عبد اللطيف البوني

مدلينا بت الكلب


[ALIGN=CENTER]مدلينا بت الكلب [/ALIGN] الشيخ العارف بالله العبيد ود بدر له أقوال ونصائح من عيون الحكمة منها قوله شد واتباطا ياشرا فاتا وياخيراً آتا أي بعد أن تستعد للسفر وتضع السرج على راحلتك قف قليلاً، أي تمهّل قبل أن تركب، ربما تكون هناك مصيبة فدعها تمر أو هناك خير قادم اليك فانتظره.. أما المعنى العام فهو يدعو للتوقّف بين كل خطوة والأخرى، ولكن هذا التريث ينبغي أن يكون بعد إكمال كافة الاستعدادت وإلاّ اُعتبر الأمر تسيّباً، ونحن هنا نهدي هذه الحكمة لمفوضية الانتخابات.. فبعد إكمال عمليات التسجيل وما أصابته من نجاح يستحسن أن تتوقّف قليلاً عند فترة الترشيحات هذه ولا(تكلفتها) لأنّها عملية مفصلية، وعلى أحزاب المعارضة ألاّ تطالب بالتأجيل وهي لم تقم بالحد الأدنى من الاستعدادت وإلاّ اعتبر ذلك تهرّباً من الانتخابات.. فعملية الانتخابات الآن قد وُضع سرجها على الحصان، فقبل الانطلاق يُستحسن التمهّل ومد فترة الترشيح، فربما يتقدّم المزيد ممن فيهم الخير. ومن أقوال الشيخ ود بدر السكين من السلب والعكّاز من الكلب وفكة الريق مسمار القلب فكة الريق هي الفطور الصباحي، إذ يوصي الشيخ بأن يفك الواحد الريق قبل خروجه من المنزل حتى لا ينشغل به بقية اليوم، ولكن الذي نحن بصدده اليوم هي قوله: العكّاز من الكلب.. فإن كان ناس الأرياف يفعلون ذلك بصورة تلقائية فقد أصبح مُلحّاً الآن أن يفعل نفس الشيء سكّان العاصمة، لأنها هي الأخرى تتعرّض لهجمة كلابية، فقد كنتُ أظنُ أن فوبيا الكلاب الضالة أو الذئاب كلام جرائد (ساكت) فقبل عُدة أعوام أصابت العاصمة فوبيا فحواها أن العاصمة دخلها نفرٌ بمجرد السلام عليك سوف تفقدك أعضائك التناسلية، وهذا ينطبق على الرجال فقط.. الأمر المؤكّد أن هناك أكثر من شخص اعتدى على من توهّم أنه سلّم عليه بهدف (شيل العِدة) بكسر العين. العاصمة قد تريّفت ويكون من الطبيعي أن تغزوها ثقافة السحر والماورئيات، لكن ثبت الآن أن المخلوقات العجيبة التي قيل أنها غزتها بها شيء من الصحة، فالشائع الآن أن أحد المستثمرين بدلاً من أن يفكِّر في إنشاء مدرسة سنِّية لتعليم كرة القدم وتخريج شباب منها يبيعهم بالملايين لجمال الوالي وصلاح إدريس قام بالإستثمار في (الجريوات) المحسّنة وعندما اتضح له خطأ دراسة جداوه.. وأن الشغلانة خسرانة قام بإطلاق سراحها، فاختلط حابلها بنابل كلابنا (رحم الله الشاعر محمد سعد دياب القائل الشرق أتى والغرب أتى وحصاد اللقيا مدلينا) فهنا كان حصاد اللقيا معكوس مدلينا، إذ كانت مخلوقات كلبية شرسه، وهكذا دوماً الهجين.. ادعو الله أن يكفينا شر الهجين الموجود بكثرة وفي مناطق كثيرة من السودان. اليوم الناس تطالب بمعرفة هذا المستثمر.. فمن غير المؤكد أن هناك فعلاً مستثمر.. قد تكون الرواية مختلقة لأنّ هناك من يقول أن هذه الكلاب مقدِّمة لحرب بايولوجية تُشن على العاصمة، وهناك من يقول أن الحكاية كلّها مفتعلة لأسبابٍ سياسية متعلقة بالانتخابات، فمهما يكن من أمر أن الكلاب قد أخذت (عرضتها) في دلوكة السودان بعد تسجيلات اللاعبين، فالدور والباقي على الانتخابات.. ونسأل الله ألاّ نضطر للسكين خوفاً من أن تُسلب منّا أصواتنا.

صحيفة التيار – حاطب ليل20 /1/2010
aalbony@yahoo.com