عبد اللطيف البوني

سيوبردكان السودان


[ALIGN=CENTER]سيوبردكان السودان [/ALIGN] نحن في السودان نهوى أوطانا، والثانية إن رحلنا بعيد نطرا خلاّنا (رحم الله احمد المصطفى بركات)، أمّا الثالثة فإننا نعشق كرة القدم لدرجة الهوس، وتأسيساً على هذا أصبحنا مهتمين بحركة تسجيلات اللاعبين و الأموال ذات الأرقام الفلكية للمحترفين الأجانب؛ فالمليارات التي دُفعت لوارغو وكلتشي وسادومبا كانت حديث المجالس، حتى مئات الملايين للعيبة المحليين وجدت حظّها من التداول. ماكنا نظن أنّ ذات المليارات يمكن أن تظهر في دنيا الانتخابات، إثنين مليار هنا، وفي رواية أربعة وثمانية هناك، وفي رواية ستة عشر. الفرق بين مليارات الكرة ومليارات الانتخابات أنّ الأولى تُدفع في رابعة النهار وبعقد تشهده كل وسائط الإعلام وفي (روتانا )؛ ويُفصِّل العقد تفصيلاً دقيقاً مُقدّم كذا وبشيك كذا، والمرتب كذا والحافز كذا، وبعد العام الأول كذا والثاني كذا، وحق اللاعب كذا، وحق النادي كذا، وحق وكيل اللاعب كذا. أمّا مليارات الانتخابات فهي مجهولة المصدر، ومجهولة المستلم. ويكتنف المبلغ الحقيقي شيء من الغموض فأغلب الظنِّ أنّ الوسيطين من جهة الدافع ومن جهة المدفوع له (بيمخلوا ليهم ملخة) أي (يكمشوا ليهم كمشة) أي ( يسحب ليهو جوال جوالين ويسلم الباقي)؛ ما الحكاية كلّها سفح ولفح لافيها أرانيك ولا إيصالات أمانة ولاتوقيعات استلام. للذي تقدم نجد أنّ الشعب السوداني الفضل يحب الكرة (موت)، ويكره السياسة كراهية العمى لأنها تقوم على التزوير الخداع، واللف والدوران، وأُكلوا توركم وأدّوا زولكم؛ بينما الرياضة تقوم على الوضوح والشفافية، فالمباراة في كرة القدم يشاهدها الملايين من خلال الشاشات، وكل المجريات تتم بوضوح. وعندما يصفِّر الحكم يكون المشاهد في اللعوتة لمباراة وبرشلونة والريال مدركاً للنتيجة مثله مثل الحكم تماماً. فالكرة واضحة حتى في صفقاتها المليارية، أمّا السياسة فـ(أعوذ بالله)، تحيّة خاصّة للشبونة. من الأعماق تعظيم سلام للحزب الشيوعي السوداني لأنه عندما عُرضت عليه مائة مليون من (الجماعة) رفضها في إباء وشمم (كدا التربية ولابلاش)؛ رفضها لأنه لايحب الجولات(الشولات) ولا الخم… رفضها وهو في حاجة لأيّ مليم لأنّ كل منابع رزقه قد جُفِّفت؛ حتى عضويته انتاشتها الأقدار والمنظمات الدولية . كم كان عمّنا صادقاً عندما رأى نقد في التلفزيون ووصفه بأنه رجل صالح(من أهل الله). كيف لايكون صالحاً وهو لم يأكل زكاة فقير، ولم يأخذ من الجماعة ولا(شوال واحد)؟. أقول ليكم حاجة! نحن محتاجين لتعريف جديد للصلاح لنميِّز بين عباد الله الصالحين والطالحين. محمد إبراهيم نقد من الصالحين، ووارغو برضو من الصالحين لأنه أخذ حقّه عياناً بياناً، وإن كان قد فشل في إحراز الأهداف المطلوبة منه. البيع في الدنيا لم ينته ولن ينتهي؛ فطالما أنّ هناك إنساناً تجاوز مرحلة التجارة البكما لابدّ من البيع؛ والبيع يكون للسلع وللخدمات أمّا بيع المواقف فهذا هو الذي يستحق التوقُّف، فهو ضدّ المبادئ، وضدّ المُثل، وضدّ القيم؛ ولكن برضو يمكن أن يكون مبلوعاً إذا كان بيعاً من أجل الوطن حتى ولو كان للشيطان وأمريكا. ولكن العيب كل العيب عندما يكون البيع من أجل المصلحة الخاصّة ،عندما يكون من أجل سلطة زائلة، عندما يكون من أجل تغذية حساب في سويسرا. أيها الناس! يبدو لي أنّنا نشاهد الآن وطننا يُباع على عينك ياتاجر وفي مزاد مُغلق؛ ولاحول ولاقوّة إلاَّ بالله.

صحيفة التيار – حاطب ليل – 23/4/2010
aalbony@yahoo.com