زهير السراج

مع سبق الإصرار والترصد!!


[ALIGN=CENTER]مع سبق الإصرار والترصد!! [/ALIGN] * دمرت حكومة الانقاذ الريف السوداني تماما وأفرغته من قواه العاملة، فما كان موجودا من مشروعات (مثل الجزيرة والنيل الابيض والأزرق) تجاهلتها متعمدة حتى انهارت بالتدريج الى ان ماتت تماما، كما أن المشروعات (مثل مشروع مصفاة الجيلى) التي كان يمكن ان تساعد الريف على النهوض حيث الظروف مناسبة والحاجة ملحة، تعمدت الانقاذ أن تقيمها بالخرطوم!!
* بل إن مشروعا مثل سد مروي (تتباهى به الحكومة رغم سلبياته الكبيرة) جاء على حساب أهل المنطقة التى شيد بها، فقد أرغموا على النزوح الى الصحراء وحرموا نهائيا من نعمة الزراعة فى المناطق النيلية الخصبة التى غمرتها مياه السد، بالاضافة الى الظلم الكبير الذى حاق بهم من التعويضات الهزيلة مقابل اراضيهم الخصبة وثرواتهم الطبيعية، وفوق ذلك المعاملة الوحشية وقتل ثلاثة من المواطنين الذين خرجوا فى مظاهرة سلمية للتعبيرعن قضيتهم العادلة!!
* مشروع السد نفسه ليس سوى تخريب لمنطقة واسعة لم تخضع لعمليات تنقيب كافية كان يمكن ان تكشف عن ثروة اثرية وسياحية هائلة للسودان كما تشير كل الدلائل، وقد ضاعت الفرصة بسبب بحيرة السد، وهى جريمة كبرى كسابقتها السد العالى الذى لم يستفد منه السودان سوى مبلغ (15 مليون جنيه) دفعته الحكومة المصرية كتعويض واهدر على تشييد سقوف الإسبستوس التي اهلكت المواطنين بالسرطان في حلفا الجديدة، بينما ضاعت على السودان كنوز أثرية لا تقدر بمال الدنيا كلها بالإضافة الى الخسائر الأخرى، وهاهو التاريخ يعيد نفسه!!
* الأضرار البيئية الكبيرة المتوقعة كبيرة، ومنها مشاكل الإطماء وانتشار امراض فى المستقبل لم تكن معروفة بالمنطقة مثل البلهارسيا والملاريا. إلخ، وكان من الممكن تفادى هذه الأضرار وغيرها والحصول على نفس المنافع بتعلية خزان الرصيرص بدلا عن تشييد سد مروى!!
* ومن المضحك أن يوكل التشييد لهيئة تؤسس خصيصا وينتزع هذا الحق من صاحبة الاختصاص – وزارة الري – بل ويصدر قرار جمهوري يمنع مراجعة حسابات الهيئة بواسطة اجهزة الدولة المتخصصة ولا احد يعرف الحكمة من وراء ذلك!!
* ليس ذلك فقط.. بل شيد السد بقروض معظمها ربوية سيكون تسديدها عبئا كبيرا على الدولة، بدلا عن استخدام اموال البترول التي ضاعت هدرا، فلا بقى البترول في الارض لتستفيد منه الأجيال القادمة ولا استفدنا من ايراداته في شيء نافع!!
* تخريب متعمد تعرض له الريف السوداني بغرض تغيير التركيبة السكانية التى تلعب دورا اساسيا في تركيبة السلطة، بالاضافة الى الهرولة وراء تحقيق المكاسب الذاتية السريعة والسهلة على حساب الانجازات التي تبقى للمستقبل.. ولكن التاريخ لا ينسى ولا يرحم!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

2 مارس 2010