عبد اللطيف البوني

خوضوها و لو شملت كل عيب


[ALIGN=CENTER]خوضوها و لو شملت كل عيب [/ALIGN] (الصقر إن وقع كترت البتابت عيب) لعلّ هذا هو قدر المعارضة مع الانتخابات القادمة.. فالمعارضة لم تلتفت إلى الانتخابات إلا بعد وقع القدر، فقد كانت تراهن على خلافات الشريكين أو التنسيق مع أحدهما، فأصبحت كمن فاجأتها الانتخابات كعادة كل السودانيين الذين تفاجئهم الأعياد و رمضان و السماية، فالآن الانتخابات أصبحت أقرب من حبل الوريد، و الشريكان يريدانها. هذا من أجل الشرعية الانتخابية لتمسح (بوهية) على العشرين سنة الماضية لكي لا تقع خديجة من البلكونة، و ذاك يريدها من أجل تقرير المصير (عشان يفك البيرق).. ليس هذا فحسب بل إنّ الشريكين استعدا لها بالتسجيل المهول، و يومها كانت المعارضة في (كومر) البوليس.. أن تقول الأحزاب أنّ الانتخابات لن تكون نزيهة فمعها حق؛ و لكن لن تكون هناك انتخابات نزيهة و لو أجلت لمائة عام.. منذ متى كانت الانتخابات نزيهة في السودان ؟ أول انتخابات في السودان كانت في عام 1953م اسألوا عنها حزب الأمة كيف قلبت الأموال المصرية الموازين. آخر انتخابات ليبرالية كانت 1986م اسألوا عنها أي معاصر لها كيف تدفقت فيها الأموال الليبية و الإيرانية و المصرية (أمّا الجماعة ديلك فاسكت ساكت) أمّا القول أنّ الحكومة غير محايدة فهذا صحيح، و قد حدث هذا في انتخابات 1968م و بالفعل كان لذلك أثر كبير فقد (سقط) الصادق و الترابي في دائرتيهما الانتخابيتين، وهذه الانتخابات تجري بموجب نيفاشا، و نيفاشا لم تقل بحكومة انتقالية أو غيرها.. فالشغلانة (منتهية مماجميعه). يبقى السوال كيف تخوض الأحزاب تلك الانتخابات و نتيجتها شبه محسومة بالتسجيل، و بالأمر الواقع؟ و بأي شيء تكاد محسومة مثلما أنّ انفصال الجنوب أصبح أمراً واقعاً.. فالشغلانة مرتبة.. هذا ينفرد بحكم الشمال و ذاك يفك البريق بالجنوب، و بعد ذلك لكل حادث حديث، فالمعارضة بما أنّها كانت نائمة أو منوّمة (ما فارقة) عليها أن تستغل فرصة الانتخابات التي سوف تفقدها لكي ترمم صفوفها و تحدث حراكاً سياسياً و تثبت و جودها العضوي ولو بطق الحنك؛ حتى تكون مستعدة لانتهاز أي فرصة أو حتى الانتخابات القادمة لكي تتقدم للأمام و تحتل موقعها اللائق بها، فالخلافات بين الشريكين لا ساحل لها، و الخلافات داخل الأحزاب الحاكمة نفسها سوف تتيح لها هامشاً واسعاً للتحرّك ولكنّها إذا ظلّت مغيّبة فلن تستفيد من هذه التناقضات التي على قفا من يشيل، فعلى المعارضة أن (تحضر قفاها) فالرزق بالكوم. هذه الانتخابات إذا غيّرت الخريطة داخل الأحزاب الحاكمة فقط سوف تقدم خدمة كبيرة للتحوّل الديمقراطي، فظهور عناصر جديدة منتخبة (مهما كان شكل الانتخابات) سيكون له أثره الطيب حتى و لو تبدّل ثوب الشرعية فقط سيكون له أثر طيب، ثمّ ثالثاً أو رابعاً ما هو بديل الأحزاب إذا قاطعت الانتخابات؟ من المؤكد أنّها لن تصعد على دكة الحكم و ستجري الانتخابات بمن حضر، لاسيما و أنّ السجل الانتخابي (حق الجماعة براهم) و لن يحدث فراغ دستوري لأنّ (مقطوعة الطاري) ترجع الأمر للشريكين ليفعلا ما يشآن بالفترة الانتقالية إن شاء الله يمددانها عشرين سنة. إنّ المدة بين أول انتخابات في السودان 1953م و ثاني انتخابات 1965م اثنا عشر عاماً ثمّ اعقبتها انتخابات 1968م في نفس الفترة و بالتالي تكون المدة بينها و بين انتخابات الفترة الثالثة 1986 ثمانية عشر عاماً والمدة بين آخر انتخابات ليبرالية و القادمة (إذا قامت) ستكون أربعة و عشرين عاماً.. إذن يا جماعة الخير المدد الزمنية (القابات) بين انتخابات و أخرى في حالة تصاعد مستمر، فهذا يعني أنّه إذا (طرشقت) انتخابات 2010م لا سمح الله فإنّ الانتخابات القادمة لن يشهدها كهول اليوم ناهيك عن شيوخه، و من عاش سيكون في أرذل العمر.. فمن فضلكم دعوا هذه الأجيال تمتع نفسها بدهشة الانتخابات حتى و لو كانت فيها (إنّ) كبيرة.

صحيفة التيار – حاطب ليل25 /1/2010
aalbony@yahoo.com