جعفر عباس
ملكة جمال حزب الله!!!
لا أعرف ماذا نفعل كي يثق بنا الغرب: منذ سنوات وهم يعيبون على نسائنا أنهن يرتدين ملابس “كثيرة” تغطي أجسادهن بالكامل، وجاءت ريما وقفت أمام هيئة التحكيم مرتدية مايوه عبارة عن “دوبارة” أي خيط رفيع وصدرية (سوتيان) زي قلته.. يعني ما كانت ترتديه من ملابس لخوض الجولة الأخيرة من مسابقة ملكة جمال أمريكا لم يكن يزيد على ربع متر موزعا على منطقتين غير منزوعتي السلاح.. ولو رآها أي شخص من جنوب لبنان حتى لو كان من أعداء حزب الله بتلك الهيئة لطخها بقذيفة صاروخية.. ولكن طالما أنها شيعية فهي إرهابية! ولكن هل ريما فعلا شيعية؟ الإجابة هي “لا”، حتى لو كانت تقول صراحة إنها شيعية! فأنت لا تصبح شيعيا او سنيا بـ “الميلاد” بل بالالتزام والممارسة.
لست هنا في معرض استنكار خوض فتاة مسلمة لمسابقة تتطلب عرض المفاتن وأسلحة الإغواء الشامل، بل لاستنكار غباء اليمين الأمريكي الذي صار همه الأكبر والأوحد العثور على أدلة تعزز اعتقادهم بأن المسلمين قوم لا يرجى منهم خير.. كتبت ديبي شلاسيل وهي من غلاة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة في مدونتها على الانترنت قائلة إن ريما حصان طروادة استخدمه حزب الله لتحسين سمعته في الغرب.. ولا تدري المسكينة أنه لو كان حزب الله يريد التكسب من أثداء النساء لأخرج من حارة واحدة حسناوات لا يقبلن بريما فقيه حتى وصيفة لهن.. ولا تدري أن خاطر كل شيعي مكسور لأن واحدة محسوبة عليهم فازت بلقب أجوف، وهو فوز يأتي بالخروج على كل تعاليمهم.. وشلاسيل هي التي اطلقت على ريما لقب “ملكة جمال حزب الله” الذي اتخذت منه عنوانا لمقالي هذا.. أما دانيال بايبس مستشار رودي غولياني عمدة نيويورك السابق الذي حاول الترشح لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري مقابل باراك أوباما، فقد كتب مقالا يقول فيه: الحكاية فيها “إن”!! لأن فوز مسلمة بلقب ملكة الجمال أمر مريب!! الآن عرفت لماذا خسر غولياني معركة الانتخابات رغم أن الأمريكان يعتبرونه بطلا قوميا بسبب وقفته الصلبة في مواجهة عقابيل أحداث 11 سبتمبر 2001 (غزوة منهاتن بلغة تنظيم القاعدة)!! استعان غولياني بمستشار غبي اسمه دانيال بايس وهو من النوع الذي ينتزع الهزيمة من فكي النصر.
بايس الخايس هذا يحسب أن نساءنا من دون المستوى؟ ليت بعض عرب أمريكا يدله على فترينات اللحم الأبيض المتوسط العربية (الفضائيات) ليستنتج أن صدام حسين قام بتوزيع أسلحة الدمار الشامل على عدد من المدن العربية خارج العراق، وصارت تلك الأسلحة تستهدف العرب (وليس الغرب) عبر الفضائيات.. وهذه دعوة مفتوحة لواشنطن لضرب الفضائيات العربية بالصواريخ لتعويض خيبتهم في العراق حيث لم يجدوا الأسلحة التي اتخذوها ذريعة لغزوه.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com