الطاهر ساتي
لغد ليس كما اليوم ..!!
** وكل ذي بصر وبصيرة يعلم بأن مذكرة أوكامبو ما هي إلا وميض نار تحت رماد أزمة البلد في دارفور، وليست أزمة دارفور كما تتراءى لبعض قصار النظر .. نعم هي وميض نار تحت رماد الأزمة ، من جاء بهذا الوميض ومن أين جاء ولماذا وأين هو الآن ..؟ .. أسئلة إجاباتها مهمة ، ولكنها ليست هي الأهم – للناس والبلد – الآن ، ولاضرر ولاضرار في تأجيل زمان طرح تلك الأسئلة وغيرها التي تطارد الفاعل في دهاليز المجتمع الدولي وطرق المجتمع الإقليمي وأزقة القوى الوطنية المعارضة .. والفاعل الذي فعل أزمة البلد في دارفور – كما يتراءى للحكومة – تارة يبدو مخططا دوليا ، إسرائيل وأمريكا وفرنسا وغيرها ، وتارة يبدومخططا إقليميا ، تشاد وإحدى جاراتها ، وتارة يبدو الفاعل معارضا وطنيا ، المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية والحزب الشيوعي و.. و.. وكل من لم يبصم بالعشرة..هكذا للفاعل ألف وجه في ( مرآة الحكومة ).. !!
** ومنذ أن وطأت أقدام الأزمة أرض دارفور – قبل نصف عقد إلا قليلا – والي يوم أن وطأت مذكرة أوكامبو أرض البلد ، الحكومة تخصص كل أزمنتها لمطاردة وجوه الفاعلين التي تراءت لها في مرآتها ، وتنسى أو تتناسى أن إطفاء وميض نار الأزمة يجب أن يحظى ببعض الزمن قبل أن يكون له ضراما يحرق أخضر البلاد قبل يابسها .. كيف نطفئ الوميض ، وبأى الآليات ، ومتى ..؟.. أسئلة يقبع في إجاباتها الجهد السياسي المرتجى لإطفاء الوميض عاجلا ، ومع ذلك هى أبعد الأسئلة عن سوح الطرح حاليا .. ويا لهذه السوح التى تضج بنوع من التهريج السياسي والاعلامى الذي يساعد مذكرة أوكامبو في تقديم البلد عاجلا الي حيث ( الفوضى الخلاقة ) .. ليت نافذا يخصص نصف ميزانية الدولة ثمنا لصمت المهرجين ، لنحافظ – بصمتهم – على النصف الآخر .. أقترح هذا متأملا في مقال لكاتب ينصح الحكومة بنفض يدها من الأمم المتحدة ونيفاشا وأبوجا، وطرد السفراء واليونميد وغيرها من النصائح التي لولا الحياء لقدمتها إسرائيل أيضا لتحقيق حلمها ..( إنهيار دولة أفروعربية ) …!!
** المهم .. نعود الي ما بدأنا به .. وننصح من يهمهم أمر البلد والناس بأن يسلكوا الطرق التي تؤدي إلي إطفاء وميض نار أزمة أوكامبو .. بسلك طرق سياسية تمر بمائدة حوار مع الحركات المسلحة، تفرض سلاما سودانيا شاملا في دارفور عبر مبادرة تشارك فيها القوى السياسية الحاكمة والمعارضة ، ويكون فيها المؤتمر الوطني جزءا من الكل و ليس ( كل الكل ) .. وطرق قانونية تمر بتقارير لجنة مولانا دفع الله وتفرض العدالة ، والإعتراف بأن هناك ضحايا حرب في دارفور – مهما قل عددهم أو كثر – يعنى أن هناك متهمين ومدانين ، لماذا لم يحاكموا بالأمس؟ سؤال التوقف عنده لايفيد الحاضر كثيرا ، ولكن لماذا لايحاكمون اليوم قد يكون سؤالا مفيدا لبعض المستقبل .. هذا ما لم يكن قدر البلد أن يفاجأ بحال المستقبل أيضا ، كما فاجأه حال الحاضر …!!
إليكم – الصحافة -الاثنين 11/8/ 2008م،العدد5441
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]