أمري مدينة سودانية ولدت من رحم سد
مشروع بناء سد مروي صاحبته مشاريع عملاقة أخرى شملت طرقا سريعة ومستشفيات وآبارا وجسورا ربطت مدن الولاية بالولايات المجاورة، أهمها ما عرف بمشروع التهجير والتوطين، إذ كان لا بد من إيجاد بديل للمهجرين من قراهم ومدنهم الغارقة.
سعت وحدة تنفيذ السدود التابعة لرئاسة الجمهورية السودانية إلى اختيار مواقع بديلة في عدة مناطق بالسودان ارتضاها المهجرون، بينها ما بات يعرف بأمري الجديدة، المؤلفة من أربع قرى نموذجية وفرت لها جميع الخدمات من كهرباء ومياه ووحدات طبية ومدارس ومشاريع زراعية وغيرها من الخدمات الإنسانية الأخرى.
نقلة
الجزيرة نت زارت أمري الجديدة كنموذج لهذه المدن البديلة لسكان المناطق المتأثرة بسد مروي، ومما يلفت نظر الزائر الاهتمام الكبير بهذه المنطقة وما حققه من نقلة اقتصادية لسكان كانوا يشكون ما يقولون إنه بتهميش الدولة لهم.
ويتحدث المهندس الصادق عثمان الصادق مدير مشروع أمري الجديدة عن 3400 أسرة تقطن هذه المنطقة الجديدة، كلها ملكت منازل مزودة بالمياه والكهرباء, ووفرت الدولة لكل أسرة من المهجرين منزلا تتوافق مساحته مع حجمها على ألا تقل مساحة أصغر منزل عن ستمائة متر مربع، مع منح كل أسرة عددا من الأفدنة للزراعة.
وقال الصادق إن الدولة توفر لكل أسرة البذور والأسمدة وآلات استصلاح الأراضي ومياه الري مجانا لعامين كاملين، وقد بدأت دائرة الإنتاج الزراعي منتصف حزيران/يونيو 2006، وبلغ إنتاج بعض المزارع طنين من القمح في الفدان الواحد.
اكتفاء ذاتي
وتمت زراعة الأعلاف الموسم الصيفي الأول فتحقّق اكتفاءٌ ذاتي منها ساهم في زيادة عدد المواشي في المنطقة التي حققت أيضا اكتفاء ذاتيا من الخضروات التي كانت تستوردها من مناطق بعيدة, مما أسهم في خفض تكاليف المعيشة.
ويقف في مقدمة المشروعات الخدمية بأمري الجديدة مستشفى كبير في القرية رقم ثلاثة, هو من أكبر المستشفيات الريفية, ليكون خادما للمدينة البديلة والبلدات المجاورة, بعد أن وفرت به تخصصات طبية مهمة كالجراحة والولادة.
كما شيد في المدينة مدارس بجميع مستوياتها لينخفض التسرب المدرسي التربوي في المنطقة بعد أن كان تباعد المسافات بين القرى والمدن سببا في عزوف الكثيرين عن التعليم.
طريق سريع
ويشق المدينة البديلة طريق سريع يلتقي مع الطريق الذي يربط سد مروي بالخرطوم ومدن السودان الأخرى.
ورغم ذلك يبقى حنين المهجرين إلى مساكنهم وقراهم القديمة قائما, وسيظل كما قال لنا كثير منهم, ما نبضت قلوبهم بالحياة.
وسد مروي من مشروعات كبرى يأمل السودان أن يوفر بها 1250 ميغاواتا من الكهرباء.
وتبلغ تكلفة إنشائه الكلية 1.9 مليار دولار يساهم فيها كل من حكومة السودان، والصين والصندوق العربي والصندوق السعودي وصندوق أبو ظبي والصندوق الكويتي وسلطنة عمان ودولة قطر.
ويتوقع أن يبدأ توليد الكهرباء منه نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل بصورة تدريجية إلى أن يصل لطاقة التوليد القصوى بعد أشهر من ذلك.
عبد الحكيم طه-أمري:الجزيرة نت [/ALIGN]