تحقيقات وتقارير
الخرطوم استعدت للخريف .. واهملت الفيضان
توتي وخطر الفيضان
ضفاف النيل الابيض والنيل الازرق اكمل سكانها تجهيز اوضاعهم لمغادرة منازلهم المهدده بالغرق من الفيضانات خاصة سكان جزيرة (توتي) المهددة فى كل خريف بفيضان يحاصر الجزيرة من جهاتها الأربعة وفى هذا العام مهدده بفيضان اعلى من معدل السنوات الماضية كما ورد فى اخبار هيئة الارصاد الجوية. (توتي) تقع فى المقرن يحدها من الجنوب والشرق النيل الازرق ومن ناحية الشمال النيل الابيض, شرع المزارعون فى الجزيرة باخراج ممتلكاتهم ومواشيهم من مناطق الخطر الى داخل الجزيرة الغير آمنة فى الاصل.
بين الجسرين
وقد غمرت المياه المنطقة الواقعة بين كبري الانقاذ وكبري الخرطوم(القديم) لتصل المياه الى أسوار مستشفى السلاح الطبي وكلية القادة والاركان لأن الناحية الشرقية تحجز مدينة السنط المياه الفائضة مما تروض النيل من تلك الناحية لتكون منطقة السلاح الطبي منطقة (نشر) للفيضان.
الغابة المياه تصل تجار السرميك
وقد وصلت مياه النيل الابيض الى غابة (السنط) لتصل الى نهاية الغابة من الناحية الشرقية مهددة تجار السرميك بالخطر المحتمل لكن التجار متواجدون حتى هذه اللحظة فى مكانهم المعهود وينظرون الى ارتفاع النيل بناحية ايجابية كما قال التاجر حسن التوم (يصل النيل فى كل عام الى منطقتنا ونستفيد من ذلك فى غسل بضائعنا منه).
اللاماب الميادين العامة غارقة
اما اللاماب فقد ارتفع منسوب النيل عندها ليخرج من مجراه الطبيعي الى الساحات العامة عند ميدان (الرميلة) وفى تلك الضفة يستعد سكانها كل عام لمجابهة الفيضانات وفى العام الماضي تضرر جزء من الحاجز (الترس) وقال المواطن محمد الامين منسوب المياه يرتفع يوماً بعد يوم وان المنسوب حتى الآن خارج منطقة الخطورة حتى بعد دخول المياه الى الساحات العامة لانها مناطق تنتشر فيها مياه النيل, لكنه ابدى تخوفه من مدينة المال التى انشئت على الناحية الغربية للنيل الابيض لكونها ضيقة من مجرى النيل عند الغابة ممايؤثر على ارتفاع النيل على الضفة.
العشرة امدرمان السكان غير محطاطين
وفى العشرة الواقعة بين الفتيحاب والصالحة دخلت المياه الى داخل الحي وهى مستمرة فى الاندفاع والى الآن يقف السكان من دون اي تحوطات منهم ولا من قبل السلطات أما المجرى الطبيعي الذي ينقل المياه من الحي الى النيل اصبح يدخل مياه النيل الى الاحياء, والمنازل المطلة على (لخور) لازال اصحابها موجودين بها وقال أحد سائقي عربات المواصلات العامة (الخور فى الايام العادية هو الطريق الرئيسى للمواصلات لكن بعد الفيضان نقوم بتغيير مسارنا الى داخل الحي).
خور ابوعنجة ومسابقة التجديف
خور ابوعنجة مجرى طبيعي للسيول يبدأ من جبال المرخيات ليصب داخل النيل الابيض فى شارع الموردة وكان له نصيبه من الفيضان لتغمره مياه الفيضان مما يخيف الاسر المحيطة بالخور من حالات الغرق التي شهدتها المنطقة العام الماضي ولكن الولاية اختارت هذا الخور حتى تقيم فيه مسابقة التجديف السنوية للمجدفين بالاضافة لتواجد شبكات وسنارات الصيادين الواقفين على اطرافه رامين شباكهم للصيد داخل الخور.
ابى روف والقمائرمغاسل للسيارات
الاستعدادت التي اجرتها محلية امدرمان على الشريط النيلي لنمطقة امدرمان من الطابية حتى القمائر اقامت حواجز لايمكنها الصمود طويلاً امام قوة نهر النيل بتهديده هذا العام فالنيل عند بيت المال وابروف وحي الدباغة قارب الوصول الى الطريق المسفلت, اما سكان القمائر فقد أثر الفيضان فى حركة مرور المواطنين فى بعض الاحياء ودخلت المياه فى بعض كمائن الطوب اما اصحاب بعض السيارات جعلوا من المياه مغسلة لسياراتهم وتخوف السكان من الآثار المستقبلية المتمثلة فى انتشار الباعوض المسبب لمرض الملاريا.
ود البخيت والحتانة والكبري الخطر قائم
هذه المناطق واقعه تحت تهديد أي ارتفاع للنيل فى الايام العادية ذلك لانخفاض اراضيها المطلة على النيل وغادر اصحاب “الكماين” مواقعهم من خطر الفيضان, اما الكبرى الجديد الرابط بين الحلفاية وامدرمان هو الآخر فى منطقة الخطر فارتفاع النيل يسبب مشاكل للمهندسين والعمال مما يحول دون مواصلة العمل فى الكبري وتساءل بعض السكان لماذا ينتظر الجميع الفيضان حتى يبدأوا التعامل معه وتساءلوا (هل المناسيب مطمئنة؟ ام نحن أمام فيضان فوق العادة؟).
بحرى وشرق النيل فى الواجهة
وفى الجهة المقابلة لود البخيت اى الحلفاية لم تسلم من الفيضان الاستعداد من السكان موجود والحزر ايضاً لمجابهة الفيضان فالمزارعين فى المزارع المطلة على النيل عند كبري بحري وحلة حمد وحلة خوجلي, فقد اخرجوا مواشيهم وممتلكاتهم لبر الامان, وعند مدينة عمر المختار وجدنا ان الاستعدادات موجودة رغم خطورة الموقف والسكان يتأهبون للفيضان مثل كل عام وعند حلة (كوكو) ارتفاع عالي للنيل (دميرة) وكذلك القادسية.
شارع النيل حاجز مخصص
الناحية المطلة من الخرطوم على النيل الازرق من قبل كبري المنشية وبعده غمرت المياه المزارع مرورا حتى (بيتش بري) أما شارع النيل من معرض الخرطوم الدولي المنتزه (المقرن) قاربت المياه الحاجز الرملى, ويصادم الموج الحاجز الحجري المخصص لحجز الفيضان.
هيئة الارصاد المعدل يرتفع
د عبد الله خيار من هيئة الأرصاد الجوية توقع حدوث ارتفاع في الامطار خاصة بعد الاحصاءات التى تم جمعها خلال الفترة مابين 31 يوليو الى الثاني من اغسطس الجاري لبعض المدن السودانية، منوها الى ان المعدل سيكون اعلي خلال الاسبوع المقبل في المنطقة التي تقع جنوب خط عرض17 شمال، مشيرا الى تأثر اجزاء واسعة من البلاد خلال الايام الماضية بالامطار، ويضيف خيار بان التنبؤات تتوقع هطول أمطار مرتفعة في المناطق التى تقع شمال خط 17 وان الفاصل المداري سيمر بابي حمد وشمال كريمة وجنوب دنقلا وشمال الولايات الغربية.
وزارة الري تتحفظ
وفي وزار ة الري والموارد الطبيعية حاولنا الإستفسارعن ارتفاع مناسيب النيل، وخطورة الفيضان على خلفية الامطار المتوقعة خلال الاسبوع المقبل لكن مدير ادارة مياة النيل المهندس حيدر يوسف اعتذر عن تقديمه لأية معلومات نزولاً عند توجيهات الوزارة.
ولاية الخرطوم شهدت عمليات صيانة وتحديث كبيرة للمجاري الاصطناعية والطبيعية المصرفة لمياه الامطار لتتجه الى النيل الذي فاض هذا العام قبل هطول الامطار, وهذا لايعني نهاية الخريف لذا يجب على الجميع التأهب لمجابهة الفيضان لأن فترة الفيضان على حسب رأي الخبراء تبداء فى منتصف اغسطس وذلك لايعني ان الفيضان لايمكن ان يحدث قبل هذا التاريخ فمشاهد النيل الابيض والنيل الازرق تدل على ان الخرطوم فى طريقها لتشهد فيضانا قد يعلوا على فيضانات الاعوام السابقة فى المعدل ذلك حسب رؤية الخبراء اما معظم الجهود القائمة لمجابهة خطر الفيضان زادها الرئيسي السكان, وتكتفي الجهات المختصة بمناشدة السكان المهددين باخلاء اماكنهم وارسال المساعدات لهم بعد حدوث الكارثة. وفى الاستعدادات للخريف تشيد حواجز لايمكنها الثبات لحظة واحدة امام الفيضان كما يرى المواطن عوض الله المعايش فى منزله بالفتيحاب مستشهدا بكوارث خريف الأعوام (1984 و88 و94و 96 ).
فريق الاحداث :الاحداث [/ALIGN]