[ALIGN=CENTER]الشغلانة سخَّنت[/ALIGN]
بمغيب شمس يوم الأربعاء 27 يناير الجاري، انتهى الزمن الإضافي الذي منحته مفوضية الانتخابات لفترة الترشيحات، فقد كان محدداً أنْ تنتهي هذه الفترة يوم الجمعة 22 يناير، لكن الجماعة (بطبطوا) وطالبوا بزمن إضافي. ويبدو أنهم لم يكونوا مصدقين و(فاكرين الحكاية هزار) أو على الأرحج كانوا منتظرين إجماعاً على المقاطعة أو قيام تحالف انتخابي، وهذا ما لم يحدث. وأخيراً توكلوا على الحي الدائم وقرروا الدخول في الشغلانة بقوائم منفصلة، ومن ثم انتظار ما تجود به علاقة الشريكين. فترة الترشيحات هي المرحلة الثانية من العملية الانتخابية، فالمرحلة الأولى هي مرحلة التسجيل والتي لم يهتم بها إلا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، فالأحزاب الأخرى كانت مشغولة بجوبا والمسيرات و(كومر البوليس). فالحركة الشعبية (ذاكرت من وراهم) لذلك كانت مرحلة التسجيل (باردة)، هذا إذا لم نقل باهتة من حيث الزخم الإعلامي والالتفاف الجماهيري، علماً بأنّ الذي يكسب التسجيلات هو الذي سيكسب الجولة في النهاية. فالانتخابات غير كرة القدم؛ ففي كرة القدم هناك أندية تنفق ملايين الدولارات على تسجيل لاعبين، ثم لايوفقون، وتخرج هذه الأندية من الموسم بيضاء من الكاس (هسه في زول جاب سيرة وارغو ولا النفطي؟) ولكن من يدري لعل تسجيلات الانتخابات تكون مثلها؟ إنّ مرحلة الترشيحات جاءت على غير شاكلة مرحلة التسجيلات؛ حيث شهدت أحجامَ عائلية من المرشحين على المستويات كافة؛ ففي رئاسة الجمهورية ظهرت كل الأحزاب الكبيرة وبكبارها، وقدمت (مهاجمين صريحين) اللهم إلاّ الاتحادي الأصلي الذي قدَّم ناشطاً ليس من الصف الذي يقف فيه الميرغني، بدليل أنّ زفته للمفوضية كان هتافها (عاش أبو هاشم). والحركة الشعبية قدمت ناشطاً من الصف الثاني، بحكم الانتماء الجغرافي ولكنه (بمكنة صف أول). أمّا في قائمة ولاة الولايات، فقد قدمت الأحزاب خيرة لعيبتها الذين يجيدون اللعب في وسط الملعب، وبعضهم يجيد الارتكاز وبعضهم ذو نزعة هجومية في الدوائر الجغرافية، التي فاق المرشحون لها السبعة آلاف، يمثلون كل النخب والصفوات الحزبية. المستقلون الذين ظهروا في قائمة الترشيحات؛ هم الآخرون (ناس ما هينيين) شخصيات لها اعتبارها على المستويات كافة؛ المهم في الأمر أنّ الترشيحات قد سخّنت العملية الانتخابية، ورغم أنّ الباب مفتوح أمام الانسحابات والتحالفات، إلاّ أنَّ الكلام دخل الحوش والشغلانة وصلت اللحم الحي. المرحلة التالية هي مرحلة الاقتراع، أي التصويت؛ حيث يمارس المواطن حقه، بوضع بطاقاته في الصناديق في أكثر انتخابات تعقيداً في الدنيا، فعلى حسب علمي إنّ أعلى انتخابات حدثت من قبل، كان عدد بطاقاتها خمس، لكن هذه (سبعُ في الشمال وتسعُ في الجنوب). بالطبع مرحلة التصويت هي التي (عليها الرك)، فهي التي سوف تحسم النتيجة، وعليها تتوقف صفارة الحكم النهائية؛ ولكن بين الترشيح والتصويت مرحلة مهمة، وهي مرحلة الحملة الانتخابية (الفانوس حرق القطية) وعمرها طويل جداً، أكثر من خمسين يوماً. وفي تقديري إن مرحلة الحملة هذه مرحلة حساسة جداً وعليها سوف تتوقف سلامة العملية الانتخابية. كل الذي نتمناه أنْ تدير الأحزاب ومرشحوها وكذا الشخصيات المستقلة، حملتها الانتخابية على قاعدة اللعب النظيف، وذلك بأنْ تقدّم فيها البرامج، وفي عملية المدافعة نتمنى أنْ يكون اللعب على الكرة، وليس على الأجسام، إنها مرحلة تحتاج لحِكمة، وأي تفلّت فيها سوف يلحق الشغلانة (أمات طه) وبالتالي كل السودان، اللهم احفظ السودان وأهل السودان. ونواصل أكان الله حيانا.
صحيفة التيار – حاطب ليل – 1/2/2010
aalbony@yahoo.com