جعفر عباس

الفرق 69 سنة فقط

[ALIGN=CENTER]الفرق 69 سنة فقط [/ALIGN] تدرس هيئة حقوق الإنسان في دولة خليجية مناشدة تقدمت بها عروس طالبة “”إنقاذها”” من الزيجة التي تورطت فيها.. أم العروس هي التي لجأت الى هيئة حقوق الإنسان، واستجوبت الهيئة الزوجة فصاحت: ما أبغيه.. لا أريده.. استشارت هيئة حقوق الانسان والدها فقال إن البنت كانت راضية بالزواج وأنها أبلغت المأذون بأنها لا تمانع في الزواج بالرجل الذي طلب يدها. (من أين أتت عبارة “طلب يد العروس”؟ لماذا لا نقول طلب عينها أو أذنها أو إصبعها أو شعرها؟ هل العبارة كناية عن تشابك الأيدي أم لأن اليد تحمل الدبلة؟ إذا كانت الإجابة عن السؤال الأخير بـ”نعم”، تكون عبارة طلب اليد مستوردة لأن استخدام الدبلة بالطريقة “المعاصرة”، أمر دخيل على الثقافة العربية!!)
جوهر القضية هو ان عمر العروس كان 11 سنة عند إبرام عقد الزواج العام الماضي بينما كان عمر العريس 80 سنة فقط لا غير.. وكان الزواج نظير صداق قدره 80 ألف ريال.. سألوا المأذون: لماذا أبرم عقد زواج كهل من طفلة؟ فأجاب بأنه لا توجد أي تعليمات ولوائح تمنع ذلك.. ووجهوا نفس السؤال للأب فكان رده أنه زوج بنته استنادا الى بنيتها الجسدية.. يعني كانت صغيرة بحساب السنوات وكبيرة من حيث التكوين الجسماني.. أما الزوج الذي يقيم في قرية صغيرة في البادية فقد أفاد بأنها لاتزال تقيم في بيت أبيها، وأن المشكلة تفجرت عندما قرر اصطحابها الى البادية مع أنه وعدها بأنه سيسمح لها بإكمال دراستها الابتدائية.. وسبب كل البلاوي والجرجرة في المحاكم هي الأم التي اعترضت على إبرام عقد الزواج وتطالب بإلغائه وهي التي أوصلت الأمر الى هيئة حقوق الإنسان.. هناك جملة مفيدة جدا لاستكمال هذه الحكاية: الزوج الثمانيني عنده ثلاث زوجات سلفا يعشن معه في تبات ونبات وأنجبن صبيانا وبنات.
في كثير من الدول العربية لا يوجد قانون يحدد سن زواج الفتيات..ولا قانون يمنع الرجال المكعكعين من الزواج بطفلات.. وشخصيا لا أفهم لماذا يريد رجل في الثمانين الزواج بطفلة او امرأة عمرها 40 سنة!! سيكون رد من يستنكرون هذا السؤال إن “رجل عن رجل يفرِق”.. وليس كل الرجال يتقاعدون مبكرا “مثل بعض الناس”.. كتبت هنا قبل نحو شهرين عن سيدة في الـ78 من دولة آسيوية طلبت الطلاق من زوجها الذي يكبرها بعامين لأنه ظل طريح الفراش طويلا ولأنها تخشى على نفسها من الفتنة.. عندما قرأت حكاية الفتنة هذه صحت: فتنة تفتفت قلبك.. لو لم تكن عينك زائغة يا خالتي لما فكرت في هجر رجل عاش معك 45 سنة لأنه على فراش المرض بحثا عن زوج بديل! ولكن هذه المرأة هي الاستثناء بينما حب التكويش على النساء وخاصة الصغيرات في العمر شديد التفشي بين الرجال العرب.. وكلما كان الرجل كبيرا في السن رغب في نساء سنوات عمرهن أقل من نصف سنوات عمره، هذه هي تربيتنا، فمنذ الصغر يعرف الأولاد أنهم جنس مميز وعلى البنت ان تضع في حسبانها على الدوام أنها ضيف عابر في بيت أبويها.. كم سنة ويجي ابن الحلال ويأخذك.. وفي غالب الأحوال ليس من حقها ان تقول إن من تقدم للزواج بها عجوز أو بخيل او ثقيل الظل أو فظ غليظ القلب.. وهكذا قد تجد طفلة نفسها وقد تحولت الى زوجة، ثم يبلغونها بأنه حان الانتقال إلى بيت الزوج “حضري شنطتك” فتجمع العرائس البلاستيكية والدبدوب الأبيض.. فتسمع صراخا: ما هذا يا هبلة.. خلاص انت صرت زوجة.. تريدين ان تفضحينا مع زوجك باللعب بالعرائس.. وتبكي المسكينة: طيب ممكن آخذ معي المطبخ وأدوات المطبخ.. قد يأتيها الرد في شكل صفعة: مطبخ وأدوات بلاستيك… وا فضيحتاه.. سيكون لك مطبخ حقيقي وسننظم لك دورة تدريبية في الطبخ حتى تعرفي واجبك نحو زوجك.. وهنا قد تتساءل الصغيرة: وهل سأمتحن التوفل للنجاح في هذه الدورة؟

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com