جعفر عباس

نقد فني قد لا يخلو من التجني

[ALIGN=CENTER]نقد فني قد لا يخلو من التجني [/ALIGN] لا أزعم أنني أفهم في الفنون التشكيلية، ولكنني بالتأكيد أتذوقها وأغبط (وربما أحسد) ذوي المواهب الذين يمسكون بالقلم والريشة ويتلاعبون بهما بسهولة لتشكيل اللوحات، وبكل بجاحة ووقاحة أقول رأيي في الشخص الذي يقال إنه أشهر وأخطر رسام في القرن العشرين ألا وهو بابلو بيكاسو.. في تقديري أنه أشهر وأكبر مستهبل!! معظم لوحاته تشبه شعبان عبد الرحيم، من حيث تعدد الألوان وكثرة الهلاهيل والكشاكيش والشواكيش، ويبدو أنه كان يعاني من عقدة لأنه كان يتعمد رسم الناس كـ “مشَوّهين”، هذا عينه اليمنى تحت أنفه وذاك بفتحة أنف واحدة.. وترى في لوحة ما شجرة، ولكن الكلام المكتوب تحتها يقول إنها لامرأة عارية!! وأنا لست عبيطا بحيث أعجز عن التمييز بين شجرة وامرأة!! وسمعت وقرأت كثيرا كيف أن أشهر لوحاته والتي تحمل اسم “غرونيكا” تجسد بشاعة الحرب الأهلية في إسبانيا ورأيت اللوحة عشرات المرات ووجدتها “بشعة” كعمل فني، وإذا كنت تعتقد ان ذوقي تالف، فسأزيدك من الشعر بيتا: الرسام الإيطالي الأشهر ليوناردو دافنشي هو بالتأكيد فنان من فصيلة نادرة ولكن لوحته الموناليزا التي كتبت فيها مئات المؤلفات تدل على ان حسه الجمالي كان مختلا، فتلك المرأة التي رسمها كانت قطعا تعاني من ارتفاع الكولسترول والسكري بسبب الإفراط في أكل المكرونة وهي عموما “صبة” لا أجد فيها أثرا لأنوثة تجعلها مالئة دنيا الفنون وشاغلة النقاد الفنيين، بل اعتقد ان شعبان عبد الرحيم اكثر منها وسامة (بس لو أحسن اختيار ملابسه).
وهناك الرسم التجريدي، وكنت أحسب إلى حين من الدهر أنه حيلة العاجز قليل الموهبة، ولكن شغفي بالفنون عموما جعلني أتوقف عند بعض اللوحات التجريبية وأدرك أنها ليست مجرد شخابيط ولخابيط وخرابيط، بل أعمال مدروسة وفيها عمق يستوجب التأمل، ومن الفن التجريدي تعلمت تذوق الهارموني والانسجام والاتساق بين الألوان وأن وراء كل ذلك فكرة متكاملة،.. خذ في الاعتبار انني أصلا ضعيف الثقافة اللونية بسبب معاناتي من نوع غريب من عمى الألوان، فلا أعرف منها يقينا سوى الأزرق ومشتقاته ثم تستعيد عيني قواها العقلية بين الحين والآخر فأرى ألوانا أخرى مميزة وإن كنت لا أعرف مسمياتها (أموت واعرف لماذا هناك لون اسمه “أوف وايت”.. وترجمته حرفيا تعني أنه أبيض متمرد على البياض.. طيب أين كان هذا اللون؟ ولماذا لم يظهر فجأة هو والتركواز والفوشيه إلا في السنوات الأخيرة؟).
كتبت على مدى اليومين الفائتين عن شخصيات نبغت في سن مبكرة وأثبتت عبقريتها بالنجاح في ميادين أقل ما يقال عنها إنها “صعبة”، وأحدثكم اليوم عن فنانة تشكيلة فلتة سمحت لها أشهر صالة عرض في ملبورن باستراليا بعرض لوحاتها فيها.. اسمها إيليتا أندريه، ورأى مدير الصالة مارك جميسون عينات من رسمها وقام بلا تردد بطبع المطويات واللوحات الإعلانية للمعرض، ثم طلب عقد جلسة مع الرسامة إيليتا، وهنا كانت المفاجأة: اكتشف جميسون أن عمرها 22 شهرا.. أكرر “شهرا” أي لم تكمل العامين، ولم يصدق في بادئ الأمر أنها رسمت تلك اللوحات فكلفها بعمل لوحات إضافية في مرسم الصالة وفوجئ بهذه المعفوصة تمزج الألوان وتستخدم الفرشاة مباشرة من دون تحديد الخطوط بالقلم.. وهكذا خطفت إيليتا السفروتة الأضواء من دافنشي وبيكاسو وشعبولا وموتورولا.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com