جعفر عباس

كلام حول نهاية العام – 5

[ALIGN=CENTER]كلام حول نهاية العام – 5[/ALIGN] العام المقصود هو العام الدراسي، والكلام الذي لابد منه في مثل هذه الأيام من كل عام يتعلق بالامتحانات، وعلى مدى اربع مقالات حاولت تأكيد ان كل الامتحانات مصيرية.. نعم أحيانا قد تنصفك الامتحانات، فقد تجتهد وتستعد لها ولكن تأتي “النتائج” مخيبة لآمالك، يحدث ذلك لأن الامتحانات – وبالتأكيد أيضا – قد لا تنصف المجتهدين، لأنها وسيلة بها الكثير من الثغرات ولكن البشرية لم تتوصل بعد الى وسيلة أفضل لقياس الأداء الأكاديمي.. وسأظل أردد ما حييت إن النجاح الأكاديمي مفتاح ينبغي حمله والمحافظة عليه لأن هناك أبواباً ذات أقفال معقدة تنتظرك في كل منعطف بعد دخول الحياة العملية، فمن يعتاد على النجاح لا يقبل لنفسه الفشل والهزيمة في معارك الحياة، والحياة في مرحلة ما بعد المدرسة قد تكون سلسلة من المعارك تبدأ بالتنافس مع الآلاف والملايين للحصول على وظيفة ثم التنافس المستمر لنيل علاوة او ترقية او الفوز بقلب شخص ليكون شريك الحياة، إلخ.
وأعتقد ان اكثر من 50% من عوامل نجاح او فشل الطالب يتحكم فيها ولي الأمر، فقد يكون ولي الأمر (الأبوان أو أحدهما أو الأشقاء، إلخ) من النوع الذي يوفر للطالب المناخ المناسب للاستذكار، ويقدمان له التشجيع المعنوي، وقد يكون من النوع اللامبالي الذي ما ان يجلس الطالب للمذاكرة حتى يشتت ذهنه بتكليفات مثل: هات كوب ماء.. اتصل بعمك مصطفى وقل له إنني ستأخر عليه قليلا.. اذهب الى خالتك زينب وستعطيك نقودا لتوصلها الى خالتك زيتونة.. روح الدكان وهات لنا بيضا وبعض الشاي والسكر.. وأسوأ من كل هذا أن يكون الطالب يجلس للمذاكرة ويحس بأنه مقيم في قطاع غزة: بوووم .. طاخ.. آآآخ.. فوضى عارمة وصراخ متواصل يشارك فيه الكبار والصغار.. فطومة وحمودي يدخلان في معارك شد الشعر وتبادل الهجمات بالمخدات، فيتعالى العويل وطلبات الاستنجاد بقوات التدخل السريع لفض الاشتباك.. وفجأة يصرخ الأب: هدف صحيح يا حكم يا حمار.. الله يلعن أبو اللي علمك التحكيم يا لئيم.. تعال يا ولد بسرعة، ارمي الكتاب وتعال شوف الإعادة.. هل هناك حالة تسلل؟ في مناخ كهذا يصعب التأكد من أن 1 + 1 ما تزال تساوي .2
وهناك أولياء الأمور الذين تسألهم عن حال عيالهم في المدارس والجامعات فيكون الرد: أحمد في ثالث ابتدائي.. لا أظن في صف خامس.. لا استغفر الله أظن أحمد في أول إعدادي وهدى في رابع او خامس ابتدائي!! عيال هذا الصنف من أولياء الأمور لا تكون فرص نجاحهم او استمرارهم في الدراسة كبيرة، لأنه “صنف” لا يبالي بمستوى تحصيل العيال الاكاديمي ويعتبر المدرسة حضانة تبعد العيال عن البيت لعدة أشهر على مدى سنوات طويلة متصلة.. نعم فكثيرا من يسمع عيالنا في بيوتهم خلال الإجازات كلاما من نوع: متى تفتح المدارس ونرتاح من دوشتكم؟ ومن يقولون مثل هذا الكلام السخيف لا يهمه في كثير او قليل ان تجلس البنت او الولد للمذاكرة (خاصة إذا كان في البيت أكثر من واحد في المدرسة)، بل يعتبرون وجودها/ وجوده خارج البيت من متطلبات “راحة البال””.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com