جعفر عباس
التونسي الدلوكة
ما علينا.. نرجع الى الرجل التونسي البالغ من العمر كذا وثلاثين سنة وتم اعتقاله لأنه ألقى بكيس في مكب القمامة.. الاعتقال كان في محافظة قابس جنوب العاصمة تونس، لأن بداخل الكيس ابن آدم.. نعم.. ابن آدم.. بشر.. كان نفر من الناس يمرون بذلك المكان المهجور ولاحظوا ان الكيس يتحرك واقتربوا منه وسمعوا أنينا وفتحوا الكيس ووجدوا بداخله سيدة.. اتضح في ما بعد ان تلك السيدة كانت… زوجة الرجل الذي تم اعتقاله؟ لا.. اخته التي ضبطها مع رجل غريب في وضع فاضح؟ كلا.. امرأة استولى على مالها وأراد التخلص منها لعلمه أنها ستموت اختناقا داخل كيس البلاستيك؟ نوووووو.. كانت أمه.. ماما.. يمه.. مامي.
سألوه: ولماذا ترمي بأمك في مقلب القمامة؟ قال: ضربتها حتى دخلت في غيبوبة وحسبتها ماتت وأردت التخلص من جثتها.. قالوا له: ليس هذا بيت القصيد نحن نسألك عن كيف هانت عليك أمك حتى ترمي بها حية أو ميتة في مقلب قمامة؟ دعك من أنك كنت تعتزم قتلها؟ كان رده: شتمت زوجتي .. ركزوا معي: أمه شتمت زوجته فأشبعها ضربا بغرض قتلها ثم رمى بها في مقلب قمامة مهجور.. لو كان كل واحد منا يقتل كل من يشتمه لكان عدد سكان كوكب الأرض اليوم نحو 123 نسمة فقط.
طبعا ليس من الصواب أن تشتم امرأة زوجة ابنها، ولكنه أمر وارد لأن الزوجة تشتم زوجها والعكس صحيح والأم تشتم عيالها والأب يلعن خاشهم.. في هذه القضية بالذات تتحمل الزوجة وزر التحريض على القتل.. والزوج / الابن كما هو واضح من النوع الذي نسميه في السودان “دلوكة” (طبل تنهال عليه الضربات ويتلاعب به من يمسك به كما يشاء).. والزوجة الزنانة الخبيثة وزوجها الدلوكة نماذج موجودة بكثرة في مجتمعاتنا، وخاصة بين العائلات التي تفتقر الى الحس الاجتماعي، وبالتالي لا تعرف الأصول المرعية والعرف ولا تقيم وزنا لصلة الأرحام.. الصنف الذي نسميه “قليل أصل”.
لننس أمر قتل الأم.. اعتقد أن شخصا يرفع صوته على أمه بالسباب ينبغي ان يتم إدخاله قسرا في مستشفى للأمراض العقلية.. ولكن الغريب في الأمر ان بعض النساء يعجبن بهذا النوع من الرجال لأنهن بالتأكيد أكثر اختلالا عقليا منه.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com