سياسية

البشير في زيارة بدون فتوى !!

صبيحة الأحد التاسع والعشرين من مارس في العام 2009، تسرب مع صباحات الخرطوم الهادئة نبأ سفر المشير البشير الى الدوحة تلبية لدعوة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر للمشاركة في أعمال القمة العربية الواحدة والعشرين بالدوحة، وكان وقتها صدر قرار المحكمة الجنائية الدولية ولم يكن قد جف مداده بعد أن أصدرت قراراً بتوقيف البشير، تبدل حينها هدوء الخرطوم الى قلق وتوتر بعد التأكد من مغادرة طائرة الرئيس الى الدوحة في ظل مخاوف من اختطاف أو اعتراض من إسرائيل الموجودة بكثافة في سماوات وبحار المنطقة، وسبق ذلك توترات أفضت الى إصدار هيئة علماء السودان فتوى فحواها عدم جواز سفر الرئيس الى الخارج في ظل الظروف السائدة حينها .
استقبال رسمي جرى للبشير في قطر، واستقبال رسمي وشعبي في الخرطوم بعد عودته من الدوحة وقبلها تحدى البشير قرار الجنائية بثلاث رحلات إقليمية الى أسمرا والقاهرة وسرت، وصفها المتابعون بقلة الخطورة مقارنة برحلة -الدوحة-
خبير سابق في – الطيران العسكري- قال لـ «الرأي العام» إن هناك طائرات مقاتلة متخصصة في عمليات الاختطاف الجوي والاعتراض، ولها ثلاث مهمات يقوم بها طيارون ذوو كفاءة عالية تتمثل في ضرب الطائرة أو اعتراضها وإجبارها على الهبوط ومهمة ثالثة تتعلق بتوفير الحماية لطائرة يهمهم أمرها لتوفير تغطية لها للقيام بمهمة محددة أو إيصالها لمنطقة معينة إمعاناً في سلامتها، ويتم التوفيق في هذه الحالات بتدوين إحداثيات الطائرة المستهدفة من حيث تحديد سرعتها وارتفاعها وتحديد -نقطة صفر- معينة في زمان ومكان محددين لاعتراضها.
رحلة البشير الاحدث التي بدأها بزيارة الى طهران للمشاركة في مؤتمر متعلق بالإرهاب ومنها الى (بكين) عبر أجواء تركمانستان التي اعتذرت للطائرة من عبور أجوائها ورجح متابعون تعرضها لضغوط غربية لمنع طائرة الرئيس من العبور الى الصين مصدر مأذون أشار الى أن إصرار الصين على زيارة البشير وإتمامها مضافة اليها سمات شخصية للبشير جعلت من الرحلة التي يشبهها الكثيرون بـ (المغامرة) أشبه بالعادية رغم أنها رحلة تمتد لساعات طويلة وتمر بأجواء -غير صديقة- ما يجعل تأمينها من الصعوبة بمكان ويحتاج لإمكانيات مهولة. وكشف المصدر أن طريق العودة ربما يكون أسهل من رحلة الذهاب الى الصين. فهناك عدد من المسارات الدولية يمكن العبور خلالها تقلصت بعد استبعاد تركمانستان التي لم تمنح طائرة الرئيس إذن العبور عبر أجوائها وهو الطريق الأقرب الى بكين، ولكنه لم يعد خياراً. وأضاف أن الترتيبات الأمنية للعودة مضبوطة تماماً.
هدأت النفوس في صدور المترقبين لوصول الرئيس الى الصين بعد تسرب الشائعات عن إختفاء الطائرة عن الرادار.. هدأت بعد ان نقلت الفضائيات وصول البشير الى الصين كخبر عاجل.
الراي العام