جعفر عباس

أيها الرجال الخناشير لا تنسوا الكوافير


[ALIGN=CENTER]أيها الرجال الخناشير لا تنسوا الكوافير [/ALIGN] من يشرع في الزواج في السودان، بحاجة الى دروس خصوصية لفهم تعقيدات طقوس الزواج، ذات المسميات العجيبة، وباستطاعة أي إنسان عاقل استيعاب شعائر الحج وترتيبها بعد محاضرة مدتها ساعة واحدة، ولكنني ظللت سودانيا طوال سنوات عمري وسمعت عن طقوس الزواج عندنا عشرات المرات، ولكنني وإلى يومنا هذا لا أعرف الكثير عن مراسيم الزواج السودانية خاصة بعد ان صارت خليطا من ممارسات محلية وممارسات مستوردة.. مثلا أمهاتنا لم يذهبن الى الكوافير يوم الزفاف، ولم يلتقطن صورا مع الآباء في تلك المناسبة، والكوشة في العامية السودانية هي مقلب القمامة ومع هذا صار العرسان يجلسون “عليها”.. والزفة كانت بأن يسير أهل العريس الى بيت العروس سيرا على الأقدام وهم يضربون الدفوف ويرددون أغان محلية واليوم صارت هناك فرق زفة محترفة: “إشي عجرمي وإشي هندي وإشي حبشي”.
في مصر وقفت شابة أمام محكمة الأسرة ومعها جوقة من المحامين مطالبة بخلع زوجها،.. حاضر يا بنتي.. إيه بالزبط سبب طلبك الطلاق؟ امتلأت عينا الزوجة بالدموع وعجزت عن الكلام، فما كان من أحد أعضاء هيئة المحكمة إلا أن قام بتطييب خاطرها: ما تخافيش يا بنتي.. القانون حينصفك .. جوزك ما يقدرش يضربك او يمسك ولو بكلمة طالما القضية وصلت المحكمة.. أهه.. قولي بالزبط غلط في حقك إزاي وإحنا نأخد لك حقك وبالزيادة كمان.. بدأت الزوجة تتكلم بصوت متهدج: هو ما ضربنيش ولا حاجة.. بس تتخيل أن اسم النبي حارسو ما جاش عشان ياخدني من الكوافير!!.. نعم؟ إزاي يعني؟ يمكن عريبته كانت بايظة او تأخر في الشغل!! شغل إيه يا حضرة القاضي.. دا انا بتكلم عن يوم جوازنا.. سابني ملطوعة في الكوافير وما جاش ياخدني بالعربية اللي فيها الترتر والزينات والفيونكات.. هنا قال القاضي في سره: إما أنا مخي تخين ومش فاهم حاجة أو الست دي مجنونة ومكانها السراية الصفراء.
عندما أحست طالبة الخلع ان القاضي تبكم ولا يفهم ما تقوله، شرعت تشرح: أصل إحنا اتجوزنا امبارح.. قاطعها القاضي: الجواز امبارح والطلاق قبل اقل من 24 ساعة؟ طب ليه؟ فهميني يا بنتي!.. وواصلت الكلام لـ”تُفهمَه”: مش الأصول برضو ان الراجل ياخد العروس من الكوافير؟ بس يا خسارة يظهر اني اخترت راجل ما يعرفش الأصول! قال القاضي: سامحيني يا بنتي بس برضو مش فاهم حاجة.. صرخت العروس الشابة: يا حضرة.. امبارح كان يوم زفافنا، وسي السيد ما جانيش بالعربية في الكوافير عشان ياخدني لصالة الفرح، وبالتالي الجوازة دي مش نافعة وملهاش مستقبل.. هنا تدخل “عقلاء” من أهلها وأبلغوا المحكمة إنهم يقترحون الطلاق على ان يقوم العريس بطلب يدها مجددا، وعقد قرانها عليه مع التعهد باحترام بنود مراسيم الزواج وأهمها أخذ الزوجة من الكوافير بعد أن يتم طلاؤها ونكش شعرها ليدخلا قاعة الحفل سويا على أنغام “إتمخطري يا حلوة يا زينة.. يا وردة يا مجنونة”.
للحكاية نهاية سعيدة: رفض الزوج/ العريس تلك الشروط، وطالب المحكمة بتلبية رغبة الزوجة في الخلع حتى يسترد كل ما أعطاه إياها من مال ومجوهرات.. (طلعت راجل من ضهر راجل يا مجدع.. وخلي الكوافير ينفعها).

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com