عبد اللطيف البوني

جنسية(2)


[ALIGN=CENTER]جنسية(2) [/ALIGN] (1)تصوَّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني؟ كنت سأكون باحثاً عما أعدته مراكز الإنتاج الإعلامي من مسلسلات لرمضان القادم (أكان الله حيانا) ؛ كنت سوف أتساءل ماذا ستقدِّم القاهرة هذا العام وماذا ستقدِّم دمشق؟ كنت سأبحث عن اسم المسلسل الذي سوف يقوم ببطولته يحيى الفخراني ومع عدد من الممثلات؟ كنت سأبحث عن نور الشريف وآثار الحكيم؛ كنت سأ(طقس) أسماء القنوات التي سوف تظهر فيها المسلسلات الأغلى سعراً. كنت سوف أبحث عن رواية الكاتب السعودي عبده خال (ترمي بشرر) التي فازت بجائزة البوكر هذا العام. كنت سوف أهتم أكثر بالأدب السعودي المظلوم من القراء والنقاد العرب، فالسعودية عندهم هي دولة الحرمين والنفط والعيشة الرغدة. ما كنت سوف أهتم بتمرد الفريق أثور في جونقلي وانقلابه الجيفاري على قيادة الحركة الشعبية واتهام الحركة للوطني بدعمه؛ ما كنت سأهتم بتوغل حركة خليل في كردفان وكيفية استقبالها للوالي الجديد زاكي الدين واتهام الوطني للحركة الشعبية بمساندة خليل رداً على مساعدته لأثور؛ ما كنت سأهتم بالمماحكة والمحامرة بين الشريكين السابقين والقادمين للحكم؛ ما كنت سأهتم بعد أن ينفصل الجنوب إلى أين ستدور الساقية؟ وكيف سيكون الجنوب وهو دولة مستقلة وكيف ستكون دولة الشمال؟ وخريطة السودان الجديدة التي سوف تصبح مثل باب الحمَّام. (2 ) تصوَّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني؟ كنت سأكون متابعاً للدوريات الأوربية، كنت سوف أشجع مانشستر يونايتد ضد الآرسنال الذي كان يشجعه أسامة بن لادن، وكنت سوف أقف وقفة قوية مع برشلونة ضد ريال مدريد لأنني لا أحب الجنرال فرانكو؛ كنت سأحسب الأيام في انتظار مباراة إنتر ميلان وبايرن ميونخ في نهائي الدوري الأروبي في الثالث والعشرين من مايو الجاري، كنت سوف أتابع الدوريات العربية وكيفية حسم الأهلي القاهري المبكر للدوري المصري. كنت سوف أتابع قرعة دوري الأبطال في المنافسة الأفريقية التي لمصر فيها فريقان بعد أن كانت غائبة منها العام الماضي، وكان للسودان فيها فريقان؛ كنت سوف أقاطع الكونفدرالية الأفريقة؛ لأن فيها جماعة العرضة جنوب والعرضة شمال. ما كنت سوف أتابع تشكيل الحكومة الاتحادية التي سوف تكون مثل سابقاتها(الخالق الناطق). أمّا الحكومات الولائية فسوف تكون هي الأخرى خمراً قديماً في قناني جديدة كما يقول الإنجليز؛ ويكفي حكومة الجزيرة التي أعلنت والتي تصدق عليها حالة أبوزيد “الذي لم يغزُ ولم يشوف الغزو”. كنت سأكون مجلياً لصراع الفَيَلَة القادم حول عملية الاستفتاء وكيف أنّ الحركة الشعبية سوف تُعلن الاستقلال من داخل برلمان الجنوب؛ ولن تتنظر مفوضية استفتاء ولاتسجيل للاستفتاء ولا اقتراع لا في الشمال ولا في الجنوب؛ وسيكون سكوت غرايشن أول المعترفين بالدولة الجديدة؛ وسوف يطلب من أصدقائه الجُدد في المؤتمر الوطني أن يحذوا حذوه وأن الخرطوم سوف تعلن عدم اعترافها؛ ولكن (تِحت تِحت) سوف تخضع للأمر الواقع. (3) تصوَّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني؟ كنت سأكون سودانياً بدرجة (قف تأمَّل).

صحيفة التيار – حاطب ليل -18/5/2010
aalbony@yahoo.com