يبحث عن رفقة

[ALIGN=CENTER]يبحث عن رفقة [/ALIGN] -كان الوقت شارداً ما بين الظلمة وذاك الضوء الذي بدأ بالتسلل من خلف أثقبة الأبواب المغلقة على سكر الفناجين وأبريق شاي متقشر الأطراف، لم يعد بإستطاعته تدفئة الشاي.!!
-لم يشأ إزعاج هذا الصباح الجميل، يواجه حزنه المتمرد على عادة الحزن، ولم يشأ أن يزعج العصافير الناعسة بصوت مكنسته التي تحب الثرثرة على بطون الغرف.!!
-لم يواجه إنفعالات أمعائه بحبسها خلف أرغفة خالية من ما يتوسط طبقتيها، ولكنه أمهلها لوقت تكون فيه الأرغفة جائعة ومتشققة (لبتها)، من تكدس أسراب النمل التائه.!!
-فكر في الخروج من عالمه المهتاج بفكرة الرسم على بقايا بوهية الجدران، أحب فكرة المرور على هندسة قوائم يوم مهتز.!!
-أدخل نفسه بين جنبي قميصه الأثري؛ صديقه الوحيد، والذي طالما رافقه في تحركاته المرتجفة.!!
-تفقد الأزرار وإذ بإحداهن غائبة عن الوسط، أقسم إن وجدها.. لا، لم يعد في القميص بقية تحتمل مرور الإبرة.!!
-إصطدم بواقع البقاء داخل جدرانه الثلاثة فالرابع فقد إثر مطر خريفي متوحش.!!
-لا بأس فهناك الكثيرون يسكنون بين جوالات الخيش الفارغة يملأون بها المكان، ولكن من يملأ أمكنة تعاني من شح الرفقة.!!
-إنه يحاول الآن مصادقة ما يسمى باحترازية الواقع، فهو دوماً متهور يتعامل مع يومه باحساس المودع يريد أن يفعل أي شيء، كل شيء، وكأنه يوم أخير.!!
-لم يعد بإستطاعته السير حافياً على ظهر ملئ بالنتوءات، حاول أن يرتدي سلاسة الطريق، ولكنه قفز إلى تفكيره يبحث عن رفقة لا تلتهم حشوة النمل المختزلة.!!
-ولا تذهب كالجدار مع حبات الماء المتوحشة ولا ترفض أن تصبح لوحة، تتحرى تلك الجوالات المنتشرة بابتسامة مستسلمة لفم بائس.!!
– ولكن هل سوف يظل بين الجدران يبحث عن رفقة.؟!

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 27/1/2010
hager.100@hotmail.com

Exit mobile version