الطاهر ساتي

صحفيون في ..« دوائر انتخابية »

[ALIGN=CENTER]صحفيون في ..« دوائر انتخابية » ..!![/ALIGN] ** معركة الانتخابات لن تكون بين أهل الساسة فقط ، بل بعض أهل الصحافة أيضا ينتظرونها بفارق الصبر لخوضها ضد الساسة ..لا بأقلامهم كما المعتاد ، ولكن بأنفسهم ولجانهم وقواعدهم .. نعم ، ترشحوا في دوائر اتحادية وأخرى ولائية ، بالخرطوم و بعض الولايات غير البعيدة عنها .. وانها لتجربة جديرة بالتوقف عندها ، خاصة أن عددهم ليس بقليل ، وكذلك الدوائر التي اختاروها ليست بالدوائر النائية أو المنسية عند الساسة ، بل هي دوائر ترشح فيها بعض الساسة المعروفين في عالم سياستنا، وكذلك منهم النافذون في دهاليز السلطة الحالية..ولذلك أتوقع أن تكون المنافسة بين زملائنا والسياسيين – في تلك الدوائر – ساخنة ، ما لم ينسحبوا تحت وطأة الظروف..وكنوع من التحريض الايجابي انصح زملائي الأعزاء بعدم الانسحاب من سوح المنافسة مهما كان ..« حجم الظرف » ..!!
** وعلى سبيل المثال ..أعلن الأخ الهندي عز الدين ، رئيس تحرير الأهرام اليوم ، ترشحه مستقلا في الدائرة « 13 ، الثورة الغربية » ..وهي ذات الدائرة التي يترشح فيها حاليا المهندس عبد الله مسار ، رئيس حزب الأمة الوطني ..ولأن القوى السياسية الأخرى لم تعلن عن مرشحيها في هذه الدائرة بعد ، فان حسابات اليوم تضع الهندي ومسار فوق صفيح ساخن ..مسار يدخل المنافسة باسمه المعروف ثم بنفوذ السلطة وربما بمباركة مركزية الحليف الاستراتيجي « الحزب الحاكم » ..تلك هي العوامل المساعدة لمسار في هذه الدائرة ، أما العوامل المعاكسة فهي أن مسار لم يولد في هذه الدائرة ولم ينشأ فيها ولم يدرس فيها ، بل ولم يبات فيها ولا ليلة واحدة ، حيث مسار يقطن بالخرطوم بحري .. أما الهندي ، فهو ابن هذه الدائرة بالميلاد والنشأة والاقامة ، وكذلك له من الصيت الاعلامي ما يكفي لمنافسة مسار في الشهرة ، ثم له تجربة انتخابية سابقة – عام 96 – ضد اللواء «م» الهادي بشرى ، خسر المنافسة عامئذ ولكن بالتأكيد استفاد من أخطائها تحسبا لمثل هذا اليوم الذي يضعه في مواجهة مسار .. ثم مصادر موثوقة أفادتني بأن الهندي تلقى ضمانات ووعودا بالدعم من رجال أعمال بأمدرمان ، تجاوزت الثلاثمائة ألف جنيه – بالجديد – حتى مساء الخميس الفائت ، أو كما قالت المصادر « الموثوقة جدا » ..وان كان الأمر كذلك ، فان : مسار في خطر ..!!
** وليس بعيدا عن دائرة مسار والهندي ..الأخ عبد الباقي الظافر ، زميلنا المهاجر سابقا والمستقر بالتيار حاليا ، ترشح في دائرة شمبات ببحري مستقلا ..وحملته الانتخابية ظاهرة في زاويته اليومية ، منذ يوم ترشحه ..وهي الدائرة التي رشح فيها الحزب الحاكم القيادي النافذ الدكتور غازي صلاح الدين .. ولحين اشعار آخر من القوى السياسية الأخرى ، لا أتوقع سجالا ساخنا بهذه الدائرة بين غازي والظافر ..فالدائرة ، تاريخيا ، مشهود لها بالهدوء الذي يرتقي أحيانا لمراقي « الرتابة » ..ثم غازي والظافر من الصفويين الذين لاتستهويهم الاثارة والضجيج والتعبئة الحادة .. والعوامل المساعدة لغازي في المنافسة غير مخفية ، بجانب فكره وتاريخه واسمه ، هناك أيضا امكانيات حزبه وأهله ومعارفه وأصدقائه ، حيث الدائرة مسقط رأسه ..أما زميلنا الظافر ، رغم أنه قدم الي السودان حديثا الا أنه ابن تلك المنطقة ، ثم الرجل يتكئ على زاوية عريقة بصحيفة عريقة ، ومهما اجتهد أستاذنا عثمان ميرغني – رئيس تحرير التيار- في تحييد زاوية زميلي الظافر، فانه لن ينجح ..وأنا من أنصار أن تسخر التيار بعض مساحاتها في مقبل الأيام لحملة الظافر وبرنامجه الانتخابي ، لأن برنامج غازي متخم بالاعلاميين « العام والحزبي » .. فليتنافسا بحرية ونزاهة .. و « ربنا يولي من يصلح » ..!!
** وهناك أيضا في دار جعل ، زميلتنا حياة حميدة – بالانتباهة – تحدت المستحيل وأعلنت ترشحها في الدائرة « 6 ، شندي الشمالية » .. ويا لها من دائرة ، يترقبها العالم ..ليس لأن حياة ترشحت فيها ، بل لأن فيها أيضا الدكتور نافع علي نافع و بعض فطاحلة الاتحادي الديمقراطي الأصل ..حاتم السر ، الناطق الرسمي باسم الاتحادي ، وصف المعركة المرتقبة بهذه الدائرة ب « أم المعارك » ..قلبي على زميلتي حياة ، فهي ستكون بين مطرقة نافع وسندان حاتم السر ، ولكنها أيضا وسط أهلها ومعارفها وعلاقاتها وقلمها الرصين ..لا مستحيل تحت الشمس .. ولكن حين سألت زوجها صديقي الأستاذ حسن محمد صالح ، مدير ادارة الاعلام بجامعة الخرطوم – باعتباره أقرب المراقبين لنشاط حرمه المصون – عن خياره ومرشحه أو مرشحته في المعركة المرتقبة بشندي ، رد قائلا : الكويس أنا ما مسجل في شندي ، والا لكنت كمن يستجير من الرمضاء بالنار .. ولم يفصح عن هذين ، لاخوفا من حكومة البلد ولا توجسا من ردة فعل حكومة البيت ، ولكن ربما لتأكيد الحياد ..!!
** وكذلك بالنيل الأبيض ، ترشح عن حزب الأمة القومي زميلنا اسماعيل وراق – العائد من صحافة الخليج – بالدائرة « 16 الدويم وشبشة » .. وهي مسقط رأسه ، ومنطقة أهله وكذلك تاريخيا تلك احدى دوائر حزبه ، أو هذه هي العوامل المساعدة للأخ وراق ، بجانب أنه شاب مثقف ذو دائرة معرفية واسعة في قطاع الشباب .. ومع ذلك ، سيجد نفسه مواجها لابن الدائرة والقيادي النافذ بالاتحادي الديمقراطي ،وغير البعيد – دعما معنويا كان أوغيره – عن الحزب الحاكم : السماني الوسيلة ، وزير الدولة بالخارجية .. ولذلك سنتابع معركة وراق ضد السماني بلهفة ، مع الدعاء بأن يكرم الله أهل الدويم والشبشبة بنعمة « اختيار القوى الأمين » .. !!
** ولكي لا يسقط اسمه سهوا.. زميلنا وصديقنا عباس محمد ابراهيم – محررنا النشط بصحيفتنا هذه – أيضا ترشح باحدي الدوائر الولائية ،« 13 الثورة » ..أملا بالفوز بمقعد نائب في تشريعي ولاية الخرطوم ..وما يحزن في أمر زميلنا هذا ، ان أقوى منافسيه حتى هذه اللحظة الهلالي العريق وزملينا المحبوب بصحيفتنا هذه ، الكاتب الساخر أحمد دولة ، صاحب الزاوية الشهيرة « يوميات الشفت » .. بمعنى ، نحن بين خيارين ، كلاهما أحلى وأنضر .. ولذا التزام الحياد فريضة على العاملين بصحيفتنا ، حتى يقرر الأهل بالثورة مصيرهم .. وقد يتدخل رئيس تحريرنا ويقنع عباس بالتنازل لدولة ، مقابل حافز راتب شهر « مثلا » .. والا فان الكل هنا محايد في معركة هذين العزيزين ، حيث هما يتقاسمان حق الزمالة وأواصر الصداقة .. علما بأني لم أسال عباس عن لونه الرياضي بعد ، نأمل أن يكون من عشاق المريخ ، ليعلن عشاق الهلال بالصحيفة عن انحيازهم لصديقهم أحمد دولة ويتحول الحدث من منافسة سياسية الي ..« هلال مريخ » .. !!
** وعليه ، تلخيصا لما سبق ..هؤلاء بعض زملائي ، وتلك دوائرهم الانتخابية ، تأهبوا لها ، رغم أنف التعريف الموثق للناقد ،حيث قال أحدهم معرفا الناقد : « الناقد شخص يعرف معالم الطريق ولكنه لايستطيع قيادة السيارة » .. ربما زملائي الأعزاء – الهندي والظافر و وراق وحياة وعباس – يريدون دحض هذا القول وتكذيب قائله بترشحهم للانتخابات القادمة ، لقيادة دفة العمل التشريعي بالبلاد ..أتمنى لهم التوفيق في حياتهم ، اعلامية كانت أو برلمانية .. سوف نسعد بالحسنيين « فوزهم وخسارتهم » .. فوزهم يعني نيلهم ثقة قواعدهم ، وخسارتهم تعني نيلهم شرف المنافسة ، أوهكذا يجب أن يكون شعار وروح أي مرشح – صحفيا كان أو سياسيا – في مقبل الأيام و.. « النتائج » …. !!

اليكم ..الصحافة-العدد 5946
tahersati@hotmail.com