طب وصحة

مرض البلهارسيا يحتل المرتبة الثانية بعد الملاريا بالسودان


عرفت البلهارسيا والديدان المعوية كأحد أهم الأمراض التي تتسبب في اعاقة النمو الاجتماعي والاقتصادي وعلي مستوى العالم فان هناك مايقدر ب 200 مليون نسمة يحملون الطفيليات باجسادهم و300 الف منهم يعانون من اعراضة الشديدة والتي قد تؤدي الي مشكلة مزمنة واثر المرض يظهر بوضوح وسط الاطفال في عمر المدارس مما يؤثر علي ادائهم الدراسي. وتقوم مكافحة البلهارسيا والديدان المعوية علي العلاج الوقائي بصورة اساسية والذي يتحدد مداه بناء علي نتائج المسوحات الوبائية وسط طلاب المدارس ورفع الوعي الصحي والنظافة الشخصية اضافة الي التخلص السليم من فضلات الانسان وتوفير المياه الصحية ومكافحة القواقع. يعود تاريخ مشكلة البلهارسيا الحديث في السودان الي قيام خزان سنار عام 1924 وماترتب عليه من قيام مشروع الجزيرة حيث تمت زراعة 2 مليون فدان بالري الانسيابي واوجد ذلك بيئة صالحة لنمو العائل الوسيط (القواقع) ومع توافد العمال من مناطق موبؤه ومع عدم الاهتمام بالمشكلة نتج عن ذلك ظهور النسب العالية لمرضى البلهارسيا وفي بداية السبعينيات من القرن الماضي وصلت النسب لدرجة الوبائية الا ان المعالجات اختصرت في وضع بعض المبيدات بقنوات الري. في عام 1980 قام مشروع النيل الازرق الصحي واستمر لمدة عشر سنوات حيث تمكن من خفض نسبة الانتشار في الجزيرة والمناقل من 3ر54% الي 6% فقط توقف المشروع في عام 1990 وبتوقفه بدأت نسبة الاصابة في الارتفاع مرة اخرى اضافة الي هذا سجلت كل ولايات السودان نسبا مرتفعة تناسبت وطبيعة كل ولاية ماعدا ولاية البحر الاحمر التي لم تسجل نسب اصابة تذكر حتى الآن. وفي عام 1997 وفي دراسة ممولة من البنك الدولي قدر عدد المعرضين للمرض بنسبة 80% من السكان والمصابين بعدد 5 مليون مصاب وفي عام 2000 أنشأ البرنامج القومي لمكافحة البلهارسيا كبرنامج لمكافحة البلهارسيا والديدان المعوية حيث بدأ في تكوين ازرع له بالولايات وتم تكوين 11 منسق بالولايات الشمالية حتى نهاية 2007 وفي الفترة من 2003-2007 استطاع البرنامج عمل المسوحات الوبائية والعلاج الجماعي بعدد من الولايات والتي اوضحت ان نسبة الاصابة تراوحت مابين 90-10% واظهرت المشاريع الزراعية للسكر اعلى نسب حيث سجلت عسلاية 80% وكنانة 60% وسكر الجنيد 60% وحلفا الجديدة 50% وسنار 37% كما استهدفت اعمال المسح ايضا تحديد نسب الاصابة بالديدان المنقوله بالتربة والتي اظهرت نسبا عالية وسط طلاب المدارس. ويجئ مشروع الحد من مرض البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة بالسودان للفترة من 2008 – 2013 كاستجابة من الدولة ايمانا منها ان البلهارسيا والديدان المعوية اصبحت تشكل مهددا اساسيا للصحة والتطور الاقتصادي والاجتماعي ويعتبر هذا المشروع الاول في استهدافه لكل المناطق المتاثرة بالمرض للقضاء علي البلهارسيا والديدان المعوية خلال 6 سنوات كما راعى المشروع الاستراتيجيات الموصى بها عالميا واهمها المعالجة الوقائية باستخدام عقاري البرازكواننل والبندازول.

سونا