الطاهر ساتي

تواصل «23»


[ALIGN=JUSTIFY]الأخ الكريم الأستاذ/ الطاهر ساتي
تحية واحتراماً، وإشادةً بعمودكم الجرئ (إليكم) الذي دائماً ما يتطرق لكثير من القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني مواظباً على قراءة الصحافة.
وبعد: قرأت في عمودكم بتاريخ 22/6/2008 مقالاً بعنوان (لمن ينهضون بالزراعة) وقد تفاعلت مع هذا المقال الذي أثار حفيظتي وطرق بعنفٍ على ما يدور بدواخلي في هذا الشأن من مرارة سببتها لي زيارة قبل أسابيع قليلة لمشروع لرهد الزراعي الذي كنت أحد المهندسين الزراعيين العاملين فيه قبل أكثر من ربع قرنٍ من الزمان. وقد كان المشروع وقتها في أوج ازدهاره وقمة عطائه لما كان يجده من اهتمام من قبل الدولة والقائمين على أمر الزراعة في ذلك الوقت.
فكان أول مشروع في السودان تتم فيه الزراعة آلياً وكذلك معظم العمليات الزراعية الأخرى. كما كان يجد الاهتمام والدعم المعنوي من وسائل الاعلام الرسمية. واذكر على سبيل المثال ان التلفزيون القومي (برنامج أرضنا الطيبة) – إن لم تخني الذاكرة في اسم البرنامج – زار المشروع موسم79/ 1980 وأجرى عدة لقاءات مع مسؤولي المناطق التي تميزت بانتاجية عالية للفدان من القطن وكنت أحدهم عندما تميزت القرية (15) بأعلى انتاجية على قرى التفتيش الثالث. ولكني عندما عدت للوطن بعد رحلة اغتراب ناهزت الربع قرن من الزمان في زيارة ودّيه لزملائي بالمشروع قبل أسابيع قليلة وقمت بجولة في المشروع امتدت من القرية (3) أقصى جنوب المشروع إلى القرية (40) أقصى شمال المشروع لم أكن لأصدق أن هذا هو المشروع الذي غادرته قبل ثمان وعشرين عاماً، لما رأيته من تدهور مريع حلّ بالمشروع، فسألت بعض زملائي القدامى عن سبب ذلك فكانت إجاباتهم: الدولةرفعت يدها عن المشروع، الهيكلة تسببت في فصل عدد كبير من العاملين بالمشروع، عدم توفر الدعم للعمليات الزراعية أو صيانة الآليات والمعدات الزراعية، عدم توفر المياه وعدم تطهير التُرع والقنوات…الخ فقلت في نفسي وأين هي النفرة الزراعية التي أمر بها المسؤولون في الدولة؟
ومن عجب – ولا عجب في بلادي – وأنا عائد من المشروع استمعت إلى لقاءٍ في مذياع السيارة مع أحد المسؤولين بالمشروع أشاد فيه بالنهضة الزراعية التي عمّت المشروع، وكان الرد من مقدم البرنامج الإشادة بايجابيات هذه النفرة. فقلت في نفسي وهذا سببٌ آخر يُضاف لما ذكره الزملاء من أسباب.
عبيد السيد الزبير حمزة
مهندس زراعي سابق بمشروع الرهد الزراعي
مشرف عام الزراعة بالمنطقة الغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً

الأخ الطاهر ساتي
المحترم
تحدثت معك قبل فترة عن الميناء البري أو مثلث برمودة كما يطلق عليها أصحاب السفريات عبر الولايات. ولم تكمل التحقيق من بوابتها المختلفة وبعدها مباشرة بدأت الكتابة عن موضوع مهم آخر وهو تهجير إناث الابل إلى الخارج – بما اننا نرى بأنه موضوع حساس وخطير لبيع شرف نياقنا البكريات منها والعزبات بمال الخليج.
إلا ان هنالك موضوع أخطر أعلاه صدر قرار خطير من محلية الخرطوم وحدة غرب بقفل مكاتب ترحيلات الولاية الشمالية بالسجانة في خلال 72 ساعة فقط ليذهب بعدها 35 مكتباً ومائتان من العمال إلى الجحيم المقيم. أخي وبما أن اناث الابل سوف يهاجرون الى دول الخليج وغيرها سيجدون هناك كل سبل الراحة من طعام وعلاج وعناية. أما نحن فحول الإبل إلى أين تذهب بعد قرار تنفيذ أمر السيد المعتمد العجيب.
وشكراً

محمد علي نمر
اتحاد وكلاء سفريات الولاية الشمالية

إليكم – الصحافة -السبت 26/7/ 2008م،العدد5425
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]