جعفر عباس

اخلعيه وقلبي معك

[ALIGN=CENTER]اخلعيه وقلبي معك [/ALIGN] قبل ايام قليلة، نشرت صحيفة الأخبار المصرية، تقريرا عن أداء القضاء المصري معززا بالإحصاءات، وكان من عجيب ما فيه أن محكمة الأسرة بمدينة نصر والنزهة تقضي بالخلع لصالح 60 امرأة شهريا، ومن بين القضايا التي أوردت الصحيفة بعض تفاصيلها ما يتعلق بمهندسة قالت في دعواها إنها قدمت المال بسخاء لزوجها كي يدخل مجال العمل الحر، بل وساهمت معه بالجهد الشخصي في العمل، ولما أحس صاحبنا بالنعنعشة المالية تفرغ لشؤون العمل وأهمل أمر الزوجة فكان ان تقدمت بدعوى الخلع، مما يعني أنه ومن شدة “قرفها” من مسلك الزوج أبدت استعدادها ليس فقط التنازل عن حقوقها لديه بل رد القليل الذي قدمه لها عند الزواج.
أما قضية الخلع التي توقفت عندها طويلا، فكانت مقدمة من سيدة في الستين تطلب فراق زوجها البالغ من العمر 65 سنة، بعد اقتران دام 38 سنة، أسفر عن ثلاثة أبناء جميعهم تزوجوا واستقلوا بحياتهم،.. وحسب دعواها فإنها وجدت نفسها وحيدة بين جدران البيت بعد زواج أبنائها، لأن الزوج بات يقضي معظم ساعات الليل والنهار خارج البيت.. حاول القاضي ثنيها عن قرارها بكلام من نوع: دي عشرة عمر يا ست هانم.. فات الكتير وبقى القليل،.. ولكن الست هانم تمسكت بمطلبها: حتى وعمري ستون سنة فأنا امرأة، وقبل ان أكون امرأة فإنني بنت آدم وحواء، ولن أقبل لنفسي ان اظل حبيسة بيت ينفر منه من كان شريك حياتي طوال 38 سنة.. وعلى فكرة يا حضرة القاضي أنا جايبة معاي المهر اللي دفعهولي كاش لأني في حالة المطالبة بالخلع مطالبة برد المهر.. وقدمت للقاضي قيمة المهر عدا ونقدا وليس شيكا او كمبيالة!! سلمت القاضي المهر حسبما هو مكتوب في عقد الزواج وكان قدره 25 قرشا أي ربع جنيه مصري (تبقى فضيحة لو خلعتني زوجتي لأن المهر الذي قدمته لها يساوي بأسعار صرف العملة حاليا واحد على عشرة من الدولار.. تخيل – لا قدر الله – ونحن الآن نعيش في دولة قطر ان تقدم للقاضي نصف ريال قطري ثم تقول لي: خلي الباقي عشانك).
نعم تلك السيدة أم 60 سنة بنت آدم وحواء وامرأة، ومن حقها ان تنعم بصحبة طيبة، ومن حقها أن تتألم لأن من ظلت زوجة له طوال 38 سنة “اعتبر” أن دوره في حياتها انتهى لأن العيال كبرت وكل واحد راح لحاله، وتفرغ لتسلية نفسه في المقاهي وبيوت الأقارب والأصدقاء.. اخلعيه يا ستي وروحي لأهلك وحبايبك ويمكن تلاقي واحد يستاهلك وتستاهليه!! عيب ان تبتسم ايها القارئ ابتسامة سخرية واستخفاف.. ابن آدم لا يفقد عواطفه وحاجته للحب والحنان لأن عمره 70 او 83 سنة.. ومن يعرف “الأصول” رجلا كان أو امرأة، يعرف ان الانسان وكلما تقدم في السن كان أحوج للأنيس والرفقة الطيبة.. كون العيال كبرت لا يعني أن العواطف بين الأبوين تصاب بالشيخوخة، ولا يعطي أي طرف في العلاقة الزوجية التصرف وكأن الزواج الذي نجم عنه العيال الذين كبروا كان حكما بالسجن انتهى بخروج العيال الى بيوتهم الخاصة.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com