جعفر عباس
العروس الناقصة : مكسب أم خسارة
لو سمعت بحكاية صاحبنا هذا قبل زواجي لربما حدث واحد من أمرين: أصرف النظر عن الزواج أو أحصل على خصم بنسبة 40% من “رسوم” الزواج، فقد كانت عروسي عند الزواج “ناقصة” لوزتين والزائدة الدودية.. ولكن ربنا ستر فلو طالبت بتنزيلات في المهر وتكاليف الزواج بسبب ذلك النقصان لكان أهل زوجتي قد استردوا قيمة التنزيلات أضعافا مضاعفة، فبعد الزواج خضعت زوجتي لجراحات لاستئصال المرارة وأضراس العقل الأربعة وترقيع فتق في الحجاب الحاجز، وإزالة أشياء أخرى متفرقة لا أتذكر أسماءها من بطنها.. يعني زوجتي الحالية هي زوجتي الأصلية ناقصا نحو 20% من أعضاء جسمها فُقِدت قبل وبعد الزواج.
كل ما فعله صاحبنا الخليجي هو أنه تمسك بحقه في الحصول على زوجة “كاملة العدة والعتاد”.. وما فات عليه هو أنه محظوظ لأنه حصل على عروس تخلصت من خطر محتمل يتعرض له مئات الملايين سنويا.. لم ينتبه الى ان عروسه لن توقظه ذات ليلة باردة او ساخنة ليذهب بها الى المستشفى فيدخلونها غرفة العمليات لاستئصال الزائدة.. بسبب عدم الخبرة، لم يكن يعرف ان 90% من الزوجات يدخلن بيوت الزوجية وهن آخر حلاوة ولياقة وصحة.. وبعد شهرين أو ثلاثة يكتشف كل الرجال المتزوجين المقلب عندما يتضح للواحد منهم ان زوجته كلها كلاكيع وبحاجة الى ترقيع.. ويقضي المسكين عدة أيام كل سنة في ممرات المستشفيات في انتظار خروج الزوجة من غرفة العمليات.
سؤال لصاحبنا الذي طلق عروسه لكونها “ناقصة زائدة دودية”: هب ان الزواج تم وحدث حمل.. ثم أنجبت… هل كان سيطلقها لأنها ناقصة بيبي؟.. سؤال منطقي لأن البيبي كان جزءا منها وبولادته يكون جسمها “ناقصا” ذلك الجزء؟.. وهل سيأتي يوم تكون فيه كل فتاة ملزمة بتسليم ملف طبي للزوج المرتقب فيه صور أشعة ورنين مغناطيسي وتحليل البول والدم وتخطيط القلب والدماغ؟
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com