رفضوا ورقة حل «مسألة أبيي» لأنها خرجت من «بيتي»
الترابي قدم افادات مهمة في حديث «اللحظة التاريخية» حول الوضع الراهن في السودان الى مجموعة من الصحفيين على هامش مشاركته في المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة حول دارفور المنعقد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، وفيما يلي تفاصيله: ربيع الثورات
قال الدكتور الترابي ان السودان بلد لا مركزي وهش تحفظ وحدته أسس قبلية، وليس هنالك دستور دائم منذ استقلاله، وفيه مظالم ومطالب في كل أقاليمه وغياب الحريات، وهنالك نزاعات ومسلحة وقوة طاردة طوائف وأحزاب شرقا غربا ، والسودانيون يحتاجون لحرية حقيقية وانتخابات وانتقال سلمي للسلطة، وحاليا لا توجد حريات ولا قضاء مستقل،ولا فصل بين السلطات يتحدثون عن الحرية الصحافة والتعبير وفي الواقع تواجه التعطيل وتكميم الأفواه،والحرية الصحفية أن تكتب ما تشاء،وتصدر صحيفتك دون ترخيص،وحرية التعبير أن تقول ما تشاء وما تؤمن به،وان تكون لك حرية التنظيم وحرية التجمع والسير في الشارع دون قيود أو اعتقالات، ومن يتضرر عليه اللجوء الى القانون ولكنهم يتحدثون عن استقلال القضاء وهو ليس كذلك وهذا الحديث لا يسنده الواقع ، كنت وراء فكرة المحكمة الدستورية لتفصل بين سلطات المركز والأقاليم،ولكنها باتت فكرة بلا مضمون ولا استقلالية،وهذه كلها من أسباب التوجه نحو التغيير،فالثورات العربية وشعارها»الشعب يريد اسقاط النظام» فجرها الشباب ولم تفجرها الأحزاب،والثورات عندنا كانت مركزية وصفوية ، وتخرج من جامعة الخرطوم، كما حدث في أكتوبر وابريل،والسودان لن يسلم مما يجري في المنطقة العربية،فالسودان بلد متباين الأقاليم والأقوام،لم يقم على اطار سليم منذ الاستقلال،بك ظل يقوم على حكومة واحدة بل»فرد» واحد،ولا يمكن حكمه الا بالحريات وبسطها على كل الناس للتحرر من العصبية، ويمكن أن يحدث تغيير، ليس على غرار ما حدث في المنطقة، فلابد من عوامل جديدة و»منظومة» و»قيادة» للانتقال من نظام لاخر ، وحتى لا تحدث فوضى،الأزمة الاقتصادية ستكون خانقة بعد 9 يوليو بفقدان عائدات النفط المنتج من الجنوب، وضنك العيش ،ونحن لا نستيأس من التغيير لكن لا بد أن نتحسب لـ»المخاطر»،ولابد من عوامل جديدة،لان ثروات وقدرات السودان معطلة،حتى يكون التغيير قوميا، والوضع الراهن ان النظام لا يدرك مخاطر سياساته التي مزقت البلاد، وانفصال الجنوب على الأبواب ولا نريد أن يتجه النموذج شرقا وغربا،وأهل الحكم يتلاومون،فحتى»المشروع» سيرته ضالة،والضعف بادي،والقوى السياسية ليست لها قواعد بل باتت اتجاهات وليس هناك «مد» من القواعد،فبعض القوى»تراضي» وتلاطف» ، ولذا فان أي تغيير نتوقع أن تكون له تكاليف في مواجهة الجبروت، والقلق من الانزلاق الى فوضى لان السودان بحاجة الى «انتقال منظم» للسلطة . وقطع الترابي بان التغيير القادم ، خلافا لأكتوبر وأبريل سيكون صعبا وعاما ، وأضاف « اذا لم نتدبر الأمر فالسودان سيكون مهددا بمشاكل كثيرة وانه من الصعب التنبؤ بالثورات لأنها تتداعى «وتقوم فجأة» والشعب يخرج وأن الخطوة تحتاج لمنظومة متكاملة للانتقال من نظام الى آخر،وأضاف أن التغيير بات قضية عامة وتهم القوى السياسية كما أنها قضية شعب وبلد» وان التغيير لن يكون في الخرطوم وحدها بل سيقوم السودان كله.
الجنوب وأبييوقال الترابي ، ان انفصال الجنوب بات واقعا،حيث وقعت القطيعة، ولا زال يحدونا الأمل في الحفاظ على «البلد الكبير»، وان كان الأمر «امساك بمعروف أو تسريح باحسان، ولكن سنفقد جزءا منه، وهذا الأمر سيكون له تداعياته، ونعول على التعايش السلمي، وألا تكون الحدود سبب قطيعة ،خاصة أن هناك حراك مصالح لملايين من البشر وتربطهم مصالح ومصاهرة، ولا نريد أن يحدث ذلك «شرقا» و»غربا» أما أزمة «أبيي» فقد ردتنا الى القوى الدولية، والجنوب اشرف أن يكون دولة والمسألة أصبحت اشد»عسرة» ولم يقتصر الخلاف على المداولات فوقعت بعض الأطراف في خطايا، استفزت «السلطة»وهي جنحت الى «القوة» والحل موجود بين أيدينا في «برتوكول أبيي» وقرار محكمة لاهاي التي لجأنا اليها، وسبق أن تم اعداد»ورقة» لحل المسألة قبل التداعيات الأخيرة،وذهب بها نفر كريم وقادة الى أهل السلطة ، ولهنا رفضت بعد أن علموا بأنها خرجت من»بيتي» ، وكنت فردا من بين أولئك النفر الكريم، ولو أنهم درسوا لكان الحل بين أيديهم، وهو حل يسير يجعل التعايش بين أهلها مستداما وهم من يحددون مستقبلها،ونريدها منطقة تمازج تربط شمالا وجنوبا وتكون نموذجا للتعايش السلمي، وهناك ملايين من البشر يتحركون على حدود طويلة .
أزمة دارفورويؤكد الترابي ، ان السلطة لم تعتبر مما حدث في الجنوب في معالجتها لأزمة دارفور والقوة ليست مجدية، والكره لا يجمع بل يفرق،وتأزمت بسبب سياسة فرق تسد، فان تفرق أهلها فان الجنوبيين كانوا يدا واحدة،وفي دارفور قوتان مقاتلتان حركة تحرير السودان والعدل والمساواة وهناك حركة التحرير والعدالة حضورا في المفاوضات،والحل ينبغي أن يكون جذريا لأسباب النزاع، ومعالجة المظالم والاستجابة الى المطالب،ورد الحقوق لأهلها،ولن يجدي الحل الجزئي،والتجارب ماثلة أمامنا،لابد من بسط الحريات،ومعالجة أوجه القصور، ولا مركزية الحكم،ودارفور قوة تمثل ربع سكان السودان،وبها قوى بشرية منتجة وقوام قواتنا المسلحة على مر التاريخ،وعرفت السلطة ، واذا صلحت دارفور صلح السودان، ولذا لابد من حل شامل لسلام دائم ينهي الأزمة الانسانية ويحفظ الحقوق ويرفع المظالم ويستجيب للمطالب. [/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة