جعفر عباس

سنة حلوة يا بابا “بالجملة”

[ALIGN=CENTER]سنة حلوة يا بابا “بالجملة”[/ALIGN] قبل أيام قليلة احتفل النيجيري بيلو ماسابا بعيد ميلاده الـ86، وحضر الحفل نحو 350 شخصا، جميعهم أقاربه من الدرجة الأولى، من بينهم 138 هم أبناؤه وبناته،.. ليس بالتبني بل حلالا وبعرق جبينه،.. أنجبهم من 86 زوجة ما زلن جميعا على ذمته، وكان بقية المدعوين أحفاده، ولكونه مسلما فقد قضت محكمة شرعية في العام الماضي بتطليقه لـ82 منهن ولما رفض ذلك حكموا عليه بالإعدام، وهاجت الدنيا وماجت وتم إلغاء حكم الإعدام، والغريب في الأمر ان زوجاته كتبن عريضة مشتركة تطالب بعدم معاقبته ويعربن عن سعادتهن بالبقاء ”جميعا” في عصمته.
صار حاج بيلو مزارا للصحفيين والاطباء الغربيين الذين يسألونه عن نوع طعامه ومختلف تفاصيل حياته اليومية باعتبار انه رجل فحل وفلتة، وفي تقديري إنه ليس فحلا وليس فلتة بل “فالت”.. تعالوا نناقش الأمر بالهداوة والمنطق: بيلو تزوج لأول مرة وعمره عشرون سنة، يعني رصيده اليوم من سنوات الخدمة الزوجية 66 سنة، فإذا أنجب فقط 138 ولدا وبنتا خلال تلك السنوات من 86 زوجة فإن متوسط انتاج ايٍ من زوجاته طفل و”نصف”.. وعندك بالمقابل شخص مثل أبي الجعافر أنجب خلال 11 سنة من الزواج 4 أطفال ومن زوجة واحدة فقط لا غير.. بذمتكم من هو الفحل؟ أبوالجعافر أم بيلو؟ وأعرف كثيرين يفوقونني فحولة وانجبوا من الزوجة الواحدة ستة في غضون عشر سنوات وليس من بينهم توائم.
بيلو مسابا ليس فحلا، بل حقيقة الأمر هي انه من عائلة غنية لديها نشاط في قطاع النفط وصناعة السكر.. يعني سر جاذبتيه هي فلوسه، ولهذا قبلت 86 امرأة بالبقاء في عصمته رغم أن كل واحدة منهن لا يأتيها الدور لنيل حقوقها الشرعية زوجة إلا مرة كل شهرين (على افتراض أنه يعدل بينهن ولا يصاب بمرض ولا فتور طوال السنة).. يطوف بيلو بشركات ومصانع العائلة وكلما رأى فتاة جميلة خفق قلبه وضمها الى زريبة الحريم بعقد زواج شرعي (والفلوس تشرعن ما ليس شرعيا في بلدان كثيرة).
كتبت من قبل عن رجل إفريقي آخر غير مسلم قارب التسعين من العمر ومتزوج من نحو تسعين امرأة ثم قرر تطليق 18 منهن في يوم واحد، وبرر ذلك بأنه يشك في خيانتهن له.. ماذا تتوقع يا بلدياتي؟ تترك عشرات النساء اليافعات مركونات بالشهور ثم تريد منهن أن يبقين وفيات ومخلصات.. ثم كيف يتعرف شخص ما كصاحبنا هذا على وجوه زوجاته التسعين او الثمانين.. دعك من عياله الذين يقارب عددهم الـ200؟ أليس من الوارد ان يعجب شخص يتزوج بالعشرات بالجملة بفتاة حسناء ويغازلها ثم يطلبها للزواج فتصرخ فيه: عيب أنا بنتك.
الزواج بالجملة منتشر جدا في إفريقيا ولعل السر في ذلك انه ليس للحموات دور في حياة العائلة، فبمجرد انتقال الفتاة الى بيت الزوج لا يصبح من حق أبيها أو أمها التدخل في أمورها وتفاصيل حياتها مع زوجها، لأن عقوبة مثل ذلك التدخل فادحة.. فإذا تقرر ان الزوجة غير صالحة ولابد ان تعود الى أهلها فعلى الأهل ان يردوا مهرها كاملا مع الفوائد الربوية: يعني تزوجت بواحدة ودفعت مهرا لها سبع بقرات ومعزتين وتيسا، وبعد خمس سنوات من الزواج عادت البنت الى اهلها من دون رغبة في الزوج!! في هذه الحالة على أهلها رد البقرات السبع والمعزتين والتيس زائدا ثلاثة عجول وسخلتين (أي ما انجبته البهائم بعد سداد المهر).

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com