الطرثوت : قطع نزف الدم ومقوٍ وقابض وعلاج ضد احتباس الصفراء
ويقول ابو حنيفة “الطرثوت ينقض الارض تنقيضاً ولا يوجد احلى من سوقه ومنه نوعان حلو وهو الاحمر ومر وهو الابيض”.
تؤكل سيقانه نيئة واحياناً يشوى مثل الذرة واحياناً اخرى يطبخ مع الاقط فيكسبه اللون الزهري ونكهة خاصة. وكانت الطراثيث تجلب إلى المدن ولها سوقها الخاص بها ومازالت تباع في مواسمها في الجزيرة العربية.
وللطرثوت استخدامات كثيرة فهو يستعمل صبغاً احمر وكان البدو في السابق يجمعونه للتجارة من اجل استخلاص الصبغ الاحمر وتخلط هذه الصبغة مع بعض المأكولات. ويستخدم البدو هذه الصبغة في وسم مواشيهم. ويعرف رأس الطرثوت باسم “النكعة” ومن امثال العرب في وصف الرجل شديد الحمرة بقولهم “أحمر مثل النكعة” ويقال “ثوب نكع”. كما تصبغ الحلي بعصير النكعة فتأخذ اللون الاحمر. ويرد ذكر الطرثوت في المثل الشعبي في قولهم “مكتوب بطرثوث”.
يستخدم الطرثوت في منطقة نجد وفي المنطقة الشرقية، مادة مرة مشهية مثل الجمار، ويوقف الاسهال نظراً لقوته القابضة ولاحتوائه على مواد عفصية كما يساعد كثيراً على ايقاف نزف الدم. اما في منطقة الاحساء فيستعمل لعلاج الكبد حيث يؤكل طازجاً، أو مشوياً. كما يذر على الجروح والقروح فيساعد كثيراً على شفائها. وصبغته القرمزية تفيد في صباغة الاقمشة. وورد ان اللب المكسر مخلوطاً مع العسل يفيد في حالات قلة تكوين السائل المنوي.
ومن عمان يقول ابن هاشم في كتابه “فاكهة ابن السبيل”: الطرثوث يستعمل كعلاج للنزيف الذي يحصل أثناء الحمل وذلك بأن تؤخذ قشور الرمان والعفص ورب الطراثين باجزاء متساوية ويسحق ويعجن بماء الآس، ويتخذ منه قطعة صوف وتحتمله المرأة.ومن شمال افريقيا يقول بولس في الطرثوت “ان النبات بكامله منشط للجنس عند الرجل ومولد للحيوانات المنوية ومقو عام وقابض. مسحوق النبات الجاف مخلوطاً بالزبدة يستعمل كعلاج عند احتباس الصفراء، كما يضاف المسحوق كتابل للحوم اثناء اعدادها. ومن ليبيا يقول قطب في كتابه “النباتات الطبية في ليبيا” ان الطرثوت يستخدم كملين.
اما الدكتور جابر القحطاني من السعودية فيقول عندما سافر إلى الجبيل بالمنطقة الشرقية لجمع نباتات طبية للدراسة وجد منطقة ممتلئة بالطراثيث ذات رؤوس حمراء تبدو كأنها من الانس، واشتدت دهشته عندما حفر التراب عن احد هذه الطراثيت اذا به يجد يدا تشبه يد الانسان ملتصقة بالطرثوث من اسفله ولها كف واصابع مثل اصابع الانسان وعددها خمس ولليد ساعد مثل ساعد الانسان كما في الصورة فسبحان الخالق. ويقول الباحث ان هذه اليد مرتبطة بالطرثوث الاصل عن طريق جذر ممتد بعيداً حوالي 2متر وقد تتبع هذا الجذر فوجده احد جذور نبات الغضا. لقد اخضع الباحث الطرثوث الاصلي والطرثوت الموجود على شكل يد الانسان ونبات الغضا للبحث العلمي للتأكد من المحتوي الكيمائي للانواع الثلاثة فوجد ان لا علاقة بين المحتويات الكيمائية للطرثوث الاصلي واليد ونبات الغضا علماً بأنهما يعتمدان على جذور نبات الغضا وسوف تنشر نتائج البحث في المستقبل القريب باذن الله.
هو أحد النباتات السعودية المشهورة وهو نبات عشبي معمر بجذره الذي يستمر حيا تحت سطح الأرض حتى يأتي موسم الأمطار فيظهر ساقه على سطح الأرض. والطرثوث نبات متطفل على بعض النباتات المشهورة مثل الحمض والغضى والأرطة والرمث ونباتات الفصيلة الرمرامية والرطريطيه يظهر النبات فوق سطح الأرض عند التزهير ويحمل الشمراخ الزهري أزهار كثة شديدة الانضمام صغيرة الحجم ذكرية وثنائية الجنس.
قد يصل طول الشمراخ الزهري 30سم. وهي لحمية ممتلئة بالماء ذات جلد خارجي أحمر إلى قرمزي ومن الداخل أبيض إلى مصفر هش عصيري. يُشم من الجزء المزهر عند ذبوله رائحة اللحم المعفن أو الشراريب كريهة الرائحة. اللب الداخلية للنبات حلو الطعم إلى لاذع.
للطرثوث اسماء شعبية كثيرة منها طرثوث، مزرور، مرصوص، مرشوش، طرثوث النبي آدم، أبو شال، ثعرور، هالوك، النكعة، النكأة. الموطن الأصلي للطرثوث: المنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية والربع الخالي ينمو عادة في المناطق الرملية الخفيفة التي تحتوي على قدر متوسط من الأملاح.
الاستعمالات الشعبية الشائعة للطرثوث:تستعمل العصارة الحمراء القانية المستخلصة من النبات كصبغة حمراء للملابس. وكان نبات الطرثوث ينقل في يوم من الأيام على ظهور الحمير لبيعه في أسواق المنطقة الشرقية.
لقد ذكر الطرثوث ابن البيطار في الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية وكذلك شاهينه غضنفر في كتابها النباتات الطبية وكذلك الدكتور علي الغنيمي في كتابه “نباتات الامارات في تراث الطب الشعبي بأنه قاطع للنزيف وخاصة نزيف الأنف والارحام والمقعدة.
ويقول التركماني “694ه” في الطرثوث انه يقطع نزف الدم من المنخرين والأرحام والمقعدة وسائر البدن، ومن الطرثوث ماهو أبيض وهو مر وأحمر وهو حلو وأجوده الأبيض يقوي المفاصل المسترخية وينفع من استرخاء المعدة والكبد وإسهال الدم المعوي.
أما داود الانطاكي “1008ه” فيقول فيه انه يقطع الإسهال المزمن شربا والعرق ضمادا ويحلل الصلابات طلاءً ويمنع الأعياء وهو يضر الرئة ويصلحه السكر ويخشن الجلد ويصلحه بذر قطونا. يقول الخليفة وشركس “1984م” ان البدو يستعملون كل أجزاء النبات كعلاج في حالات الامساك. ومن عمان يقول بن هاشم 1984م في كتابه “فاكهة ابن السبيل: الطرثوث يستعمل كعلاج للنزف على الحمل وذلك بأن تؤخذ قشور الرمان والعفص ورب الطرثوث من كل واحد جزء … يدق ويعجن بماء الراسن ويتخذ منه في صوفه وتحتمل به المرأة فيوقف النزيف ومن ليبيا يقول قطب “1985” في كتابه “النباتات الطبية في ليبيا” ان نبات الطرثوث يستخدم كملين
ومن السعودية يقول عقيل ورفاقه “1987” ان نبات الطرثوث يخلط لبه المكسر مع العسل ويستعمل كمنشط. الاستعمالات والدراسات الحديثة: يستعمل الطرثوث في جزر الكناري كعلاج جيد ضد الدسنتاريا. يقول بولس 1985في الطرثوث انه مقوي عام وقابض ومسحوق النبات الجاف مخلوطاً بالزبدة يستعمل كعلاج ضد احتباس الصفراء. كما يضاف المسحوق كتابل للحوم اثناء إعدادها.
وهناك دراسات أجريت في كلية الطب البيطري بفرع جامعة الملك سعود بالقصيم حيث أثبتوا ان خلاصة الطرثوث أعطت نموا واضحا لخصية الفار غير البالغ وهذا زاد في حجم أنابيب انتاج الحيوانات المنوية وبالتالي زاد الحيوانات المنوية. وفي إيران قامت دراسة على ضغط الدم مستعملين خلاصة نبات الطرثوث وذلك على الكلاب حيث أعطت الخلاصة الطازجة للنبات تأثيرا متميزا لتخفيض ضغط الدم المرتفع بينما الخلاصة للنبات الجاف لم يكن لها تأثير على ضغط الدم ويدل ذلك على ان المركبات الكيميائية الفعالة في النبات الطازج تختفي في النبات الجاف. والطرثوث يؤكل نيئا أو مشويا وطعمه حلو يتلوه طعم لاذع في الحلق لكن إذا شوي اختفى هذا الطعم والطرثوث كان يستخدم كثيرا أيام المجاعات. وفي الوقت الحاضر يستخدم الطرثوث لدباغة الجلود ويعتبر مادة مهمة في الدباغة. تجمع الطراثيث أيام وفرتها ثم تقطع وتجفف وتباع في محلات العطارة لغرض دباغة الجلود ولأغراض علاجية أيضا. كما تستعمل علفا للحيوانات وخاصة عندما تكون طرية.
طعمه حلو.. يؤكل نيئاً أو مشوياً
الطرثوث يقطع نزف الدم ومقوٍ وقابض وعلاج ضد احتباس الصفراء