مبادرة ليبيا هل تحقق شروط التصالح بين الخرطوم وإنجمينا؟
وتشير حكومة طرابلس عبر وسيطها علي عبد السلام التريكي إلى أن الجانبين وافقا على عدد من النقاط الضرورية. وأكد التريكي في تصريحات صحفية بالخرطوم الجمعة رغبة الجانبين في الالتزام بكافة الاتفاقيات السابقة بينهما.
وقد أبدى مراقبون سياسيون في السودان تشكيكا في إمكانية صمود أي مبادرة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين طالما استمرت حالة التمرد في البلدين.
وعن سياق ذلك التقارب المحتمل، قال المحلل السياسي محمد علي سعيد إن الخرطوم لا تزال منزعجة بسبب طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إصدار مذكرة توقيف بحق البشير ومساندة بعض الدول الغربية لتلك الدعوى.
حشد الدعم
وقال سعيد للجزيرة نت إن الحكومة تسعي بشتى السبل لحشد الدعم الدولي لموقفها الرافض لمذكرة أوكامبو بالاتجاه لكسب كافة الجهات “بل هي على استعداد لتقديم أي تنازلات لجهة هذه الغاية ومن هنا تأتي استجابتها السريعة لمبادرة الرئيس الليبي”.
لكن رئيس منبر أبناء دارفور للتعايش السلمي محمد عبد الله الدومة يرى أن الصراع بين تشاد والسودان ليس صراعا على الموارد أو الحدود بين الدولتين بل “صراع إرادات بحيث يسعى أحد الأطراف لفرض إرادته على الآخر “.
وربط الدومة الذي كان يتحدث للجزيرة نت بين حسم قضية دارفور ومعالجة الأزمة بين البلدين. وقال “إذا لم تحسم قضية دارفور فلن يصلح الحال بين الخرطوم وإنجمينا مهما كانت المبادرات”.
وأضاف أن الطرفين سيوقعان على بعض الاتفاقيات بينهما لكن من بعدها سينفجر الموقف، مشيرا إلى أن زوال أحد النظامين أو حل أزمة دارفور هو المخرج من المشكلة القائمة “رغم أن ذلك غير منظور حاليا “.
استجابة متأخرة
أما المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فقد أكد أن الخرطوم تأخرت في الاستجابة لملف التصالح مع تشاد، معتبرا أن أمن السودان يعتمد على ضمان أمن جارته الغربية.
وقال خاطر للجزيرة نت إن منطقة الحدود بين السودان وتشاد وليبيا خاضعة لتهديدات مشتركة تفرض على الأطراف الثلاثة التعامل بجدية مع العلاقات بينهما، مؤكدا توفر كافة الظروف لنجاح التوافق ومعالجة الأزمة بين البلدين.
وأكد المحلل السياسي أن عودة العلاقات بين هاتين الدولتين “ستجعل الفرصة مواتية لمعالجة أزمة دار فور، لكن ذلك بحاجة إلى إرادة حقيقية من الطرفين”.
عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت [/ALIGN]