زهير السراج

هذا يحدث لطفلك

[ALIGN=CENTER]هذا يحدث لطفلك !! [/ALIGN] * الحوادث والجرائم العديدة التي يتعرض لها الاطفال ومنها جرائم الاغتصاب التي زادت مؤخرا، لم تغير من طريقة تعاملنا مع اطفالنا لحمايتهم من المخاطر المحتملة سواء على مستوى الأفراد أو الأسرة أو الروضة والمدرسة أو الدولة بمؤسساتها المختلفة.!!
* ما زلنا حتى الآن وبرغم كل المآسي التي حدثت نتجاهل الأسلوب الصحيح الذي يجب ان نتبعه مع أطفالنا خاصة خارج المنزل ، حيث نسمح لهم بالخروج واللعب بدون رقابة معقولة تضمن عدم تعرضهم للمخاطر المختلفة سواء الحوادث أم الجرائم !!
* في العديد من دول العالم تمنع القوانين ترك الأطفال دون سن الثانية عشرة وحدهم داخل او خارج المنزل، وتعاقب بصرامة على ارتكاب هذا الجرم وقد تصل العقوبة الى درجة انتزاع الطفل من أسرته وتسليمه لاسرة اخرى لرعايته وتربيته إذا لم تلتزم أسرته بالقوانين التى تحمي الأطفال وتوفر لهم الرعاية السليمة !!
* في بلادنا نترك الاطفال يخرجون الى الشارع او المدرسة او يختلطون مع الغرباء بمفردهم أو بدون درجة معقولة من الرقابة والاشراف فنعرضهم لكثير من المخاطر ولا ننتبه الى ذلك إلا عندما يقع لهم مكروه فتصيبنا الحسرة التى لا تصلح لشيء !!
* كم من طفل تعرض لحادث حركة او جريمة أو سلوك عدوانى أو لاختلاط بأشخاص او بيئات غير سوية أو حتى لحادث داخل المنزل مثل شرب مادة كيميائية مثل التي تستخدم في التنظيف أو دواء يعرضه للخطر أو الوقوع من مكان عال أو التعرض للكهرباء أو للحريق لاي سبب من الأسباب .. إلخ ، بدون ان يلفت ذلك نظرنا الى وجود خطأ يجب علينا أن ننتبه له ونحاول معالجته لحماية أطفالنا، بل وحتى عندما تصل المعلومات الصحيحة للأسر وأولياء الأمر والأمهات فإن النتيجة تظل واحدة هي الاهمال والتجاهل المريع لهذا الأمر !!

* اتصلت بى قبل يومين اختصاصية تربية الأطفال الأستاذة (مها مصطفى بري) صاحبة ومديرة روضة المستقبل بأم درمان لتشتكي لي من هذا التجاهل وقالت ان صوتها قد بح من كثرة الحديث مع الاسر ولكنها كانت كالتي تؤذن في مالطة بسبب السلوك المتجذر في المجتمع السوداني في التعامل باستخفاف مع هذا الموضوع الخطير برغم الحوادث والجرائم المروعة التي وقعت مؤخرا، بل إتضح لها من إستبيان أجرته وسط اطفال الروضة بأن الأسر هي السبب في معظم الأحيان في خروج الاطفال من المنزل أو تركهم مع الأغراب بلا رقابة لأسباب مختلفة فيتعرضون لمخاطر مختلفة قد تكون غير مرئية في كثير من الأحيان!!
* كما أن الدولة لا تعطى لهذا الأمر أية عناية تذكر سواء من حيث إشاعة السلوك الصحيح في المدارس والمجتمع أو سن القوانين الرادعة وتطبيقها بصرامة على المخالفين، وكانت والنتيجة الطبيعية هى ازدياد الحوادث والجرائم التى يكون الأطفال طرفا فيها .. فإلى متى يستمر هذا التجاهل والاهمال فيتعرض أطفالنا الى الحوادث والجرائم المروعة ما ظهر منها وما بطن ؟!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
2 يناير 2010