غرايشون متفائل بمستقبل أفضل للسودان.. الـمسيرية: نرفض صفقة باقان والرهيفة التنقد
طَمأن مدير جهاز الأمن والمخابَرات الوطني بمعالجة ومُحاصرة أيِّ تداعيات سَالبة ومتوقعة يمكن أن تحدث بعد الاستفتاء للجنوبيين في الشمال، والشماليين في الجنوب في حَالتي الوحدة أو الانفصال.
وأكّد الفريق أمن مهندس محمّد عطا المدير العَام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني لدى لقائه بمكتبه ظهر أمس الجنرال سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان، اهتمام الدولة بالاوضاع الداخلية خلال عملية الاستفتاء وحرصها، على أن يُجرى الاستفتاء في أجواءٍ ملائمة وجيدة بين الشمال والجنوب مع التحسب لكل التداعيات التي يُمكن أن تحدث بعد الاستفتاء.
وقال: واضعون في الاعتبار محاصرة ومعالجة أيِّ آثار سالبة متوقعة على حياة المواطنين من أبناء الجنوب في الشمال، وأبناء الشمال في الجنوب، وأضاف: وافقنا على حق تقرير المصير للجنوب حتى نوقف الحرب ولا يُمكن أن نسمح بعودتها مرةً أخرى.
وأكّد عطا، أنّ استراتيجية الحكومة حول دارفور تسير بصورة طيبة خاصةً بعد تحسين وتطبيع علاقة السودان بتشاد، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على رافضي السلام في حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان.
وأشاد عطا بمجهودات غرايشون واهتمامه بقضايا السودان وجهده المتواصل في سبيل تحسين العلاقات السودانية الأمريكية، مطالباً إدارة أوباما برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقال: لا منطق يسند وجود اسم السودان في هذه القائمة.
من جانبه نقل غرايشون لمدير الجهاز، إهتمام الرئيس الأمريكي بالسودان، وقال: (أدعم تأمينكم للاستفتاء والحلول لكل القضايا العَالقة والوصول لسلامٍ في دارفور، وأنا متفائل بمستقبل أفضل للسودان حيث لديكم حكومة مستقرة في الخرطوم).
إلى ذلك قَال د. لوكا بيونق القيادي بالحركة الشعبية، إنّ حكومة الجنوب قبلت مقترحاً أمريكياً بضم منطقة أبيي إلى الجنوب مُقابل مُحفّزات اقتصادية يقدمونها للشمال، وتابع: أمريكا قدمت المقترح «بوجود مرسوم رئاسي لإعادة أبيي إلى الجنوب، وأن تكون للمسيرية جنسية مزدوجة، وقد قبلناه».
وقال بيونق لـ «رويترز» أمس، إنّ المقترح الأمريكي يدعو لضم أبيي إلى الجنوب بموجب مرسوم رئاسي إذا فشل الجانبان في إقامة الاستفتاء على مستقبل المنطقة في موعده. وأضاف أن الجنوب وافق على منح الشمال مجموعة من المحفِّزات المالية للقبول بضم أبيي، تشمل قرضاً من دون فوائد تقدمه حكومة الجنوب للشمال حَال الانفصال، وإنشاء صندوق لدعم قبائل المسيرية ومنحها بعض حقوق المواطنة في الجنوب. وحذّر بيونق من أن أبيي يمكن أن تكون «نقطة اشتعال بسبب عدم تحقيق السلام».
وكشفت قبيلة المسيرية، عن قبول صفقة باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية مبدئياً بتبعية منطقة أبيي للجنوب مقابل وحدة السودان فقط دون سواها، ووصفت خطوة باقان بغير الموفقة لأنه قصد منها استفزاز المسيرية والتشكيك في العلاقة وفك الارتباط بين المسيرية والمؤتمر الوطني.
وفي السياق قال عبد الرسول النور القيادي بقبيلة المسيرية، إنّ حديث باقان قُصد منه التشكيك في العلاقة بين المؤتمر الوطني والمسيرية، واستبعد النور في حديثه لـ «الرأي العام» أمس، أن تكون الحركة جادة في وضع صفقة بينها والوطني، وتابع: الصفقة يُمكن أن نفكِّر فيها إذا كانت مقابل الوحدة فقط دون سواها، واستطرد: مُستعدون لتبعية منطقة أبيي الى بحر الغزال مقابل الوحدة. ووصف النور، مواقف المؤتمر الوطني بالمتطابقة مع القبيلة، وانتقد حديث الحركة عن صفقة، وقال إنّها لم تَكن موفّقة لأن السياسة لا تعالج بالصفقات، وزاد: إن أبيي مأهولة بالسكان وليست صحراء، وأكّد أنّ الاستفتاء لن يُجرى في المنطقة دون مشاركة المسيرية إلاّ باحتلال عسكري، وأشار النور الى أن أبناء القبيلة مسيطرون عليهم من خلال عدم الانقياد للاستفزازات إلاّ في حالة الاعتداء، وقال إذا حدث تعدٍ (بعدين الرهيفة التنقد).
من ناحيته قال مختار بابو نمر ناظر قبيلة المسيرية لـ «الرأي العام» أمس، إن المسيرية إذا لم يصوّتوا لن يكون هناك استفتاء، ورفض أي محفزات مالية، وقال: نريد الأرض والماء.
الراي العام