زهير السراج

سيناريو .. فوز البشير

[ALIGN=CENTER]سيناريو .. فوز البشير[/ALIGN] * قلت أمس ان تسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية ليس رهينا بهزيمته فى الانتخابات فقط، انما بعدة أشياء ذكرتها بالتفصيل، وخلصت الى أنها عملية معقدة وشائكة إن لم تكن مستحيلة تحت ظل الظروف السائدة فى البلاد، وليس كما يعتقد البعض أنها يمكن أن تتحقق بمجرد سقوط البشيرعن كرسى الحكم.. ولكن ما هو الحل؟!!
* قبل الاجابة على هذا السؤال، لا بد ان نتعرض لسيناريو (فوز البشير) فى الانتخابات وأثر هذا الفوز على أزمة المحكمة الجنائية الدولية، وبدون تحفظ، أقول إن فوز البشير سيؤدى بدون شك إلى تعقيد أزمة الجنائية خاصة ان احتمال توجيه تهمة الابادة الجماعية للبشير أصبح واردا بعد القرار الذى اصدرته دائرة الاستئناف بالمحكمة الجنائية بإعادة الموضوع الى الدائرة الابتدائية الاولى للنظر فيه مرة أخرى مما يعني إمكانية توجيه التهمة للبشير بواسطة هذه الدائرة التى تغير تكوينها باستقالة إحدى قاضياتها لأسباب لا تتعلق بقضية دارفور، ويقال ان القاضية المستقيلة كانت المعترضة الوحيدة بين قاضيات المحكمة الثلاث على توجيه تهمة الإبادة الجماعية للبشير، ولكننى لست متأكدا، إلا أنني أرسلت رسالة إلى البريد الإلكترونى للسيدة (سونيا روبلا) رئيسة قسم المعلومات العامة والتوثيق بالمحكمة الجنائية مستفسراً عن هذا الموضوع وحال ما تصلنى الاجابة سأوافيكم بها إن شاء الله.
* بناء على ذلك يمكننا تلخيص الموقف كالآتى: هزيمة البشير لا تعني سهولة تسليمه مع بقاء التهمة معلقة فوق رقبته، بالاضافة الى التعقيدات الاخرى التي تطرقت اليها بالأمس، ولكن في الجانب الآخر سيكون للسودان رئيس يتمتع بحرية الحركة وإقامة علاقات متوازنة مع العالم الخارجي (الى حد ما)، مع وجود قدر من الضغط الداخلي والخارجي لا أستطيع أن اتكهن بمقداره فى حالة عدم إنتهاء أزمة الجنائية باي خيار من الخيارات المتاحة مثل حل ازمة دارفور بشكل مرض للجميع وطي ملف الجنائية، او محاكمة مرتكبي الجرائم (إذا أمكن ذلك).. إلخ، ولست في حاجة لمزيد من الشرح!!
* فوز البشير (وهو الأكثر ترجيحاً) يعني أن السودان سيكون واقعا تحت ضغط خارجي كثيف باعتبار ان الرئيس سيكون مطلوبا للعدالة الدولية وحركته مقيدة، وان القرارات التي سيتخذها ستكون رهينة لهذا الضغط، وهو ما يفسر لماذا تمارس الدول الكبرى الصمت إزاء موضوع الجنائية ولا تريد لها ان تتقدم إلى الامام أو تتراجع إلى الخلف على الأقل في الوقت الراهن، بالاضافة إلى صعوبة اصدار قرار من مجلس الامن لاختلاف آراء الدول دائمة العضوية!!
* إذن في الحالتين، هزيمة البشير أو فوزه ستكون هنالك تعقيدات كبيرة وكثيرة وخطيرة وسيكون الوضع في البلاد عرضة للانفجار، ومرة أخرى نتساءل.. كيف سيخرج السودان من هذه الورطة؟!
* غدا بإذن الله يتصل الحديث، انتظروني!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

6 فبراير 2010