جعفر عباس

باي باي بعد سنتين؟

[ALIGN=CENTER]باي باي بعد سنتين؟ [/ALIGN] وصلتني رسائل عديدة عبر البريد الالكتروني بعضها يبلغني بأن هناك أدلة قطعية على ان نهاية الكون ستكون في أواخر عام 2012، وبعضها يسألني ما إذا كان ذلك صحيحا، وفي بداية الأمر كنت أرد على تلك الرسائل بصيغتين، الأولى: “من هو الذي تلقى البلاغ السماوي بحلول يوم القيامة بعد عامين وأشهر؟”، والثانية: أنا لم أدّع الألوهية ولا اعتزم ادعاءها!! الغريب في الأمر ان حكاية نهاية الكون في أواخر عام 2012 يؤمن بها الملايين في الدول الغربية، ونشأت هناك طوائف تدعو الناس الى الاستعداد ليوم الحساب، والأغرب من كل ذلك أن هذا الاعتقاد ناشئ في معظمه عن تكهنات متوارثة من حضارة المايا القديمة وخطرفات المستهبل الأكبر نوستراديموس.
ولو كان في كهنة المايا خير لما اندثرت حضارة المايا ولم يبق منها إلا حطام مبان وأهرامات، أما نوستراديموس فقد كان ولا يزال يتمتع بثقة الملايين في الغرب والشرق، لأنه كان دجالا ذكيا وصاغ تكهناته في قوالب تجعلها قابلة لمختلف التأويلات من شاكلة: عمرك طويل،.. أجلك قصير.. أو “سيظهر في العام الثاني من بعد العاشر، من عدة سنوات تعقب الموج الهادر شخص شاطر، وذو سيف باتر من نسل العناتر، يضع نهاية لكل ما هو عابر، إلخ”، فيتبارى “الخبراء” للتحليل والتأويل فيقول الفلكي البقدونسي إن الموج الهادر هو التسونامي وسليل العناتر هو سي. دي. أبو الجعافر، ولكن الأب إيديوت دونكي زعيم طائفة هبنقة يقول إن الشخص المقصود هو باراك أوباما، وسيقود العالم الى كارثة نووية ووصول شخص أسود الى سدة الرئاسة في أمريكا من علامات الساعة.
ووجدت تلك الشطحات ضالتها في تكهنات علمية دقيقة صادرة عن وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء بحدوث عاصفة شمسية لsolar flare عارمة في أواخر عام 2012، وهو أمر مألوف مع بدء كل دورة جديدة للنشاط المغناطيسي للشمس، وتندفع تلك الشواظ بسرعة 3 ملايين كيلومتر في الساعة نحو الأرض.. وإذا وصلت الأرض ستقضي على الأخضر واليابس، ولكن هناك غلاف مغناطيسي متعدد الطبقات يصد الشواظ الشمسية، وهناك شلالات غازية أخرى تحمي كوكب الأرض من مخاطر الانبعاثات المدمرة من مجموعة الأجرام السماوية.
على كل حال إذا لم يكن كلام وكالة ناسا مقنعا، وما زلت تصر على ان نهاية الكون ستكون في غضون سنتين وكذا شهر، “لن نختلف”: عليك ان تعيش الفترة المقبلة لدنياك كأنك تموت غدا، وتنازل لي عن عرض الدنيا .. يعني ما قيمة ما عندك من نقود وعقارات طالما انت مقتنع بأن كهنة المايا و”الشيخ” نوستراديموس على حق، وإن ما تقوله ناسا يؤكد – ولا ينفي – تلك التكهنات،.. لن تنفعك سيارات اللامبورغيني او الفيراري او الإنفينيتي، ولا ملايينك او ملاليمك التي في البنوك.. يعني لو مدخراتك النقدية في حدود مائتي دولار أو ثلاثة ملايين ريال تصدق بها لي، لأنني سأظل أعيش لدنياي كأنني أعيش أبدا وأعاهدك على أن أوظف تلك الأموال بمنطق العيش للآخرة وكأنني أموت غدا.. بصراحة سأحتفظ لنفسي بسيارة فارهة وأخصص المال السائل لمساعدة الطلاب الفقراء بابتعاثهم الى خارج الوطن العربي وبعيدا عن القطب الشمالي الذي سيشهد ظاهرة الشفق الشمسي في أواخر عام .2012

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com