية.

لما كانت الدولة السعودية قد قامت في الجزيرة العربية في قلب نجد وامتد نفوذها إلى الأحساء بعد أن قضت على بني خالد فقد انعكس قيام هذه الدولة الجديدة على أوضاع الجزيرة العربية حيث اعتنق الناس المذهب السلفي طواعية، بعد أن ضم السعوديين كل من الأحساء وقطر والبحرين في ولاية واحده تولى أمرها إبراهيم بن عفيصان.

كانت الزكاة تجمع من قطر والأحساء لترسل إلى مقر الولاية في البحرين، وعندما اشتد خطر الدولة السعودية على النفوذ العثماني في الجزيرة العربية، لجأ السلطان العثماني إلى واليه في مصر محمد علي باشا الذي أرسل حملات عسكرية أستطاعت الوصول للعاصمة السعودية الدرعية وتدميرها والقضاء على الدولة السعودية الأولى (1812-1818) بعد ذلك انتهز آل خليفة الفرصة لاستعادة مركزهم في البحرين بعد أن فقدوه تحت الحكم السعودي.

لما كانت أسرة آل خليفة شيوخ البحرين تعاني من صراع داخلي بين فرعي سلمان وعبد الله بن أحمد آل خليفة، فإن محمد بن خليفة بن سلمان قد رحل إلى قطر أثناء هذا الصراع مما ورط القبائل القطرية في هذا الصراع العائلي البحريني، إلا أن تمكن محمد بن خليفة من انتزاع السلطة في البحرين بمساعدة القبائل القطرية، والتي برز فيها (عيسى بن طريف) من آل بن علي (البنعلي)، حيث استطاع أن يحشد كثيرا من القبائل القطرية لمعاونة محمد بن خليفة، الذي تنكر له فيما بعد وانقلب عليه واشتبكا في معركة قتل خلالها عيسى بن طريف عام 1847 م هي معركة (أم سوية) التي خرب فيها البحرينيون الدوحة تماما.

بعد ذلك ظهر الأمير فيصل بن تركي حيث نجح في استعادة نجد والأحساء، ثم وصل بقواته إلى حدود قطر عام 1850 م ودارت بينه وبين شيوخ قطر اشتباكات عند (مسيمير) وانتصرت القوات القطرية وفي نفس العام، برز خلالها (قاسم بن محمد آل ثاني) قائدا للقبائل القطرية غير أن والده (محمد بن ثاني) استطاع ان يجري اتفاقا مع السعوديين لإنهاء الصراع خوفا من أن يعزز فيصل قواته ويعود إلى قطر بقوة، غير أن هذا الاتفاق مع الأمير فيصل، أزعج آل خليفه وجعلهم يتهمون القطريين بالانحياز إلى السعوديين.

ساءت الأمور بشكل سريع بين قطر والبحرين ووقعت العديد من المعارك البرية والبحرية التي تولى قيادتها محمد بن ثاني وابنه قاسم، من ابرزها عندما استعد آل خليفة بحملة بحرية قوية، تلقت دعما من أبو ظبي وبدأت في الهجوم على الوكرة والدوحه في أكتوبر عام 1867 م ونجحت القوات المشتركة في تخريب مدينة الدوحة ونهب ممتلكات المدينة مما أدى إلى هجرة الكثير من الأهالي. غير أن القطريين ما لبثوا أن استعدوا قوتهم وجمعوا صفوفهم بعد انتهاء موسم الغوص، وفي يونيو عام 1868 بدؤوا في شن هجوم كبير على البحرين، والتقى جيشهم بجيش آل خليفة في موقع من جزر البحرين اسمه (دامسه) حيث دارت معركة عنيفة، لكن القطريين ما لبثوا أن ترجعوا منسحبين إلى قطر، في مناورة بنقضون بعدها على قوات آل خليفة، لقطع السبيل أمام عودتهم ونجحت الخطة ونجحوا أيضا في أسر شيخين من آل خليفة ساوم القطريون بهما لأطلاق سراح الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني. بعد ذلك بفترة زمنية جاءت إلى قطر حامية عسكرية عثمانية بطلب من حاكم قطر الشيخ محمد بن ثاني، في يوليو عام 1871 واستقرت في (البدع) ضمن خطة الدولة التي سيطرت بموجبها على الأحساء، بدأت مرحلة من التافس البريطاني _ العثماني حول قطر، أثيرت خلالهما مشكلة (العديد) التي أيدت فيها بريطانيا إدعاءات أبو ظبي في إمتلاكها، حتى تمنع امتداد النفوذ العثماني إلى مشيخات ساحل عمان، وكذلك أثيرت مشكلة (الزبارة) التي تصدت فيها السلطات البريطانية لمحاولات العثمانيين إعمارها وبناء مينائها، فقد اعتبر الأنجليز أن ذلك سيكون نقطة ارتكاز معادية لنفوذهم في البحرين، وتشددت بريطانيا حتى أن قصفت الزبارة عامي 1875، 1878. وباتخاذ العثمانيين مزيدا من الإجراءات التي تستهدف إحكام قبضتهم على قطر بين عامي (1889-1892) تدهورت العلاقات بينهم وبين الشيخ قاسم الذي كان قد تولى الحكم خلال الفترة (1878-1913) ووصلت الأمور إلى حد الصدام المسلح في معركة (الوجبة) عام 1893 والتي لقى فيها الجنود العثمانيين هزيمة مخزية، وحاولت السلطات التوسط لتسوية الأزمة، لكن الدولة العثمانية رفضت وساطتها، شهدت السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر انتهاء لنفوذ الدولة العثمانية، حتى لقد وجد حاكم قطر نفسه وحيداً في مواجهة الأنجليز.

اتصال قطر مع بيريطاني:
لم تكن بريطانيا قد اتصلت بقطر اتصالاً مباشراً، أو أدخلتها في دائرة اهتمامها، باستثناء يقظتها وتصديها لنشاط القرصنة الذي يقوم به رحمة بن جابر.

إلا انه قد صارت علاقات مع بريطانيا فيما بعد لتمثل حلقة من حلقات نفوذ بريطانيا في الخليجً العربي ككل، ذلك النفوذ الذي بدأ مع تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية، ثم ضم الشركة إلى التاج البريطاني وتأسيس شركة الهند البريطانية ،التي نشطت لإخضاع الخليج لسيطرة بريطانيا، التي بررت ذلك بالقضاء على ” القرصنة ” وعلى تجارتي السلاح والرقيق، ولقد لجأت بريطانيا لتنفيذ سياساتها عبر مرحلة طويلة، وبأساليب مختلفة، وقد بدأت هذه التعهدات منذ عام 1820، وانتهت بمعاهدة الحماية البريطانية على قطر 1916، ومروراً باتفاقيات الهدنة البحرية، المؤقتة والدائمة، ثم الاتفاقيات الانفرادية أو المانعة، التي طالت كل إمارات الخليج العربي.

ونتيجة حدوث بعض أعمال ” القرصنة ” على ساحل قطر، أرسلت شركة الهند الشرقية البريطانية المدمرة ” فيستال ” عام 1821 لتطلق مدافعها على طول ساحل المنطقة لإرهاب الشيوخ والأهالي وإثبات قوة بريطانيا. وكان من نصيب ” البدع “، مما نتج عنه تدمير المدينة وهجرة المئات من سكانها إلى الجزر الممتدة بين قطر والساحل العماني.وكان هذا القصف البريطاني لسواحل قطر أول ” اتصال لبريطانيا بالمنطقة.

الاستقلال:
في 16 يناير من عام 1968، طرأ على قطر ومنطقة الخليج تطور سياسي بالغ الأهمية، عندما أعلنت بريطانيا قرار سحب قواتها من جميع المناطق الواقعة شرق السويس. وكان أول رد فعل رسمي في الخليج أن تنادت إماراته ومشيخاته التسع إلى إقامة اتحاد فيما بينها »لسد الفراغ السياسي« الذي قد ينجم عن انسحاب بريطانيا في نهاية عام 1971. وهذه الإمارات والمشيخات هي »قطر والبحرين وأبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين«.

ولعبت قطر دوراً سياسياً مرموقاً في الجهود التي بذلت لإنجاح اتحاد الإمارات التسع ولكن هذه المساعي لم تكلل بالنجاح.

في اليوم الثالث 3 سبتمبر من عام 1971. تم إنهاء العلاقات التعاهدية مع بريطانيا وإلغاء المعاهدة التي كان الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني قد وقعها مع بريطانيا في عام 1916، فأصبحت قطر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. وفي الشهر ذاته انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

حكام قطر:
الشيخ محمد بن ثاني
في عام 1848م وصلت أسرة آل ثاني إلى الدوحة قادمة من فويرط بزعامة محمد بن ثاني الذي ولد في فويرط. وبعد وفاة والده ثاني بن محمد أصبح هو زعيم قبيلته في فويرطوفي نهاية الأمر بسط محمد بن ثاني نفوذه في مختلف أنحاء قطر، كما عزز مركزه خارجياً بالتحالف مع فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية الذي قام بزيارة قطر في أوائل عام 1851م وفي أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر ظهر الشيخ محمد بن ثاني كأهم شخصية ليس فقط في قطر بل أيضاً في شبه الجزيرة العربية كلها. وفي 12 سبتمبر عام 1868م وقع معاهدة مع الكولونيل لويس بيلي المقيم البريطاني في الخليج تم بمقتضاها الاعتراف باستقلال قطر. وفي عام 1871م طلب من العثمانيين في الأحساء حمايته من أي اعتداء خارجي. وبحلول عام 1876م سلم المسؤولية الإدارية لابنه الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني وذلك بسبب تقدمه في العمر.وتوفي محمد بن ثاني عام 1879م.

[عدل] الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني
ولد الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حوالي عام 1825م وتولى المسؤوليــة الكاملة في قطر عام 1876م. حيث مُنح الشيــخ قاسـم لقب قائم مقام نائب الحاكم من قبل العثمانيين في العام نفسه لقد أدت محاولات العثمانيين إلى زيادة قوتهم في قطر عن طريق تعيين مسؤولين عثمانيين بما في ذلك إداريين في الزبارة والدوحة والوكرة وخور العديد، وأيضاً عن طريق إنشاء جمرك في الدوحة وكذلك تعزيز الحامية العثمانية في الدوحة- كل ذلك أدى إلى نشوب حرب مع الشيخ قاسم في شهر مارس 1893م في الوجبة على مسافة 15 كيلومتر غربي الدوحة.واستطاع الشيخ قاسم وقواته إلحاق الهزيمة بالعثمانيين في المعركة. وتعتبر هزيمة العثمانيين هذه بمثابة علامة بارزة في تاريخ قطر الحديث نظراً للشجاعة التي واجه بها الشيخ قاسم وشعبه العثمانيين. وفي يوليو 1913م توفي الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة.

الشيخ أحمد بن محمد بن ثاني
ولد الشيخ أحمد عام 1853م وتنازل الشيخ قاسم عن القائمقامية إلى أخيه الشيخ أحمد في عام 1893م ـ وإن ظل هو المدبر الفعلي للأمور ـ اشتهر بشجاعته، وظهر اسمه في ساحات الوغى في أحداث وقعة الغارية، ثم في وقعة ربيجة، ووقعة مرير بشمال قطر، وبعد استشهاد الشيخ علي بن جاسم آل ثاني الملقب بـ (جوعان)، كان على رأس أول السرايا التي تقدمت لغزو المعتدين (أبوظبي) في معارك استمرت بضع سنوات كان النصر حليفه فيها وهي: وقعة خنور، وقعة سويحان، وقعة بينونة، وقعة الصفا وعندما أتى مدحت باشا بجيوشه إلى قطر، وطلب مقابلة الشيخ قاسم والتفاوض معه، وقد علم الشيخ قاسم أنه يريد غدرًا، فأرسل له أخيه الشيخ أحمد ـ ـ ومعه 15 رجلاً من أعيان البلاد، ليتفاوضوا معه، فأسرهم مدحت باشا غدرًا وذهب ليقاتل الشيخ قاسم ـ ـ فدخلت القبائل القطرية في حرب معه لتخليص الرهائن، وتم لهم النصر على مدحت باشا في معركة الوجبة، وتحرير الشيخ أحمد من أسره واستشهد الشيخ أحمد غدرًا على يد أحد خدمه ويقال انه من الخيارين الهواجر عام 1905م

الشيخ عبد الله بن قاسم
ولد الشيخ عبد الله بن قاسم عام 1880م بمدينة الدوحة. وفي 17 يوليو عام 1913م أصبح حاكم قطر. واعترفت بريطانيا والإمبراطوريـة العثمانية بالشيخ عبد الله وورثته حاكماً على شبــه جزيرة قطر بأكملها، وتخلى العثمانيون عن كل حقوقهم في قطر في أعقاب نشوب الحرب العالمية الأولى. وأجبر الشيخ عبد الله العثمانيين على ترك الدوحة في عام 1915م. وفي 3 نوفمبر 1916م وقعت بريطانيا معاهدة مع الشيخ عبد الله وذلك لإدخال قطر تحت نظامها المعروف باسم إدارة الإمارات المتصالحة وبمقتضى هذه الاتفاقية وافق الشيخ عبد الله على عدم الدخول في أي علاقات مع أي دولة أخرى بدون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، وفي المقابل فإن بيرسي زكريا كوكس المقيم السياسي في الخليج والذي وقع المعاهدة نيابة عن الحكومة البريطانية ضمن حماية قطر من كل اعتداء تتعرض له من البحر. وفي 5 مايو 1935م استطاع الشيخ عبد الله الحصول على موافقة بريطانيا على حماية قطر من الهجمات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها بدون أن تكون هي السبب المحرك لهذه الهجمات. وبعد اعتراف بريطانيا بالشيخ حمد الابن الثاني للشيخ عبد الله ولياً للعهد في قطر، وقع الشيخ عبد الله أول اتفاقية لمنح امتياز بترولي لشركة النفط الإنجليزية-الفارسية وذلك في 17 مايو 1935م. وبموجب ذلك تم في أكتوبر 1938م حفر أول بئر للبترول في قطر وتم اكتشاف البترول في منطقة دخان في شهر يناير عام 1940م. غير أنه تم إغلاق آبار النفط بسبب تطورات الحرب العالمية الثانية.

الشيخ حمد بن عبد الله
ولد عام 1314هـ / 1896م وفي عام 1935م تم تعيينه رسميّا وليّا للعهد،، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين الناس بفضل بشاشته وعمق إيمانه وتسلم الحكم في حياة والده عام 1940م وأخذ دوره يزداد ويظهر على الساحة، وكان صاحب حنكة سياسية وشهامة ومروءة سعى لإنشاء أول مدرسة شبه نظامية، نُقل إلى مستشفى دخان للعلاج، وقد عاجلته المنية في الساعة 12:50 ظهرًا في 17 رجب 1367هـ الموافق 27 مايو 1948م

الشيخ حمد بن عبد الله
ولد عام 1314هـ / 1896م وفي عام 1935م تم تعيينه رسميّا وليّا للعهد،، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين الناس بفضل بشاشته وعمق إيمانه وتسلم الحكم في حياة والده عام 1940م وأخذ دوره يزداد ويظهر على الساحة، وكان صاحب حنكة سياسية وشهامة ومروءة سعى لإنشاء أول مدرسة شبه نظامية، نُقل إلى مستشفى دخان للعلاج، وقد عاجلته المنية في الساعة 12:50 ظهرًا في 17 رجب 1367هـ الموافق 27 مايو 1948م

الشيخ علي بن عبد الله
ولد الشيخ علي بن عبد الله حوالي عام 1896م وأصبح حاكماً لقطر عقب تنازل الشيخ عبد الله عن الحكم لصالحه يوم 20 أغسطس 1948م.وفي 31 ديسمبر 1949م تم تصدير أول شحنة من بترول الحقول البرية في قطر من محطة مسيعيد وبذلك دخلت قطر عصر البترول.وفي 29 نوفمبر 1952م وقع الشيخ علي اتفاقية مع شركة شل للاستكشافات الخارجية المحدودة وذلك لاستخراج البترول من حقول بحرية. وفي أول سبتمبر 1952م تم أيضاً توقيع اتفاقية جديدة مع شركة بترول العراق (التي أصبحت فيما بعد شركة بترول قطر). وبمقتضى هذه الاتفاقيات حصلت قطر على %50 من أرباح تصدير البترول.وتمشياً مع استكشاف البترول في قطر اتخذ الشيخ علي خطوة لإنشاء نظام إداري فعال يتولى إدارة الاقتصاد البترولي. وتم تكليف رونالد كوكرين بتنظيم قوة شرطة، بينما تم في يناير 1950م تعيين فيليب بلانت وهو ضابط سابق في سلاح الطيران الملكي البريطاني مستشاراً لحاكم قطر. وفي أغسطس 1950م عينت بريطانيا آرثر ويلتون كأول مسؤول سياسي في قطر.وتوفي الشيخ علي يوم 31 أغسطس عام 1974م.

[عدل] الشيخ أحمد بن علي
ولد الشيخ أحمد بن علي حوالي عام 1920م في الدوحة. وأصبح حاكماً لقطر في 24 أكتوبر 1960م عندما تنازل والده الشيخ علي عن الحكم. وفي نفس التاريخ تم تعيين الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ولياً للعهد ونائباً للحاكم.وشهدت فترة حكم الشيخ أحمد نمو النشاط الاقتصادي في قطر نتيجةً لاكتشاف عدد ٍ كبير من حقول البترول في البلاد. وفي يناير 1964م بدأ الإنتاج على نطاق واسع في حقل العد الشرقي وهو أول حقل ٍ بحري في العالم يتم تشغيله كمرفقٍ بحري بصورةٍ تامة. وفي عام 1963م تم اكتشاف حقل بترول ٍ أكبر: هو ميدان محزم. وفي عام 1965م تم إنشاء محطة لتجميع البترول على جزيرة حالول. وفي العام نفســه، بدأت عمليات الاستكشاف في حقــل أبو الحنين ثم بدأ الإنتاج عام 1977م.ومع نمو الاقتصاد البترولي تقدمت قطر بسرعة نحو استحداث نظام إداري حديث. وأنشأ الشيخ أحمد وزارة ً للمالية في نوفمبر 1960م كما تم إنشاء الإدارة المالية العامـة للتعامــل مــع جميع المسائــل الحكومية ذات الطابع المالي والإداري. وفي عام 1967م تم إنشاء إدارة شؤون الموظفين. وتدريجياً بدأت الإدارة في قطر تأخذ شكلها النهائي واتجهت البلاد صوب الاستقلال.

وعقب إعلان حكومة حزب العمال البريطاني في شهر يناير 1968م سحب قواتها من شرق قناة السويس منهية ً بذلك معاهدات الحماية مع حكام الخليج، اتجهت قطر حينذاك لتشكيل مجلس وزراء لها. وفي 2 أبريل 1970م صدر الدستور المؤقت وتم تشكيل أول مجلس للوزراء في البلاد يوم 28 مايو 1970م.

وفي 3 سبتمبر 1971م أعلن استقلال قطر وبذلك أنهيت المعاهدة البريطانية القطرية التي أبرمت عام 1916م. وتوفي الشيخ أحمد يوم 25 نوفمبر 1977م.

الشيخ خليفة بن حمد
ولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في الريان عام 1932م. وفي 22 فبراير عام 1972م تقلد الحكم في البلاد. فشرع في عملية إعادة تنظيم الحكومة. وكان أول عمل قام به في هذا الاتجاه هو تعيين وزير للخارجية، ومستشار للأمير في شؤون البلاد اليومية، وفي 19 أبريل عام 1972م عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء بتعيين وزراء جدد، وتمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، وفي 18 يوليو 1989م أجري تعديل وزاري لأول مرة، خرج به معظم الوزراء السابقون من الوزارة، والتي أصبحت تضم 15 وزيراً. وتم تعديل وزاري آخر في 1 سبتمبر 1992م برئاسة الشيخ خليفة وصار عدد الوزراء 17 وزيراً.وتمشياً مع التوسع في الوظائف الإدارية للدولة أعيد تكوين مجلس الشورى في 4 ابريل 1990م، وتم تعيين 19 عضواً وأحتفظ 11 عضواَ سابقين بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية. ومع توسع مهام الحكومة وخدماتها أعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية.وزادت عائدات الدولة من النفط نتيجة ً لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج والتي وقعتها الحكومة مع عدد من شركات النفط الأجنبية. وقد أبرمت اتفاقيتا مشاركة في الإنتاج مع شركة ستاندارد أويل أف أوهايو في يناير 1985م، ومع أموكو في فبراير 1986م، كما أبرمت اتفاقية أخرى في يناير 1989م بين قطر وشركة ألف أكتين الفرنسية. وفي أواسط عام 1991م بدأ إنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني أكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، واحتياطيه المثبت حوالي 910 تريليون قدم مكعب،

الشيخ حمد بن خليفة:
ولد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة عام 1952م ومنذ تولى سموه مقاليد الحكم في البلاد وذلك بعد أن عزل والده الامير خليفة في انقلاب غير دموي بتاريخ 27 يونيو/حزيران 1995 ,قام بإعادة ترتيب وتنظيم شؤون الدولة ودوائرها ومؤسساتها على قواعد حديثة، شملت توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار الوطني وتأكيد دور الشعب في إدارة شؤون بلاده عن طريق تعميق نهج الشورى وتأصيل مبادئ الحرية، إلى جانب اعتماد منهج التخطيط العلمي لتطوير اقتصاد البلاد واستثمار مواردها واستغلال ثرواتها وتطوير التعليم، وذلك بتحديد الاستراتيجيات ووضع الخطط طويلة الأمد، وتشجيع القطاع الخاص على المبادرة والإبداع والاستفادة القصوى من الخبرات الوطنية والأجنبية وتهيئة المناخ الاقتصادي السليم لجذب الاستثمارات. وتسجل قطر في عهد سموه حضوراً مميزاً على الساحة الدولية، فبعد توثيق عرى الإخوة والعلاقات الثنائية مع شقيقاتها دول مجلس التعاون، تحركت على الصعيد العربي لتعزيز أواصر روابطها القومية مع الدول العربية، ومضت قدما نحو تثبيت أركان صداقتها مع مختلف الدول الأجنبية من خلال الزيارات المتبادلة والمساهمة في القضايا والمسائل التي تهم حركة التعاون والسلم الإقليمي والدولي. وتشهد البلاد حالياً قفزات نوعية في التنمية والتطور والخطوات الجسورة على صعيد العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يؤهل دولة قطر للسير قدماً بخطى واثقة في هذا القرن الجديد الذي يستند إلى قواعد العلم والتكنولوجيا والإدارة المتطورة

ar.wikipedia.org