زهير السراج

أقوى مما كان العدو يتصور

[ALIGN=CENTER]أقوى مما كان العدو يتصور!! [/ALIGN] * اليوم بإذن الله تخرج (سارة) معززة مكرمة من السجن الذي قضت فيه خمسة ايام مع طفلها الرضيع بدون وجه حق وهى بكامل قوتها ومعنوياتها المرتفعة وشجاعتها، وقد دخلته لا لتحمى حقها فقط ولكن حق كل إمرأة سودانية عزيزة وكريمة وحرة وقوية يعتقد من يظلمها أنها أضعف من أن تصمد دقيقة واحدة أمام الظلم، ولكنها صمدت خمسة أيام كاملة لم تلن فيها لحظة واحدة بل كانت أشجع من أسد هزبر في مملكته وبين رعيته، كما كانت على استعداد لتقضى العمر كله في السجن أو تضحي بحياتها من أجل قضيتها العادلة ووقوفا ضد الظلم والتسلط والقهر.. وقد أراد الله الكريم أن تحقق مقصدها، فله الحمد والشكر.
* لقد وضح بجلاء أن المرأة السودانية لا تزال كما كان العهد بها في مقدمة الركب لمقاومة شتى انواع الظلم والقهر، لا تخاف ولا تلين ولا تتقهقر، وقد زادها الظلم قوة والقهر شراسة والظلامية إصرارا على المقاومة وتحقيق الانتصار!!
* إذا كان ماضينا بمختلف عهوده وحقبه ذاخرا بالنساء العظيمات مثل شينكر خيتو وأماني شيخو وأماني تيري، وبت المكاوي ومندي بت السلطان عجبنا ومهيرة بت عبود ورابحة الكنانية، وغيرهن فإن حاضرنا ذاخر بالملايين منهن المجهولات والمعروفات.. مثل المرحومة سارة الفاضل وحاجة كاشف وفاطمة احمد إبراهيم وسعاد إبراهيم احمد وسارة نقد الله ولبنى احمد حسين وناهد محمد الحسن وسارة محمد علي جبارة والدة الطفل محمد التي فضلت السجن على الحرية والراحة من أجل الحق والعزة والكرامة، وغيرهن من الالاف اللائي ذهبن ضحية الغدر وهن يقاومن القهر والاغتصاب في دارفور، والالاف في الخرطوم اللائي يتعرضن كل يوم لظلم لقانون النظام العام الفاسد وظلم (العدو) الذي أصدره ليقهر به المجتمع السودانى وإذلال نسائه!!
* غير أنه فوجئ بأن المرأة صارت أقوى وأشرس واكرم (مما كان العدو يتصور)، واكبر دليل على ذلك أن إمرأة واحدة فقط هى (لبنى) جعلت فرائصه ترتعد أمام سمع ونظر كل العالم فلم يجرؤ على تطبيق قانونه المعيب عليها ولجأ الى تسوية يدارى بها خوفه وفضيحته، كما أن المجتمع صار أكثر جرأة وإصرارا على ممارسة حياته الشخصية وأكثر حرصا على كرامة نسائه بدون خوف أو وجل من العدو الظالم وقوانينه البغيضة، وما هى إلا فترة قصيرة كما تشير كل الدلائل حتى ينتهي هذا العهد الأسود الذى أصاب بلادنا بالخراب والدمار وجلب لها السمعة السيئة، وهاهي رئيسة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات تصرح بانها صدمت بالتصريحات التي تهدد بقطع ايادى المراقبين وطردهم من البلاد التي اشتهرت باكرام الضيف وحسن ضيافته والعناية به، وانها حزينة لذلك!!
* تحياتى لـ(سارة) وهى تضحي بحريتها وراحتها الشخصية من أجل كرامة وحرية انسان بلادى، ولكل إمرأة في بلادي وهى تقف في وجه الظلم والقهر وقوانين القهر وقوى الظلام التي لا تعرف العيش إلا في الظلام.. والتحية لكل عصفور يغرد من أجل الحرية فى بلادي!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

8 أبريل 2010