عبد اللطيف البوني

يامسافر وناسي هواك


[ALIGN=CENTER]يامسافر وناسي هواك [/ALIGN] في يوم الجمعة الأول من أمس، وفي احتفالية سياسية مَهيبة جوار مقبرة الراحل الدكتور جون قرنق أدَّى الفريق سلفاكير ميارديت القسم كرئيس منتخب انتخاباً مباشراً لجنوب السودان. ولعلّ هذه أول مرة في تاريخ الجنوب يُحكم بواسطة شعبه وعبر انتخابات حرة مباشرة بغض النظر عن رأينا في الانتخابات (مضروبة كانت أم عديلة). ولعلّ هذا التنصيب هو واحد من ثلاثة (تنصيبات) أو إن شئت الدقة فقُلْ هو المدخل لتنصيبين قادمين أولهما سوف يحدث بعد أيام قليلة، وهو تنصيب القائد سلفا نائباً أولاً لرئيس الجهمورية على حسب مقتضيات الدستور الانتقالي الذي سوف يحكم السودان إلى يوم الاستفتاء، وبعد الاستفتاء إذا اختار الجنوبيون الانفصال- عفواً أقصد الاستقلال- فسوف يؤدي القائد سلفا القسم كأول رئيس انتقالي لجمهورية السودان الجنوبية (وللا ياربي حايكون اسمها شنو ؟)، وبهذا يكون قسم يوم الجمعة (المحضور) والذي يليه في القصرالجمهوري ماهما إلاَّ مقدمة للقسم الكبير وهو رئاسة الدولة الوليدة، ثم تقام انتخابات في هذه الجمهورية بعد عامين ليخرج الرئيس سلفاكير من الوضع الانتقالي إلى الوضع المستدام. كنت أود أن أقول (فال الله ولا فالي) لكن للأسف كل الدلائل تشير إلى أن السيناريو المرسوم أعلاه هو الذي سوف يتم تنفيذه وقد لانحتاج إلى جهد كبير لإثبات ذلك؛ ففي يوم الخميس أي قبل تنصيب القائد سلفا رئيساً للجنوب كان البرلمان الجنوبي قد عقد اجتماعه الأول فاختار البرلمان بالإجماع جيمس واني إيقا رئيساً له وقد صاحب ذلك احتفائية ضخمة وكان هتاف النواب عالياً (إيقا ،، إيقا ،، إيقا)، ومن مجمل الكلمات التي أُلقيت في المناسبة يتضح جلياً أن الشغلانة أكبر من افتتاح برلمان إقليمي إنما برلمان منوط به شيء أكبر من ذلك، ومشكور السيد باقان أموم الذي أوضح الأمر عندما صرَّح لوسائل الإعلام بعد أداء القائد سلفا للقسم كرئيس للجنوب قائلاً إنه إذا حدث أي تلكؤ في مسألة الاستفتاء فإنّ برلمان الجنوب قادر على إعلان الاستقلال !!! السيد الرئيس سلفا في كلمته الجامعة والتي فصَّل فيها برنامجه لحكم الجنوب تفصيلاً دقيقاً إعطى الحديث عن الوحدة حوالي دقيقة عندما قال إنهم يقدِّرون جهود قيادات المؤتمر الوطني من أجل الوحدة وسوف يقفون معهم فيما تبقى من وقت لتحقيق الأمر ولكن هذا أقرب إلى اللعب في الزمن الضائع، فالوقت ليس كافياً ليُغيِّر الجنوبيون قناعاتهم. فالواضح جداً أن سيادته تبرّأ من الدعوة للوحدة وأوكل أمرها للمؤتمر الوطني علماً بأن الذي سوف يُصوِّت للوحدة من عدمها هو مواطن الجنوب الذي صوَّت لسيادته في الانتخابات بنسبة تفوق التسعين في المائة!!! إذن ياجماعة الخير النخبة الحاكمة في الجنوب قد قالت كلمتها وهي الآن مدعومة بمؤسسات منتخبة، برلمان جنوبي قومي، وبرلمانات ولائية، ورئيس منتخب، فالكلام عن الاستقلال اليوم يختلف عن الكلام عنه قبل قيام المؤسسات؛ فالاستفتاء أصبح تحصيل حاصل بعد أن قال الحكام كلمتهم، فإذا تم الاستفتاء سيكون بشروط الحكام ومزاجهم والنتيجة التي يريدونها، وإذا حدثت (لولوة) فالمؤسسات المنتخبة جاهزة. هذا يذكرنا بأُهزوجة صديقنا حمدتو(أكان كرهبا قطع جن تير في) أي إن قطعت الكهرباء فالمولد موجود، ويكمل حمدتو (الحفلة حفلتنا والعروسة عروستنا،، فنان أبكّر عجلاتي وشيال أنا ذاتي،، والروقة ياحليلها). فعلاً الروقة ياحليلها أها تاني نقول شنو؟

صحيفة التيار – حاطب ليل- 23/5/2010
aalbony@yahoo.com