زهير السراج
استقالة دكتور الطيب
السيد: رئيس المجلس القومي للدواء و السموم
بروفيسور: حسن أبو عائشة
المحترم
بواسطة: السيد رئيس لجنة الأدوية البشرية
بروفيسور: كمال الدين الطيب
المحترم
السلام عليكم و رحمة الله، وبعد
أسال الله سبحانه وتعالى أن تكون مخاطبتي لكم هذه خالصة لوجهه الكريم فقد ترددت كثيراً قبل أن أعزم وأخطو نحوكم ولكن أصبح صدري ضيقاً حرجاً بسبب مما أرى فى لجنة الأدوية البشرية بالمجلس وبصورة تراكمية وعلى مدى زمن ممتد حتى وصلت مرحلة القشة التى قصمت ظهر البعير، وما هذا التردد إلا لعلمي أننا فى فترة زمنية لا تقبل ولا تتحمل الخلاف وأن كل أمرٍ سيِؤوَل بما يحتمل وما لا يحتمل ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
شيخنا العزيز كان تكليفكم لنا إبان فترة تقاذفت فيها سفينة الدواء في السودان الفتن والأهواء ولهذا كان القبول تكتنفه الرهبة ويحدوه الأمل ممزوجاً بالفرح أن أتيحت لنا فرصة عسى أن نصلح ما فسد وأن نهيئ بيئة مواتية لإصلاح ذات البين بين إخوان لنا فرقتهم الدنيا وفتنها، ونحمد الله أن نجحنا فى بعض ذلك مما أدى للإشادة بهذه اللجنة ومهنيتها فى أداء ما أوكل إليها.
شيخنا العزيز لا يوجد عمل بشري يتسم بالكمال وقد يتم التجاوز عن اللمم ولكن لا مناص عن الوقوف عندما يصل الأمر إلى حافة الكبائر ولنبدأ بما قصم ظهر البعير:
أولاً: بح الصوت منذ حوالي ستة أشهر بطلب تقرير عن دخول رسمي لأدوية للبلد بمواصفات مغايرة لتلك التي سجلت بموجبها، ولم تتم الاستجابة إلا بعد إلحاح شديد يصل درجة الحرج وكأنما هو أمر شخصي لنكتشف أن الأمانة قد عالجت الأمر بصورة خاطئة مبتدءاً وخبراً ولا تمت للمؤسسية بسبب وفيها تغول بين على تفويض المجلس للجنة الأدوية البشرية واختصاصاتها ورغم ذلك أقفل باب النقاش فى هذا الشأن الخطير الذي لو ترك هكذا لفتح الباب لفساد كبير وشر مستطير.
البقية صفحة (3) .
بقية مناظير (نص استقالة الدكتور الطيب محمد الطيب من المجلس القومى للأدوية والسموم)
ثانياً: أصدرت هذه اللجنة منذ أمد بعيد قراراً بضرورة تفعيل تفتيش المصانع الأجنبية وتكون البداية بتلك التي لم تفتش أصلاً على أن يبدأ هذا في 15 ديسمبر 2009 كما أصدرت قراراً آخر يلزم المصانع السودانية بضرورة الالتزام بقواعد التصنيع الجيدة السارية طبقاً لمواصفات هيئة الصحة العالمية وحددت موعداً لذلك 31 ديسمبر 2009 والذي يومئ تلقائياً لتسجيل أدوية المصانع المعنية, وللأسف تم تغيير الموعدين دون الرجوع للجنة مما يظهرها فى هيئة المتعنت المضيق على الناس ويظهر الأمانة بمظهر المتفهم والمراعٍٍ لظروف المعنيين مع التغول البين على تفويض اللجنة واختصاصها وتحجيم مجال عملها.
كان ما سبق هو السبب الأساسي في هذه المخاطبة ولكن سبق ذلك أمران لابد من ذكرهما وهما:
أولاً: كان تفويض هذه اللجنة يشمل تفتيش المصانع الأجنبية وقد رأى المجلس أن يسحب هذا البند من اللجنة وله فى ذلك ما يريد، ولكن أن تقيم الأمانة ورشة عمل للتفتيش وتجلب لها خبراء من خارج السودان وتصرف عليها من مال دافع الضرائب وتجلسنا ونحن شيباً نخطو وئيداً نحو خريفنا فى هذه الورشة لنمنح الشهادات المطلوبة، ولكن ما أن انفض السامر حتى قيل أن ما تم لا قيمة له بناءً على تشكيل اللجنة الجديدة و تفويضها والذي كان يُخطط له في زمن مواز ٍ للورشة المعنية لذا لا أدري أخي الوزير هل هذا تلاعب بالمال العام أم استهتار بأقدار الناس و عبثٌ بأحلام الرجال؟.
ثانياً: بعد استقالة الأخ رئيس اللجنة السابق أدى الاحتجاج على تعيين أخٍ كريم من خارج اللجنة رئيساً لها إلى جلوسكم معنا لانتخاب أحد الأعضاء رئيساً لها لنفاجأ بنتيجة هي مستحيلة منطقاً بانتخاب من خارج اللجنة وباستحالة رياضية طبقاً لعدد الأصوات، ورغم احتجاجي فقد سكت لأن الأمر تم تصويره وكأنه ضد بروفيسير كمال الدين الطيب فى شخصه وهو رجل أكن له عظيم الاحترام وعالم مشهود له بالإضافة إلى سماحته التي تجعل النفوس تألفه وتأنس إليه، وبلا جدل أن من كان عميداً لصيدلة الخرطوم يصبح عبثاً غير مقبول التحدث عن رئاسته لمثل هذه اللجنة؛ ولكن كان الأمر يختص بالقواعد والأصول مما وافقتنا عليه، وأخيراً كان سكوتي خوفاً من أخذ الأمر على أنه طموح شخصي للمحتج و نحن نعلم أن تلك الدار الآخرة يجعلها الحق عز وجل للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً وأن العاقبة للمتقين وأنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
لكل ما سبق شيخنا العزيز صار مناخ العمل غير مواتٍ لمساهمتي في لجنة الأدوية البشرية، وعليه أرجو قبول اعتذاري عن الاستمرار في عضويتها، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، مع خالص ودي وتقديري.
الطيب محمد الطيب قمرالدين
صورة إلى:
* رئيس وأعضاء لجنة الأدوية البشرية
تعقيب:
غدا بإذن الله الكريم أعقب على رسالة واستقالة الدكتور الطيب.. انتظروني!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
12مايو 2010