تحقيقات وتقارير
جدد التزامه بأبوجا ووقف النار :مناوي يشترط دوراً أميركياً للعودة إلى الخرطوم
واشتكى مناوي في اتصال هاتفي مع«الصحافة » عقب لقائه بالمبعوث الخاص للرئيس الأميركي في السودان ريتشارد وليامسون، بمسقط رأسه « مزبد» بولاية شمال دارفور ظهر امس ،من عدم حدوث اي تطور ايجابي في القضايا محل الخلاف مع الحكومة حتى الان ،واستبعد حضوره للخرطوم في المنظور القريب ما لم يحدث اختراق في تلك القضايا.
وشدد مناوي على اهمية ان تلعب واشنطن دوراً محورياً في تذليل العقبات التي تقف امام عودته الى الخرطوم،باعتبارها من كبار الضامنين لاتفاق سلام دارفور،بجانب اتخاذ الحكومة لخطوات جادة في تنفيذ اتفاق ابوجا واستقرار الامن وتحقيق السلام في الاقليم والحوار مع غير الموقعين.
من جانبه، وصف وليامسون عملية السلام والاستقرار بالاقليم بـ« المهم جدا » ، ومن اولويات حكومته ، بيد انه شدد على اهمية اتخاذ الوسائل السلمية لتحقيق ذلك. وشدد وليامسون على أن مناوي هو مسؤول كبير يحق له ان يمارس نشاطه من اي مكان.
من جهتها، طالبت اللجنة العليا لتنفيذ اتفاق سلام دارفور بتغيير مجمل آليات تنفيذ الاتفاق، وان تضطلع بعثة اليوناميد بدورها كاملا في حماية المدنيين وبسط الامن في الاقليم، حتى لا تتكرر تجربة الاتحاد الافريقي التي وصفتها « بالفاشلة » .
ودعت اللجنة برئاسة الدكتور محمد التيجاني الطيب التي التقت المبعوث الخاص وليامسون السبت الماضي بالخرطوم، بتفعيل دور مناوي سياسيا واقتصاديا حتى يضطلع بدوره باعتباره الرجل الرابع دستوريا، والاول في اقليم دارفور.
كما طالبت اللجنة بطرح مبادرة جامعة تشارك فيها كل الاطراف والقوى السياسية للحوار مع غير الموقعين والنأي عن الربط بين تنفيذ الاتفاق والنزاعات الاقليمية ، في اشارة الى النزاع السوداني التشادي.
وتناول اللقاء، العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تنفيذ الاتفاق، مشيرة الى ان خطوات تنفيذ الاتفاق توقفت منذ فترة ليست بالقصيرة، لافتة الى ضرورة دمج الاتفاق في الدستور وتنفيذ بند الترتيبات الامنية والخدمة المدنية والتعليم ومفوضية الايرادات، وتعهد وليامسون ببحث تلك القضايا مع المسؤولين والممسكين بملف دارفور في الحكومة ودفع العملية السلمية.
وفي سياق متصل، أعرب المبعوث الأمريكي عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بدارفور، وانتقد البطء في تنفيذ اتفاق ابوجا ، داعياً الأطراف إلى بذل المزيد لتطبيق الاتفاق على أرض الواقع .
ودعا وليامسون لدى لقائه مع النازحين بمعسكر أبوشوك، الى اعادتهم الى مناطقهم، وطالب النازحون وليامسون باستعجال نشر القوات وتسهيل ايصال المساعدات الإنسانية .
وقال الناطق باسم النازحين لـ «الصحافة»، إن وليامسون وجه أسئلة للنازحين للتعرف على أوضاعهم ،لجهة نقص الغذاء والمياه والكساء بجانب الدواء ، ودعا وليامسون في لقاء قصير مع والي ولاية شمال دارفور، القيادات السياسية الي المساهمة في احراز تقدم للأوضاع الأمنية والإنسانية واحلال السلام، وقال إن اتفاقية أبوجا تعتبر الإطار الأساسي لتبني خطوات السلام.
الى ذلك، استمع وليامسون بمقر البعثة المشتركة لليوناميد بالفاشر الى تنوير من نائب رئيس البعثة هنري انديهو حول عمل البعثة وموقف نشر القوات والتحديات التي تواجهها في اداء مهامها وفق التفويض.
واعرب انديهو ، عن تقدير البعثة للدعم الذي تقدمه واشنطن ،وقال انه «رغم ضيق الموارد والتحديات الجسام التي تواجه يوناميد فانها تعمل بكل طاقتها لانفاذ تفويضها واحراز تقدم في الاوضاع الامنية على الارض».
واشار نائب رئيس البعثة الى اهمية العملية السلمية للتوصل الى اتفاق سلام في دارفور،واكد التزام البعثة بتقديم الدعم الكامل للوسيط الجديد جبريل باسول،وقال ان البعثة ستقدم كل مافي وسعها لانجاح مهامه.
من جهته ،اعرب وليامسون عن قلق بلاده لبطء نشر القوات، وطالب البعثة ببذل ما في وسعها«للاسراع بنشر تلك القوات لرفع قدراتها لحماية المدنيين».
وجدد وليامسون استعداد بلاده للاستمرار في دعم البعثة.
ويستأنف وليامسون اليوم لقاءاته بعدد من المسؤولين بالدولة بعد ان انهى جولة امس الى أبيي والفاشر.
ويلتقي المبعوث بوزير الخارجية دينق ألور، ومساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع ، واعربت الحكومة عن أملها في طرح المبعوث الامريكي لأفكار ملموسة وبناءة لتوطيد العلاقات الثنائية ورفع العقوبات الأحادية عن السودان ، ورفع اسمه عن قائمة الارهاب، والإلتزام بعدم تعكير علاقات البلاد الخارجية، وتوقع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية علي الصادق خلال تصريحات صحافية ،أن تتركز المباحثات اليوم على قرار المحكمة الجنائية باعتباره تطوراً جديداً لم يتم النقاش حوله في الجولة السابقة.
مزبد: صبي كلو/نهى /السبكي :الصحافة[/ALIGN]