زهير السراج

اسمعونا مرة


[ALIGN=CENTER]اسمعونا مرة [/ALIGN] * الامنيات الطيبة والاحاديث التي تدور حول الوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب مجرد تبديد للوقت الضيق الذى تبقى على الاستفتاء، ومن الافضل استثماره بافضل ما يمكن للاتفاق على انفصال جاذب أو أي شكل من أشكال التعاون بدون الوقوع في شراك المشاكل العالقة، وهي كثيرة ومعقدة.
* أولها مشكلة ابيي وعدم اقتناع المسيرية بالتسوية التي قضت بها محكمة لاهاي واعتبرت بموجبها منطقة هجليج تابعة للشمال ومنطقة ابيي تابعة للجنوب، مما عده المسيرية تعديا واضحا على حقوقهم التاريخية فى ابيي واعلنوا بوضوح معارضتهم له بكل الوسائل، بالاضافة الى عدم الاتفاق بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حتى هذه اللحظة على من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء على مصير ابيي ام لا، وهو ما يمكن ان يقود الى صراع يضع الاستفتاء على مصير الجنوب كله على المحك، وليس فقط الاستفتاء على مصير ابيي!!
* المشكلة الثانية وهي الاحدث في مشاكل الطرفين.. الحرب الدائرة في الجنوب بين جيش الحركة ومليشيات تابعة للجنرال (أتور) الذى كان احد قادة جيش الحركة وانشق عنها لاسباب تتعلق بالانتخابات السابقة.. إلخ، ويتهم بعض قادة الحركة حزب المؤتمر الوطني بتصعيد وتزكية هذا الصراع الدموي الذي يهدد بقيام حرب اهلية شاملة في الجنوب ستكون لها بالتأكيد انعكاسات سلبية كبيرة على الشمال ومستقبل علاقته بالجنوب!!
* المشكلة الثالثة هي قسمة النفط بما يرضى الطرفين ويجنبهما الدخول في نزاع جديد يعيق عملية الاستفتاء او يقود الى حرب جديدة خاصة ان النفط هو المورد المالي الوحيد لكليهما في الوقت الحاضر وحرمان اي طرف منه يعنى الموت!!
* وبقدر ما أن هذه المشكلة صعبة ومعقدة بسبب الاعتقاد الراسخ في نفوس الجنوبيين ان الشمال يسرق ثروتهم النفطية وانه يريد الوحدة بسبب النفط فقط، بالاضافة الى حلمهم المتضخم بأن النفط يمكن أن ينقلهم في غضون سنوات بسيطة (او ربما شهور) الى اوضع افضل بكثير من الشماليين (الذين هم السبب في تعاستهم).. إلخ، الا انها يمكن أن تكون المدخل الاساسي لانفصال جاذب او الاتفاق على شكل من اشكال التعاون الاقتصادي والسياسي بين الشمال والجنوب اذا تفهم الطرفان ان اتخاذ المواقف المتطرفة ضار بكليهما، فالجنوب لديه النفط ولكن ليس لديه البنية التحتية للاستفادة منه (معامل التكرير وخطوط النقل والموانئ.. إلخ)، والعكس صحيح بالنسبة للشمال، والخيار الوحيد هو الاتفاق!!
* هنالك قضية مياه النيل ولكنها أوسع من حدود (الدولتين) كما انها لا تشكل اية اهمية في الوقت الحالي في ملف العلاقة بينهما!!
* اذا رغب الطرفان في علاقة مستقبلية جيدة بينهما فإن الخيار الوحيد هو الحوار الجاد حول ذلك (الثلاثي المرعب) بدلا عن تبديد الوقت فى الحديث عن وحدة جاذبة فات اوانها..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

30 مايو 2010