عبد اللطيف البوني

مش,, عاوز

[ALIGN=CENTER]مش,, عاوز!!! [/ALIGN] بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل السبت 9يناير 2009 تقول الحكاية إن أحدهم من (اندنا) كان منوماً بالمستشفى وتقررت له حقنة شرجية والتي نحن نتداولها باسم الحقنة الشرقية لا أدري ان كان ذلك هروباً من كلمة شرج أم لأمر آخر؟ عندما أُخطر الرجل بانه سوف يتعرض لهذة الحقنة وطلب منه الصيام لعدة ساعات رحب بالأمرقائلا (وطيب مالو مش علاج أمال انا جيت هنا ليه) وجاء الوقت المحدد واحضر الممرضون (العدة) فطلبت منه رئيسة الفريق ان (ينعدل) للحقنة فسال (كيف يعني؟) فتم توضيح الامر له . فانتفض سائلا(يعني راحين تغزو في …… ؟ مش عاوز) وواصل (هرجيه) والله (كويس علاج بال…. وكمان تعملها مرة(يقصد امرأة) والله كويس ) قدرما حالوا اقناعه كان رده(قلت ليكم مش عاوز يعني مش عاوز). تذكرت هذة الطرفة وأنا اطالع في الأخبار في منتصف الأسبوع الماضي من ان الولايات المتحدة الأمريكية قررت اخضاع القادمين لها والعابرين لمطاراتها من عشر دول من بينها السودان لتفتييش دقيق لكل اجسامهم بما فيها الأجزاء السفلية (كلمة سفلية وردت بالإسم ) مما يدل على أن هناك تركيزاً عليها بواسطة عصي الكترونية!!! بمجرد ان سمعت هذا الخبر قلت وبصوت مسموع مع أنني كنت جالسا وحدي (مش عاوز يعني مش عاوز) والآن (روحي تمرق ) في معرفة كيفية هذا الفحص (الشرقي). أغلب الظن ان يتم التصوير فوق الملابس وتظهر المعروضات (العدة ) على الشاشة وهذا يعني أنه بسهولة يمكن الاحتفاظ بنسخ من هذه المعروضات (تاني اجروا وراء القرين كارد) . وعلى حسب علمي البسيط ان هناك اشعة تشخيصية وهناك اشعة علاجية فهل في الامكان ان تكون في هذه العصي الإلكترونية مصائب تستهدف بعض المفحوصين؟ لقد جاء القرار معمماً ففيما يتعلق بالسودان لم يتضح ان هناك استثناء لسكان بعض المناطق والي حين قيام الدولة الجديدة فأن هذا يعني انه حتى الذين كانوا يحرضون امريكا على السودان سوف يتعرضون لهذا الفحص (السفلي) فالأمر المعروف ان سياسة امريكا تجاه السودان يساهم في رسمها بعض ابناء السودان. ولكن الذي يحيرني وما يتحير إلا مغير لماذا لاتفعل امريكا ما تريد فعله بالأجزاء السفلية بدون اعلان اي (من سكات)؟ هل تريد امريكا ان تذل هذه الشعوب ؟ هل تريد ان تحرضها على حكامها؟ ام انها تخشى اذا فعلت ذلك بالسر ان ينكشف أمرها وتقوم عليها الدنيا ؟ سئل جيمس بيكر وزير خارجية امريكا الأسبق ماهي حدود الأمن القومي الأمريكي؟ أجاب بكلمة واحدة, العالم وهذا يعني أنه إذا عثرت بقرة في أضان حمار من حق امريكا ان تأخذ بها علماً وهذا يجعلنا نعرف اجابة السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية الحالية إذا سألناها عن حدود الأمن القومي الأمريكي فحتما ستقول (الأجزاء السفلية من أي رجل وامرأة) في عشر دول من بينها السودان!!! شخصيا لا أصدق ان تكون فوبيا الإرهاب وصلت بأمريكا لهذا الحد من الجنون وبالتالي يصعب علىّ معرفة الدوافع الحقيقية لمثل هذه الإجراءات البشعة ولا أظن ان جنون العظمة وصل بها لهذه الدرجة . على العموم الساحة الدولية عبارة عن (دلوكة) وامريكا الآن هي التي تعرض فيها منفردة و كما تشاء ولكن بمثل هذه التصرفات سوف تختصر مدة (عرضتها) متى تعرف امريكا ثقافات الشعوب لكي تحترمها ؟

صحيفة التيار – حاطب ليل8/1/2010
aalbony@yahoo.com